استعمل على نطاق واسع كغذاء لما يتمتع به من معادن وفيتامينات وسكريات للطاقة
الشمندر يعرف بعدة أسماء منها الشوندر والبنجر والصوطلة
أ.د. جابر بن سالم
الشمندر والذي يعرف بعدة اسماء منها الشوندر والبنجر والصوطلة ويعرف بالإنجليزية باسم (Beetroot) علمياً باسم (Beta Vulgaris) من الفصيلة السرمقية (Cheopodiacae) وهو نبات صغير له جذر شبه درني يعيش تحت التراب وهو الجزء المستعمل غذائياً وطبياً. للنبات اوراق تشبه اوراق نبات السلق تماماً. الموطن الاصلي للشمندر ايطاليا وادخل الى جنوب اوروبا في عصر النهضة وكان يستخدم علفاً للماشية سنين طويلة، ثم استخدمه الانسان غذاء له بعد ان عرف فوائده الغذائية والصحية.
هناك ما يعرف بالشمندر السكري والذي يعتبر ثاني مصدر للسكر وجذره ابيض عكس النوع الاول الذي تحدثنا عنه والذي يتميز بلونه الاحمر القاني. جذر هذا النوع مستطيل الشكل عكس الاحمر ذو الجذر المستدير. الشمندر السكري يتميز بحلاوته الزائدة عكس الاحمر والذي يستخرج منه السكر الابيض المستعمل على نطاق واسع. لقد كان اول من عرف استخراج السكر منه (ماركجراف) الكيميائي الالماني في عام 1747م، ونشطت صناعة السكر في فرنسا والمانيا عام 1800م، وشجع نابيليون الاول على صناعته. ونشطت زراعة الشمندر السكري واستخراج السكر منه في الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 1836م. ومما يذكر ان صناعة واستخراج السكر من الشمندر الحلو اسهل من عملية استخراج السكر من قصب السكر وذلك لرخاوة جذوره.
المحتويات الكيميائية:
تحتوي جذور الشمندر الاحمر الذي نحن بصدده والذي يستخدم للأكل سواء مع السلطات او منفردا او كمخلل على فيتامينات عدة مثل أ ، ب ، ج ومعادن كثيرة مثل الفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد والزنك والنحاس والبروم والمنجنيز والبوتاسيوم والكبريت والروبيديوم كما يحتوي على احماض امينية وسكر والفولات (حمض الفوليك) والجزرانيات والفلافونيدات.
استعمالاته الغذائية والدوائية
استعمله اليونانيون والرومان القدماء على نطاق واسع كغذاء لما يتمتع به هذا الجذر من معادن وفيتامينات وسكريات للطاقة وكذلك الاحماض الامينية. وهو يؤكل نيئاً او مسلوقاً ولكنه يفضل اكله نيئاً مبشوراً، كما يؤكل مخللاً ويضاف مع السلطات ويعتبر من المشهيات الواسعة الاستعمال. كما انه يؤخذ عصيراً لوحده او ممزوجاً مع عصائر اخرى. كما يستخدمه بعض الناس بديلاً للقهوة. اما الاستعمالات الدوائية فيستخدم لعلاج فقر الدم نظراً لوفرة معدن الحديد فيه، ويستخدم ضد الوهن وقلة المعادن في الجسم وكذلك لامراض الكبد حيث يحفز الكبد وكذلك للكلى. كما يستخدم لتحفيز افراز المرارة وكذلك الطحال والامعاء. كما يحفز الجهاز اللمفاوي والمناعة. يعطى للنساء الحوامل حيث يحتوي على الفولات الذي تحتاجه النساء الحوامل حيث يقلل الفولات المعروف بحمض الفوليك من خطر اصابة الاجنة بالشفاه والحنك المشقوقة. كما ان حمض الفوليك المرتفع في الشمندر يقلل من خطر الاصابة بامراض القلب حيث ان الشمندر يخفض مستويات مادة السيستين المثلية في الدم والتي عندما ترتفع يعتقد انها تشكل عامل خطر كبير في ظهور امراض القلب. كما وجد ان الالياف التي يحتويها جذر الشمندر القابلة للذوبان في الدهون تساعد على تخفيض كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض الكثافة المعروف ب(LDL) وارتفاع كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض الكثافة له صلة وثيقة بزيادة خطر حدوث امراض القلب. والجزرانيات والفلافونيدات الموجودة في الشمندر قد تعمل ايضاً على منع كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض الكثافة وجدران الشرايين من التلف وتتاكسد بفعل الجذور الحرة. مما يمكن ان يسبب نوبات قلبية او سكتات دماغية. وجذر الشمندر يحتوي على سكر والذي يهضمه الجسم بسرعة كبيرة وترتفع مستويات السكر في الدم بسرعة كبيرة بعد الاستهلاك وهذا النوع هو الذي يحتاجه الرياضيون الى استهلاكه بعد التمارين الشاقة لكي يضمنوا سد النقص في مخزونات طاقتهم العضلية باقصى قدر ممكن من الكفاءة. والشمندر فاتح للشهية ولذلك يحتاجه النحفاء، وهو يفيد المصابين بالتهاب الاعصاب، كما انه مهضم جيد ومقوي للنقهاء. الاشخاص المصابين بمرض السكر عليهم اجتنابه لانه يرفع السكر.
تحتوي جذور الشمندر الأحمر على فيتامينات عدة مثل أ، ب، ج ومعادن كثيرة مثل الفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد