يمكن تدارك تأثيراتها إذا أحسنت المرأة كيفية التعامل مع هذه المرحلة العمرية
سن اليأس ... تغيرات نفسية وجسدية!!
يمكن للمرأة التكيف مع هذه المرحلة العمرية
أ.د.محمد بن حسن عدار
نهاية الخصوبة قد تمنح العديد من النساء شعوراً بالراحة الكبيرة اخيراً حيث لم يعد هناك خوف من حمل غير مرغوب به و هذ الاطمئنان يمكن ان يؤثر ايجابيا على حياتهن الزوجية و على تركيزهن في الاهتمامات الجديدة، و لكن المرور عبر سنوات انقطاع الطمث سوف يتسم بالتغييرات الجسمانية و العاطفية التي يمكن ان يكون بعضها صعباً و التي يمكن للتثقيف الصحي و الوعي و المساعدة الطبية الصحيحة توفير فهم جديد للطريقة التي تتم فيها و لكيفية ضمان التكيف مع هذه التغيرات و ضمان أسباب العافية إلى نهاية العمر بإذن الله تعالى.
تغيرات نفسية
بالنسبة للمرأة التي لم تنجب فإن سن اليأس قد يجلب مشاكل صحية يحتمل ان تكون من الناحية الجسدية اقل ألماً بالمقارنة مع المرأة الأم و لكنها قد تكون أكثر قساوة من الناحية النفسية حيث سيكون عليها أن تواجه حقيقة استحالة إنجابها بعد الآن. إن هذه الفترة العمرية يجب الاستعداد لها قبل حدوثها بسنوات، و هي فترة فسيولوجية طبيعية تمر على جميع السيدات دون استثناء و لكن يجب التحضير لها بمعرفة تفاصيل حدوثها و الالمام بتفاصيل التغيرات حتى لا تتفاجأ يالتغيرات المزعجة حتى لا تسبب لها تغيرات نفسية مزعجة. ان تمرين العقل يوازي بأهميته تمرين الجسد و قد يكون هذا هو الوقت المناسب لتعويض الفرص التعليمية اوالتثقيفية التي ضاعت منها في السابق لانشغالها بالحمل و الولادة و تربية الأطفال و القيام بالأعباء الزوجية و تعليم الأبناء إلى أن يصلوا الى مرحلة الاعتماد على النفس و في هذا الفترة من المرحلة العمرية تحين الفرصة للاهتمام بنفسها و تعويض فترة المشاغل والاعباء الكثيرة التي كانت على كاهلها. ان الأعراض التي تصاحب فترة سن اليأس عديدة منها النفسي و منها التغيرات الجسدية و كلاهما مرتبطان ببعضهما. قد تبدأ التغيرات الجسدية بعدة سنوات اي قد يكون من سن الخامسة و الأربعين عاماً حيث تبدأ اضطرابات الدورة الشهرية حيث يحدث تأخر في نزول الدورة الشهرية لشهرين او اكثر و يصاحبها زيادة في كمية دم الدورة قد يصل لحد الغزارة مما قد يسبب فقر دم يؤدي الى ضعف جسدي عام و يحدث ذلك بسبب الضعف التدريجي لنشاط المبيضين حيث يقل انتاج التبويض و ضعف في إفراز الهرمونات الأنثوية الاستروجين والبروجسترون و يستمر هذا الضعف التدريجي الى ان تصل المرأة الى سن الواحد و الخمسين من العمر عندها و في غالب السيدات تتوقف الدورة الشهرية تماماً و تدخل المرأة في مرحلة سن اليأس الفعلية. و قد يتأخر سن الياس في بعض السيدات الى سن الخامسة و الخمسين عاماً او قد يحدث في سن مبكرة اي في بداية الاربعين من العمر و ذلك بشكل طبيعي. و قد يحدث في سن مبكرة جداً اي في بداية سن الثلاثين من العمر و يعود ذلك بسبب أمراض في جهاز المناعة و تكوين أجسام مضادة لنشاط المبيضيين او بسبب عمل جراحي باستئصال المبيضيين او التعرض للعلاج الاشعاعي او الكيميائي او التعرض لامراض مزمنة كالفشل الكلوي و خلافة. من اهم التغيرات التي قد تحدث في سن اليأس و التي يستوجب الاستعداد لها نفسياً و جسدياً هي التغيرات النفسية حيث تحدث اضطرابات في النوم و نوبات من الاكتئاب و الشعور بالاهمال من الزوج و تسبب الهبات الساخنة و هي عبارة الشعور بحرارة في الجسم تبدأ من منتصف الصدر و تصعد الى الوجة وتكون لفترات قصيرة جداً و لكنها متكررة و تحدث حتى اثناء النوم مصاحبة بالعرق. اما التغيرات الجسدية، و ذلك بسبب نقض هرمون الاستروجين حيث يحدث ضمور في العضلات و الأنسجة والأربطة و تجعد الجلد و تساقط الشعر مما يغير في شكل المرأة و تبدأ في فقدان جمالها و حيوتها و رونقها و بدأ شعورها بأنها أصبحت خير جذابة لزوجها مما يزيد من مشاكلها النفسية، و هذا اعتقاد خاطئ. و كما يحدث في الرجال في سن الخمسين تكون المرأة في هذه المرحلة العمرية عرضة لأمراض السكر و أمراض الضغط والشرايين وأمراض المفاصل وهذه الأمور كلها ممكن تداركها اذا أحسنت المرأة كيفية التعامل مع هذه المرحلة العمرية باهتمام.