في نصف حالات التجلّط الوريدي تقريباً لا يلاحظ المريض أي أعراض تحذيرية أو مؤشرات تدل على احتمال إصابته.
يجب أن نعرف كلّنا أن التجلّط الوريدي قد يحصل دون أن نشعر به حتى، لذلك من الضروري استشارة الطبيب في حال وجود أي من عوامل الخطر المرتبطة بهذ الموضوع واتخاذ التدابير الوقائية اللازمةلكن لا بد من معرفة عوامل الخطر معرفة تامة لبلوغ هذه المرحلة وتجنب الخطر الذي لا رجوع عنه.
الجواب عن كل الأسئلة التي يمكن طرحها عن هذه الحالة وتداعياتها الخطيرة كالانسداد الرئوي الذي قد يؤدي إلى الوفاة، مع الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام علي طاهر والدكتورة ميرنا واكد رئيسة الأمراض الصدرية.
كيف يمكن تحديد التجلّط الوريدي العميق؟
ينتج التجلّط الوريدي العميق DVT عن تشكّل جلطة دم في وريد عميق في بطن الساق أو الفخذ في معظم الأحيان. في هذه الحالة يحصر الدم بشكل كامل أو في الوريد.
عمّ ينتج التجلّط الوريدي؟
ينتج عن “كسل” أو خلل في الدورة الدموية في الوريد حيث تحصل الجلطة. وعندما تبطؤ الدورة الدموية نتيجة مرض أو إصابة أو نتيجة قلّة الحركة يتجمّع الدم أو يحصل ركود فيه. ونتيجة هذا الركود يصبح المريض أكثر عرضة لتشكّل جلطات الدم مما يهدد بخطر الإصابة بالتجلّط الوريدي العميق.
من يعتبر أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتجلّط الوريدي العميق؟
تزيد بعض الأمراض والإصابات خطر الإصابة بالتجلّط الوريدي العميق وتداعياته التي قد تهدد الحياة. ويزيد خطر الإصابة إذا كان المريض يلازم السرير في المستشفى أو إذا كان عاجزاً عن النهوض لفترة طويلة بسبب المرض أو نتيجة إصابة أو جراحة.
كما أن الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن قد تزيد خطر الإصابة. علماً أنه لدى انتقال جلطات الدم المسببة للتجلّط الوريدي إلى الرئتين، تتعرّض الحياة للخطر. هذا إضافةً إلى الإصابة بالسرطان إذ يعتبر التجلّط السبب الرئيسي الثاني الذي يؤدي إلى الوفاة لدى بعض مرضى السرطان، خصوصاً أن المرضى الذين يكافحون السرطان أكثر عرضة لتشكّل الجلطة نتيجة الإجهاد الذي يتعرّضون له. أما درجة الخطر فتختلف بحسب نوع السرطان والعلاج المتبّع لمحاربته.
هل يعتبر مرضى القلب أكثر عرضة للتجلّط الوريدي العميق؟
قد يكون بعض المرضى الذين يعانون قصوراً إحتقاني في القلب أكثر عرضة للتجلّط الوريدي العميق. حتى أن قصور القلب الاحتقاني قد يزيد خطر تشكّل جلطات الدم المسببة للتجلّط الوريدي العميق حوالي ثلاث مرات وذلك بحسب درجة خطورته.
التجلّط الوريدي العميق Deep vein thrombosisهل إن التعرّض إلى تجلّط وريدي عميق مرةً مؤشر للتعرّض له مرةً ثانية؟
في حال التعرّض لجلطات دم مسببة للتجلّط الوريدي، قد يزيد خطر تكرار الحالة نفسها بنسبة ثلاث مرات.
هل يلعب التقدّم في السن دوراً في الإصابة بالتجلّط الوريدي العميق؟
معظم ضحايا التجلّط الوريدي تخطّوا سن الستين، إلا أن هذا لا يعني انهم وحدهم عرضة له بل يمكن أن يصيب أي شخص كان.
ماذا عن الوراثة ودورها في الإصابة؟ وهل إصابة أحد أفراد العائلة تزيد خطر إصابة أفراد باقين؟
تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بالتجلّط الوريدي ومن الطبيعي أن يزيد احتمال الإصابة بهذه الحالة إذا وجدت حالات في العائلة. لكن توجد عوامل أخرى تلعب دوراً إذ اجتمعت في الإصابة كالتعرّض لإصابة معينة والمكوث في المستشفى فترات طويلة والإصابة ببعض الأمراض والحمل والخضوع لعملية جراحية.
