الإحساس بالبرودة في أطراف الأصابع يعني خللاً في الدورة الدموية نتيجة الضغط الشديد
أخذ المقاسات الصحية ودقة التجبير يجنبان المريض أضرارها
الجبائر الطبية التي تستخدم كل يوم وفي جميع المستشفيات لعلاج الكثير من الكسور التي يتعرض لها الأطفال والكبار هي عادةً ما تمر بسلام وتكون مفيدة جداً في علاج هذه الكسور ولكن يجب التنبيه على النقاط السلبية وعلى مواقع الخطورة عند استخدام هذه الجبائر ومحاولة التعريف بهذه المضاعفات المحتملة وكيفية تفاديها وكيفية العناية بالجبائر الطبية. والواقع هو أنه في الأعوام القليلة السابقة ونظراً لأهمية هذه الجبائر الطبية ونظراً لأهمية أن يكون الشخص الذي يقوم بعملها متمرساً وأنه قد استحدث تخصص طبي مساعد جديد باسم فني الجبائر الطبية (cast technician) وهي فئة من المساعدين الذين يتلقون تدريباً خاصاً عن كيفية وضع الجبائر بطريقة صحيحة بحيث لا تؤدي إلى المضاعفات المحتملة.
أماكن استخدامها
معظم الجبائر الطبية يتم استخدامها في علاج الكسور غير المتزحزحة أو الكسور المتزحزحة بعد تثبيتها جراحياً وخصوصاً كسور الأصابع والرسغ واليد والذراع. وفي بعض الأحيان قد يتم استخدامها أيضاً لعلاج كسور الكتف. وفي الطرف السفلي فإنه يتم استخدامها في كسور أصابع القدم وكسور مشط القدم وكسور الكاحل وكسور عظمة الساق أو الكسور المحيطة بعظمة الركبة. أيضاً ممكن استخدام هذه الجبائر الطبية لعلاج الرضوض الشديدة سواءً في اليد أو في الكاحل ولعلاج بعض أنواع التهابات الأوتار الحادة والشديدة. وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إليها لعلاج بعض الأمراض مثل مرض الخلع الوركي عند الأطفال حديثي الولادة أو أمراض تشوهات الأقدام عند هؤلاء الأطفال. وبغض النظر عن السبب وراء استخدام الجبيرة الطبية فإن الهدف من استخدامها هو توفير حماية وثبات للمنطقة التي يتم تجبيرها ومحاولة تقليص الحركة في هذه المنطقة قدر الإمكان إلى أن يتم الشفاء بإذن الله.
أنواعها
الجبائر الطبية تقوم بإنتاجها العديد من الشركات. والجبيرة الكلاسيكية هي الجبيرة المصنوعة من الجبس وهذه هي التي يتم استخدامها في الغالبية العظمى من المرضى. وهي ذات وزن ثقيل نوعاً ما ولكنها رخيصة الثمن ويمكن تشكيلها بحيث تأخذ شكل الطرف المصاب وتؤمن حركة قليلة في الطرف المصاب. أما الأنواع الأحدث من الجبائر الطبية فهي المصنوعة من مادة الفايبرجلاس وهذه تكون أخف وزناً وألطف شكلاً ولكنها غالية الثمن نوعاً ما ويصعب تشكيلها بسهولة حول الطرف المصاب. وفي كلتا الحالتين فإنه يجب وضع طبقة رقيقة من اللفائف القطنية على الجلد قبل وضع الجبيرة الطبية. هذه الطبقة الهدف منها هو حماية الجلد وحماية الأجزاء العظمية البارزة وكذلك توفير مساحة بسيطة بين الجبيرة والطرف المصاب حتى لا تضغط الجبيرة على الطرف المصاب بقوة. وبغض النظر عن نوع الجبيرة الطبية فإنه يجب عدم تعريضها للماء ومحاولة تجفيفها بسرعة في حال تعرضت للماء عن طريق الخطأ. وعلى الرغم من توفر بعض الأنواع التي يزعم مصمموها بأنها مقاومة للماء إلا أنه حتى في هذه الأنواع يجب عدم تعريض الطرف المصاب بالماء والمحاولة على إبقائه جافاً. والجبيرة الطبية يمكن وضعها بشكل كامل بحيث تلتف حول الذراع أو الساق بشكل كامل أو يمكن وضعها على شكل نصف جبيرة حيث تغطي جزءًا واحداً من الطرف المريض وتجعل الجزء الثاني مفتوحاً من دون وضع جبيرة عليه ولكن فقط بوضع لفائف طبية. وهذا النوع المفتوح يكون مفيدا في حالات الكسور الحادة عندما يتوقع أن يكون هناك تورم في الساق أو في الذراع لأن وضع جبيرة كامل قد يؤدي إلى خلل الدورة الدموية. ولهذا فإنه يتم وضع النصف جبيرة لبضعة أيام حتى يتم التأكد من عدم وجود أي تورم وبعد ذلك ممكن تحويلها إلى جبيرة كاملة. وبعد أن يتم وضع الجبيرة من قبل الأخصائي فإنه يجب التريث حيث ان الجبيرة تأخذ يوما أو يومين حتى تصل إلى الصلابة والقسوة. وخلال هذه الفترة يجب عدم تعريضها لأية ضغوط وكذلك يجب عدم المشي عليها. كما أنه من الواجب إعطاء المريض تعليمات تحريرية أو شفوية عن طريقة العناية بالجبيرة وكذلك عن العلامات التي تحذر من وجود مشكلة في الجبيرة الطبية.
