كتب نيكولاس كريستوف في "نيويورك تايمز" السبت الماضي أنه خلال الأسابيع الماضية وجهت منظمتان طبيتان تحذيرين من مواد كيميائية سامة موجودة حولنا، ويمكن أن ترتبط في بعض الحالات بسرطان البروستات وتشوهات الأعضاء التناسلية والبدانة والسكري والعقم.
وقال الكاتب إن الاتحاد الدولي للنسائية والتوليد حذر من مواد كيميائية قد تربك نظام الغدد الصماء، وذلك عبر مواد كيميائية تشبه الهرمونات الجنسية، وتجعل الجسم يحسبها هرموناته الطبيعية.
هذه المواد موجودة في مبيدات الحشائش والبلاستيك والشامبو ومستحضرات التجميل وأوراق الكاشير (التي تأخذها من البقالة عندما تشتري) وبطانات المعلبات ومثبطات اللهب (flame-retardants)، وعدد لا يحصى من المنتجات الأخرى.
هذه المواد تم ربطها مع سرطان الثدي لدى النساء، وتشوه خلقي في الأعضاء التناسلية لدى المواليد الذكور نتيجة تعرض أمهاتهم لها، واسمه (hypospadias) ويحدث عندما تكون فتحة الإحليل (التي يخرج منها البول) على جانب القضيب وليس قمته.
التحذير الثاني جاء من منظمة "إيندوكراين سوسايتي" التي قالت إن هناك أدلة متزايدة على أن هذه المواد الكيميائية ترتبط بالعقم وسرطان البروستات والخصية العالقة وسرطان الخصية وسرطان الرحم وسرطان المبايض ومشاكل عصبية.
الكاتب انتقد تأخر المشرعين الأميركيين في التعامل مع هذا الخطر، وهو أمر ربطه بنفوذ ما أسماه اللوبي الكيميائي، ويمثل تجمع شركات صناعة المواد الكيميائية.
ويكشف أن أوروبا تتجه نحو اختبار المواد الكيميائية قبل طرحها في السوق، ولكن في الولايات المتحدة فإن العملية تسير بشكل بطيء بسبب نفوذ اللوبي الكيميائي.
ووفقا للخبراء حاليا، فإن أفضل شيء يفعله الناس هو حماية أنفسهم بأنفسهم، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل أو التي قد تصبح حاملا، وبالنسبة للأطفال الصغار، وذلك عبر تناول الطعام العضوي، والحد من استخدام المواد البلاستيكية، والحد من لمس وصولات الكاشير، وتجنب الأرائك المصنوعة من مثبطات اللهب (flame-retardant couches).