كما يزيد الخطر في حال وجود خلل وراثي في تجلّط الدم أو تناول حبوب منع الحمل وفي حال توافر عوامل صحية سببها تخطي سن الأربعين أو التدخين أو السمنة.
هل تعتبر المرأة أكثر عرضة للتجلّط الوريدي؟
يمكن القول إن بعض عوامل الإصابة بالتجلّط الوريدي خاصة بالنساء لذلك من الضروري أن تحرص المرأة على استشارة الطبيب في حال توافر عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد احتمال إصابتها بالتجلّط الوريدي العميق.
الحمل
تعتبر الحوامل عرضة للتجلّط الوريدي العميق خمس مرات أكثر من غيرهن من النساء. وتحصل الإصابة غالباً في الأشهر الثلاثة الأخيرة أو بعد الولادة مباشرةً
حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة
تزيد بعض الهرمونات والأدوية الغنية بها كحبوب منع الحمل والهرمونات البديلة خطر تشكّل الجلطات، خصوصاً إذ ترافق تناولها مع عوامل أخرى كالتدخين والسمنة.
كيف يؤدي التجلّط الوريدي إلى الانسداد الرئوي؟
يعتبر الانسداد الرئوي من أخطر تداعيات التجلّط الوريدي والذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. علماً أن المريض يصبح عرضة للانسداد الرئوي عندما تتفكك جلطة الدم على جدار الوريد وتنتقل إلى الرئتين مما يسبب انسداد الشريان الرئوي أو أحد فروعه فينحصر بالتالي دفق الدم.
ما أهم أعراض الانسداد الرئوي؟
أهم أعراض الانسداد الرئوي هي:
• ضيق التنفس.
• القلق والتوتر.
• تسارع النبض.
• التعرّق الزائد.
• الألم الحاد في الصدر.
• السعال وقد يترافق مع وجود دم.
• انخفاض ضغط الدم كثيراً.
• الإغماء.
ما أعراض التجلّط الوريدي وما الذي قد يشير إلى وجوده؟
يمكن أن تتشكل جلطات دم مسببة للتجلّط الوريدي دون أعراض ظاهرة مما يزيد صعوبة كشفها. لكن توجد بعض المؤشرات التي قد تدل على احتمال وجودها وفي حال ملاحظتها لا بد من الاتصال بالطبيب مباشرةً:
• الشعور بألم في الساق أو ضعف أو تورّم مفاجئ فيها.
• تغيّر لون الساق أو بروز أوردة كبيرة فيها.
• دفء البشرة عند الملمس.
هل يمكن الوقاية من التجلّط الوريدي؟
توجد وسيلتان أساسيتان لمكافحة التجلّط الوريدي هم الوقاية وتقويم الخطر، وذلك بطرق عدة:
• يجب معرفة عوامل الخطر التي تعرّض للتجلّط الوريدي ومناقشة أي تغيّر في الصحة مع الطبيب.
• في حال المكوث في الفراش فترة طويلة في المستشفى نتيجة عملية جراحية، يجب مناقشة عوامل الخطر مع الطبيب.
• إذا اعتقد الطبيب باحتمال التعرّض للتجلّط الوريدي، يجب اللجوء إلى التدابير الوقائية اللازمة.
• إذا أعلمك الطبيب أن حملك يعرّضك لخطر كبير، احرصي على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ما الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الطبيب في هذه الحالة؟
في حال وجود خطر التعرّض لجلطة، من الطبيعي أن يتخذ الطبيب الإجراءات اللازمة وأهمها:
• وصف الأدوية التي تخفّض خطر التجلّط الوريدي بتغيير عملية تخثّر الدم التي اعتاد الجسم عليها.
• نصح المريض بارتداء الجوارب الضاغطة للدم في الساقين مما يحسّن دفق الدم فيهما.
هل من علاج للتجلّط الوريدي؟
توجد علاجات متوافرة للتجلّط الوريدي بعد تشخيص الحالة. فيلجأ الطبيب عندها إلى:
•وصف الدواء كالأدوية المضادة للتجلّط أو المسيّلة للدم والمواد التي تذيب الجلطات.
•اللجوء إلى العملية الجراحية باعتماد مصافي تنقية الدم التي توضع داخل الوريد الكبير المؤدي إلى القلب لمنع الجلطات المتفككة من الانتقال عبر القلب إلى الرئتين والتسبب بالانسداد الرئوي. كما يمكن استئصال الجلطة الكبيرة بالعملية الجراحية أو سحبها بواسطة الميل.