العلامات التحذيرية
هذه العلامات التي سوف نذكرها لاحقاً هي علامات قد تكون خطيرة وتحذر من وجود مشكلة في الجبيرة وفي الطرف الذي تم تجبيره وتعني أنه يجب على المريض أو المريضة أو أهل المريض أو أهل المريضة أن يقومُ بزيارة أي غرفة إسعاف أو أن يقومُ بزيارة الطبيب فيه بأقرب فرصة وهذه العلامات منها:
1- الآلام الشديدة: فإن حدوث آلام شديدة بعد وضع الجبيرة أو زيادة الآلام خلال الليلة التي تلي وضع الجبيرة قد تكون ناتجة عن الضغط بشدة على الطرف الذي تم تجبيره وهي علامة سيئة ويجب على المريض أو المريضة مراجعة الإسعاف.
2- تغير لون أطراف الأصابع: فإذا أصبحت هذه الأطراف وخصوصاً الأظافر تميل إلى اللون الأزرق بدلاً من لونها الزهري الطبيعي أو إذا أصبحت أطراف الأصابع كلها غامقة فإن ذلك يعني أن الأوعية الدموية الصغيرة لا تقوم بعملها وفي هذه الحالة يمكن لأهل المريض القيام بالضغط على طرف الظفر وملاحظة ماذا يحدث. وفي الحالة الطبيعية فإن طرف الظفر يعود إلى الوضع الطبيعي بعودة الدورة الدموية أما في حال وجود ضغط على الدورة الدموية فإن اللون يبقى داكناً.
3- حدوث خدور أو تنميل في أصابع اليد في حال وجود جبيرة على الذراع وفي أصابع الرجل في حال وجود جبيرة على الساق هي علامة زيادة في الضغط على الأعصاب التي تغذي هذه المناطق نتيجة ضيق في الجبيرة.
4- عدم القدرة على تحريك الأصابع بسهولة وهذه إحدى العلامات المهمة حيث اننا دائماً ما نحاول وضع الجبيرة بحيث تكون الأصابع سواءً في القدم أو في اليد واضحة ويمكن تحريكها لأن ذلك يساعد على سلامة الدورة الدموية في الطرف الذي تم تجبيره. وإذا ما كانت هناك آلام شديدة عند تحريك هذه الأصابع فإن ذلك يعني أن الذراع أو الساق تتعرض للضغوط الشديدة نتيجة هذه الجبيرة.
5- الشعور ببرد والاحساس بالبرودة في أطراف الأصابع. سواءً في القدم أو في اليد يعني خللا في الدورة الدموية ونقصا في تروية الأصابع نتيجة الضغط الشديد على الأوعية الدموية بسبب الجبيرة الضيقة.
6- تورم شديد في المناطق التي تحيط بالجبيرة مثل اليدين أو كف اليد أو المنطقة الظاهرة من القدم. وهذه تعني أن هناك خللا في الدورة الدموية وعدم القدرة على الطرف الذي تم تجبيره على ضخ الدم وإعادته إلى الجسم مما يؤدي إلى تجمعه.
7- وجود كسور أو تشققات أو حركة شديدة في الجبيرة هذه كلها تعني أن الجبيرة قد لا تقوم بعملها على أكمل وجه وقد تؤدي إلى حركة غير مرغوب بها في الجزء الذي تم تجبيره وبالتالي فهي قد تؤثر سلباً على شفاء الجزء الذي تم وضع الجبيرة عليه.
