يمر الكثير من الأطفال بحالات نفسية صعبة متعددة وأحياناً قد يجد الأهل صعوبة في مساعدتهم لكي يواجهوها ويتغلبوا عليها.
وعندما يكون الطفل في مرحلة النمو أي في مرحلة الطفولة فإنه يمكن أن يمر بالعديد من الحالات النفسية.
ولكن كيف يمكن للأهل مساعدته على تخطيطها؟.
شعور الطفل بأن لا أحد من الأطفال من حوله يحبه
يبدأ الطفل- بين سن الخامسة والعاشرة من العمر- بالبحث عن شبكة اجتماعية يندمج معها وتعتبر حالة البحث هذه وحبه للاندماج مع ذويه مسألة غريزية تولد مع الطفل.
والطفل في هذه المرحلة من العمر يحاول تعزيز شعوره بالانتماء من خلال البحث عن أصدقاء يتشابهون بالهوايات والاهتمامات والذوق أيضاً بالرسوم المتحركة والأطعمة.
ويفضل على الأهل أن يؤكدوا للطفل أن المسألة ليست أن ابن الجيران لا يحبه ولكن يمكن أن يكون له اهتمامات وهوايات أخرى غير تلك التي يحبها طفلهم.
وعلى الأهل أن يعرفوا ما إذا كان الطفل يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين أو حتى صعوبة في التعاون مع الأطفال الآخرين من حوله.
وفي حال كان الطفل يجد صعوبة فعلاً فإن الأهل يجب ألا يعنفوه بل يعلموه أصول التواصل الاجتماعي وكيفية أن يبدي كلمات الإطراء وكيفية أن يكون كريم ويشارك باقي الأطفال ألعابه.
شعور الطفل بالخوف من التجاعيد الموجودة على وجه الأشخاص الكبار بالسن
يميل العديد من الأطفال وعلى الرغم من حبهم العميق لجدتهم وجدهم إلى الخوف من شكل الكبار بالسن.
وهنا يجب أن يفهم الأهل طفلهم أن الأشخاص الكبار بالسن ليسوا مخيفين.
ومن الممكن أن يفسر الأهل لطفلهم أن التجاعيد التي تملئ وجه الجدة ما هي إلا علامات نقص الخلايا في جلدها.
والمسألة المهمة هنا هي أن يفهم الأهل الطفل أن جميعنا يتغير شكله عندما يكبر.
ويمكن أن تقول لولدك أن ينظر إلى نفسه ويفكر كيف تغير عبر السنوات السبع الماضية كيف كان رضيعاً وأصبح ولداً كبيراً الآن عمره سبع سنوات وكيف نما شعره وكيف تغير شكل وجهه.
ويعتبر من الضروري أن يجلس الأهل مع الطفل ويتفرجوا على صور العائلة أي الأم والأب عندما كانوا في سن الطفولة وأنهم هم أيضاً ستغزو التجاعيد وجههم في المستقبل القريب وأن الأطفال أيضاً سيصبحون كذلك.
وأنه من الطبيعي ومن الجميل أن يكبر الأطفال ويصبحوا شيوخ وأن الأمر ليس بالمخيف أو المزعج.
ويمكن للأهل أن يخبروا طفلهم أنه كلما تقدم بالعمر فإنه يصبح أكثر حكمة.
يخشى الطفل أن تفترق عائلته كما حدث مع صديقه
ينتاب الطفل أحياناً الخوف من أن يتخلى عنه أهله خاصة في حال كان قد شهد حالة طلاق لدى الجيران أو أحد أصدقائه في المدرسة.
ولكن من الضروري أن لا يكتفي الأهل بالقول للطفل أنهم لن يتخلون عنه بل يجب أن يفسروا له ذلك بالفعل أيضاً.
ويجب أن يؤكد الأهل للطفل أنه في حال انفصل أبوين صديقه فإن ذلك لا يعني أن ينفصل جميع الأهل في العالم.
ومن المهم أيضاً أن يتناقش الأهل مع طفلهم في فكرة الطلاق وألا يجعلوها تبدو مسألة يحظر الحديث فيها.
كما على الأهل أن يدعوا طفلهم يسأل الأسئلة التي تشغل باله ويحاولوا التعرف على ما يدور في باله من أفكار إذ أنه من الضروري التعرف على ما يشغل باله لكي يعرفوا تماماً كيف يخففوا من قلقه.
ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالقلق عندما يرى أبوان صديقه قد افترقا ولكن من غير الطبيعي أن يترك الأهل طفلهم يتقوقع على ذاته دون أن يساعدوه على مواجه هذه الحالة.