تشخيص الكورونا وعلاجها
بشرى بن شيحة *
في أغلب حالات الإصابة بفيروس الكورونا تكون العدوى لا تسبب سوى أعراض بسيطة مشابهة لأعراض نزلات البرد العادية، وذلك للأشخاص الذين لا يعانون من أي أمراض مزمنة أو أمراض مناعية، لذا لا يلجأ المريض للفحوصات المخبرية للتشخيص إلا في الحالات الشديدة، أو في حال ظهور أعراض الالتهاب الرئوي، خاصة أن هذه الفحوصات لا تتواجد إلا في عدد محدد من المختبرات، أما عند ظهور أعراض المرض عند كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة وخاصة أمراض الكلى ومرضى السكر ومرضى الربو، أو الأمراض المناعية بمختلف أسبابها كنقص المناعة أو أخذ أدوية مثبطة للمناعة وغيرها، عليهم التوجه مباشرة للطبيب لعمل الإجراءات اللازمة.
وبناء على تعليمات وزارة الصحة فإنه اُعتمدت بعض الإجراءات لتشخيص المصابين بفيروس كورونا، وتمر مراحل التشخيص بعدة خطوات تبدأ بفحص المصاب أولا، ثم معرفة احتمالية إصابته، ثم تأكيد الإصابة، ويتم تأكيد الإصابة عن طريق أخذ عدة عينات من المريض، وتشمل عينات من البلعوم عن طريق الأنف والفم، وأيضا عينة من الدم، وبناء على المعلومات والنتائج السريرية والمخبرية للمريض يتم تشخيصه بالإصابة أو عدمها.
وبعكس ما هو شائع فإنه لا يتم عزل جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا في المستشفى، ففي الحالات البسيطة من المرض التي غالبا لا تظهر عليهم مضاعفات خطيرة أو التهاب رئوي يتم عزل المريض في المنزل، مع أخذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى بين أفراد المنزل، حيث يجب تجنب مشاركة الشخص المصاب بأداواته الشخصية، ولبس كمامة عند التعامل مع المريض مع غسل اليدين بشكل دوري، ويجب على من يقدم الرعاية الصحية للشخص المصاب في المنزل بأن يتبع الإرشادات الموجهة إليه من الطبيب فيما يخص الأدوية أو الرعاية الصحية للمريض، كما يجب على المريض نفسه أن يحافظ على نظافة يديه باستمرار وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال للحد من انتشار العدوى لبقية أفراد المنزل.
أما في الحالات المتوسطة أو الشديدة من المرض لمن يظهر عليهم أعراض أكثر حدة، أو ضيق في التنفس أو التهاب رئوي، سيحتاج المريض أن ينقل للمستشفى، لتتم عملية تشخيصه كما يجب، وعزله في المستشفى إلى أن تتحسن حالته.
وبما أن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية هي مرض فيروسي تنفسي معد، فهي كغيرها من الأمراض التنفسية التي تعتمد على علاج الأعراض بشكل أساسي، حيث تعتمد عملية العلاج على معالجة الأعراض الناتجة عن الإصابة بالعدوى كارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفس، والسعال، واحتقان الأنف والحلق بالأدوية اللازمة والمناسبة، فحتى وقتنا الحالي لا يوجد لقاح يحمي من فيروس كورونا أو علاج خاص لهذا الفيروس، لذا تعتمد عملية علاج أيضا على دعم مناعة الجسم الذاتية، فيجب على المريض تناول غذاء صحي متوازن والتأكد من أخذ الفيتامينات اللازمة، مع شرب كميات كافية من السوائل، وأخذ قسط كاف من الراحة للتغلب على المرض.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية فإن حالات الإصابة بمتلازمة الشرق لأوسط التنفسية تتركز في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط، حيث ان أعلى معدلات للإصابة بهذا الفيروس تتركز في المملكة العربية السعودية، ثم تليها دولة كوريا الجنوبية، وتعد الإمارات العربية المتحدة الثانية على مستوى الشرق الأوسط، حيث تبلغ عدد الحالات المؤكدة عالميا ب 1583 شخصا، بمعدل وفيات 566 وفاة، وتقدر عدد الإصابات في أحداث تفشي العدوى في دولة كوريا الجنوبية بحسب آخر تقرير بتاريخ 11 سبتمبر عام 2015 ب 185 حالة، بمعدل وفيات 36 حالة.
وبما أن خصائص فيروس كورونا لا تزال غير واضحة، فإن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية قامت بعمل عدة تعاونات مع هيئات عالمية مختصة بدراسة هذا الفيروس، لدراسة الحالات المصابة به، وتقصي خصائص الفيروس وأعراضه وطرق انتقاله، ولا تزال الأبحاث قائمة لإيجاد علاج ولقاحات لهذا الفيروس في المستقبل القريب باذن الله.
* التثقيف الصحي