التشخيص والحلول
في حال حدوث أي من هذه العلامات التحذيرية التي ذكرناها سابقاً فإنه يتوجب على المريض أو المريضة التوجه إلى الإسعاف وزيارة الطبيب الذي يبدأ في فحص الجبيرة وفحص الأصابع سواءً في اليد أو في القدم للتأكد من سلامة الدورة الدموية. وإذا كانت الأعراض خفيفة ولا توجد علامات تحذيرية شديدة ولا يوجد خلل في مجرى الدم فإنه يمكن طمأنة الأهل والنصح بمحاولة رفع الطرف المصاب عند الجلوس والنوم ومحاولة تحريك أطراف الأصابع سواءً في القدم أو في اليد لكي تساعد على نشاط الدورة الدموية في الطرف المصاب. كما أن تناول بعض المسكنات الخفيفة وبكميات معقولة يساعد كثيراً على تخفيف الآلام. والمفروض هو أن تتحسن حالة المريض بعد هذه الإجراءات. أما في الحالات التي يكون هناك فيها شك أو يتم إثبات أن الجبيرة ضيقة وأن هناك عرقلة للدورة الدموية في الطرف المصاب فإنه يمكن القيام بعمل توسعة للجبيرة وذلك بقصها بالمقص الطبي الخاص بالجبائر من طرف واحد أو من طرفين وكذلك قص اللفائف القطنية وبعد ذلك لا تتم إزالة الجبيرة بل يتم وضع شريط لاصق عليها بعد أن تتم توسعتها حوالي خمسة مليمترات من كل جانب مما يضمن وجود فراغ بسيط حول الطرف الذي تم تجبيره وبالتالي يؤدي إلى عودة الدورة الدموية إلى وضعها الطبيعي. وهذه الطريقة هي أكثر طريقة يتم استخدامها وخصوصاً في الحالات الحديثة التجبير. أما الحل الأخير فيكون عن طريقة إزالة الجبيرة القديمة تماماً ووضع جبيرة جديدة بطريقة لا تضغط على الطرف المصاب. ويجب عند إزالة الجبيرة التأكد من عودة الدورة الدموية والتروية إلى الأصابع بشكل طبيعي. أما إذا ما كانت هناك مشكلة في الدورة الدموية والتروية فإنه يجب البدء بأخذ الإجراءات اللازمة وعمل أشعة دبلر أو أشعة صوتية للتأكد من سيران الدم في الطرف المصاب وكذلك يمكن استشارة طبيب الأوعية الدموية في حالة وجود مشكلة في الدورة الدموية.
النصائح والتوصيات
يتضح مما سبق أهمية الحرص عند وضع الجبائر الطبية واستخدامها وخصوصاً عند الأطفال الذين لا يستطيعون فحص الجبيرة بأنفسهم بل يجب الاعتماد على الأهل لمعرفة طريقة المحافظة على سلامة الجبيرة الطبية وطريقة فحص اليد والرجل للتأكد من سلامة الدورة الدموية. كما يجب عمل مراجعة قريبة للطبيب في حالة وجود احتمال حدوث تورم في الطرف الذي تم تجبيره. كما يجب الاستعانة بنصف الجبائر أو بالجبائر الصناعية قدر الإمكان وخصوصاً في المناطق التي قد تتورم بسهولة. فمثلاً في منطقة القدم والكاحل نقوم باستخدام الجبائر الصناعية الجاهزة المصنوعة من البلاستك والتي يتم وضعها على القدم والكاحل وتثبيتها بأحزمة لاصقة وتسمح بتهوية الجزء المصاب وبرؤية الجلد ويمكن للمريض أو المريضة في بعض الحالات إزالتها وغسل القدم وفحص الجلد ثم إعادتها بنفسه. وهذه الجبائر مفيدة جداً وشكلها أنيق وتساعد على المحافظة على سلامة الجلد خصوصاً عند مرضى السكر. وهي متوفرة في المستشفيات الكبرى أو في محلات الأجهزة الطبية. كما يجب الحرص على توفير طاقم طبي متخصص بوضع الجبائر والعناية بها وكذلك الحرص على شرح المضاعفات المحتملة من الجبائر وطرق تشخيصها وأهمية زيارة الطبيب عند الشعور بأية أعراض مختلفة من التي ذكرناها سابقاً. والواقع هو أنه والحمد الله فإن الغالبية العظمى من المرضى تمر حالاتهم المرضية بسلام ولا يتعرضون لأية مشاكل بفضل الله تعالى. ولكن نحن نحاول منع احتمال حدوث أي مضاعفات حتى لو في مريض أو مريضين لأن هذه المضاعفات عندما تحدث تكون عواقبها وخيمة ونتائجها سلبية على حياة المريض أو المريضة.
التنميل والخدر في الأصابع علامتان على عدم ملاءمتها
هناك أنواع للجبائر الطبية