هو تورم والتهاب لغدة البروستات ويتسبب عادة في آلام وصعوبة عند التبول، بالإضافة إلى أعراض أخرى، ويصيب الرجال في جميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعاً عند الرجال في سن الخمسين أو أصغر، وفي حال كان المسبب للإصابة به بكتيريا فإنه تتم معالجته بواسطة المضادات الحيوية، وفي حالات أخرى لا يتم التعرف على المسبب للالتهاب، كما أن المسبب للالتهاب يحدد طبيعة ظهوره، فقد يكون ظهوره مفاجئاً أو تدريجياً، وقد يستمر لمدة أشهر أو قد يتكرر ظهوره.
وتتنوع أعراض الإصابة بالتهاب البروستات وفقاً للسبب وقد تشمل: ألماً أو حرقانا عند التبول، صعوبة في التبول كالتقطير أو التبول المتردد، التبول المتكرر وخاصة في الليل، الرغبة الملحة للتبول، ألماً في المعدة، الأربية، أو أسفل الظهر، ألماً أو إنزعاجا في منطقة العضو الذكري، أو الخصيتين، ألما عند القذف، أعراض مشابهة للانفلونزا ( التهاب البروستات البكتيري) كارتفاع درجة الحرارة والشعور بالإعياء والخمول.
وينتج التهاب البروستات البكتيري الحاد بسبب سلالات شائعة من البكتيريا، ويبدأ بتواجدها في البول ثم تسربها إلى البروستات، ويعالج عادة بواسطة مضادات حيوية وفي حال لم يتم القضاء عليها فقد يؤدي إلى صعوبة علاجه، وقد يتكرر ظهوره ويسمى بالتهاب البروستات المزمن.
ولا تعد البكتيريا المسبب الوحيد لالتهاب البروستات فقد ينتج نتيجة أمراض الجهاز المناعي، أمراض الجهاز العصبي، إصابة في البروستات أو في منطقة البروستات، ولكن هناك عوامل تزيد من فرص الإصابة بالتهاب البروستات: كالرجال في سن صغيرة أو في منتصف العمر، والإصابة السابقة بالتهاب البروستات، والإصابة بالتهاب في المثانة، أو الحالب، ووجود رضوض في الحوض، أو إصابات من ركوب الدراجة أو الخيل، وعدم شرب سوائل كافية (الجفاف)، واستخدام قسطرة بولية، والإصابة بمرض الإيدز، وأن يكون الشخص تحت ضغوط، وأخيراً هناك بعض الصفات الوراثية، وذلك لأن هناك جينات محددة تزيد من عرضة الإصابة بالتهاب البروستات.
إن التهاب البروستات يتسبب في ارتفاع معدل مضادات البروستات المحددة وهي عبارة عن بروتين يفرز من خلال البروستات، ويُجرى عادة فحص معدل مضادات البروستات المحددة للكشف عن سرطان البروستات، وذلك لأن الخلايا السرطانية تفرز مضادات البروستات المحددة بنسب أعلى في الدم من الخلايا غير السرطانية، لذا فإن ارتفاع معدل مضادات البروستات المحددة قد يكون مؤشراً على وجود سرطان البروستات، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك حالات تتسبب في ارتفاع معدل مضادات البروستات المحددة غير السرطان كالتهاب البروستات.
ويتم في فحص التهاب البروستات أولاً تحديد نوع الالتهاب، واستبعاد الحالات الأخرى التي تتسبب في الإصابة بأعراض وعلامات تشابه أعراض وعلامات التهاب البروستات، كما سيقوم الطبيب أولاً بأخذ التاريخ الطبي، والسؤال عن الأعراض والعلامات، ثم القيام بالفحص السريري، وقد يقوم بفحص البروستات الشرجي بالإصبع، وقد يشتمل الفحص المبدئي على تحليل الدم، تحليل البول، تحاليل المثانة (التحليل الحيوي البولي)، وبناءً على هذه التحاليل سيقوم الطبيب بتحديد نوع الالتهاب وهو إما: التهاب البروستات البكتيري الحاد وهو نوع من الالتهاب ينتج بسبب سلالة من سلالات البكتيريا التي تظهر فجأة ويتسبب في ظهور أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، أوالتهاب البروستات البكتيري المزمن، ويظهر عندما لا يتم القضاء على البكتيريا بواسطة المضادات الحيوية مما يتسبب في تكرر ظهور الالتهاب أو التسبب في الإصابة بالتهاب يصعب علاجه، و قد لا يظهر أي أعراض أو قد تكون الأعراض طفيفة في الفترة بين نوبات التهاب البروستات.
أو أن يكون التهاب البروستات غير البكتيري المزمن، ويسمى أيضاً بمتلازمة آلام الحوض المزمنة، والذي يصنف معظم حالات المصابين بالتهاب البروستات بهذا النوع، ولبعض الرجال تكون الأعراض نفسها مع مرور الوقت، بينما تكون لآخرين أكثر أو أقل شدة، أوالتهاب البروستات اللابكتيري: هذا النوع من الالتهابات قد يتسبب في ظهور أعراض دون التهاب، ويتم تشخيصه بالصدفة كما لا يتطلب علاجاً. وتتنوع علاجات التهاب البروستات بناءً على نوع المسبب للالتهاب مثل المضادات الحيوية، مضادات ألفا، تدليك البروستات، وعلاجات أخرى وهي تحت الدراسة كالعلاج الحراري بالموجات الدقيقة، وبعض العقاقير المشتقة من بعض النباتات.