صحتك في اسئلة واجوبة
ما مدى ارتفاع ضغط دمك؟
يعاني نحو عشرة ملايين شخص في بريطاني وحدها ارتفاعاً في ضغط الدمّ، ورغم ذلك 06 % من الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن ضغط دمهم، وفقاً ل “جمعية السكتة القلبية”في بريطانيا. عادة لا يظهر ارتفاع ضغط الدم أعراضاً، ولكن قد يكون له أثر كبير على صحتكِ، مما يزيد خطر الإصابة بنوبة أو سكتة قلبية.
وقد يسبب ارتفاع ضغط الدم قصوراً في الكلية أو عمى. ومن هذا المنطلق، يجدر بكل شخص أن يفحص ضغط دمه مرة كل ثلاث سنوات على الأقل. واذا كان مستوى ضغط دمك مرتفعاً أي ما فوق 135 / 85 ، يجدر بك خفضه عبر خسارة الوزن الزائد، وتناول طعام بنسبة دهون متدنية، وتناول المزيد من الفواكه والخضار، والتخفيف من تناول الملح، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية. بمجرد إجراء بعض التعديلات على نمط حياتك اليوم، تضمنين حياة أكثر صحة ونشاطاً في المستقبل.
التجلّط الوريدي العميق Deep vein thrombosisما الذي يسبب لي حرقة القلب؟
منذ فترة طويلة وأنا أشعر بنوبات حرقة قلب، ولكنها لم تسبب لي الإزعاج إلا أخيراً. والآن أعاني سعالاً مزعجاً، ولكن طبيبي استبعد إصابتي بالتهاب في الصدر. هل من الممكن أن يكون لمعدتي علاقة بالأمر؟
حرقة القلب سببها ارتداد الحمض من المريء (مجرى الطعام والشراب من الحلق الى المعدة) في اتجاه الحلق. إن كانت حرقة القلب مؤلمة بما في الكفاية، يمكن للحمض أن يثير الجزء الأعلى من قصبة الهواء والجزء الأدنى من الحلق، مسببا بالتالي سعالاً يكون عادة أسوأ في الليل أو بعد تناول وجبات الطعام. ويمكن الأدوية التي تخفف من إفراز أحماض المعدة، على غرار lansopraz zole (المتوافر بناء على وصفة طبية)، أن تخفف من حدة حرقة القلب والسعال. ولكن لكي تحصلي على أفضل النتائج يجدر بك تناول هذا الدواء في شكل منتظم عوضاً عن تناوله فقط عندما تضايقك حرقة القلب.
ويجب على الأشخاص الذين يعانون حرقة القلب في شكل دائم أن يخضعوا أيضاً لفحوص طبية لتحديد السبب وراء هذه الحرقة، ولكي يتأكدوا من أن المريء لم يتضرر على المدى الطويل.
في إمكان طبيبك أن يؤمّن لك هذه الفحوص الطبية.
هل أنا أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان؟
بما أنني وزوجي كنا نعاني مشاكل خصوبة، لم نرزق ابنتنا إلا بعد الخضوع لجلسات علاج عدة بواسطة أدوية مختلفة لكي أتمكن من الاباضة وبعد إجراء ثلاث محاولات في مركز التخصيب في الأنبوب In Vitro Fertilization . الآن أنا في الأربعين من عمري، وأشعر بالقلق من أن أكون عرضة في شكل أكبر للإصابة بمرض السرطان. إن كانت هذه الحالة، هل يسعني أي شيء حيال الأمر؟
قد تعرّضك مستويات مرتفعة في شكل متزايد من بعض الهرمونات المتصلة بالإباضة، مثل منشّط مِنسلي مشيمي لدى البشر HCG (Human Chorionic Gonadotroz pin) ، التي تُستعمل في بعض علاجات الخصب، لخطر أكبر بالإصابة بالسرطان المبيضي. ويمكن لأدوية الخصب أن تزيد عدد الإباضات، وقد يؤدي هذا الأمر أيض في شكل بسيط الى زيادة خطر الإصابة بالسرطان المبيضي. ولكن، يمكن للحمل والرضاعة والحبوب المانعة للحمل التي توقف جميعها الإباضة، أن تخفّض خطر الإصابة بمرض السرطان. لذا على الأرجح أن أي خطر لحق بك من جراء الأدوية التي تناولتها قد انخفض بفعل حملك. يمكنك الخضوع لفحص السرطان المبيضي بواسطة المسح ما فوق الصوتي، ولكن في الوقت الحالي لا تجري النساء اللواتي خضعن لعلاج خصب هذا الفحص في شكل روتيني. ولكن، إن كانت هذه المسألة تثير قلقك، استشيري طبيبك.
منقول