ممّا لا شكّ فيه هو أنّ الأمومة هو الحلم الأكبر للمرأة في حياتها.
فكلّ امرأة ارتبطت برجلٍ بعد علاقة جديّة جمعته بها تحلم أن تكلّل زواجها به بطفلٍ منه يزيد من سعادتهما لا بل يعطي معنى لحياتهما. ومنذ اللّحظة الأولى التي تعلم فيها أنّها حامل، تنتظر بفارغ الصّبر أن تحمل طفلها بين يديها رغم خوفها الكبير من آلام عمليّة الإنجاب. فعمليّة الولادة تتعب المرأة وتؤلمها إلى حدًّ كبير، ولهذا قد تسبّب لها بعض القلق في الأشهر الأخيرة من حملها.
لكنّ أمنية المرأة بوضع الطّفل بعمليّة وضع طبيعيّة لا تتحقّق دائمًا، إذ يُضطر أطبّاء التّوليد إلى اللّجوء إلى عمليّة ولادة قيصريّة. والولادة القيصريّة هي عمليّة لإنقاذ حياة المرأة والطّفل في حالات الولادة الطّارئة. لكنّ هذه العمليّة، رغم نجاحها، قد تشكّل بعض الخطر على حياة المرأة والطّفل لاحقًا وليست دائمًا بالسّهولة والأمان الذي نعتقده.
عن هذا الموضوع، تقول ربيكا ستارك لـ mbc.net، وهي طبيبة مولّدة في مستشفى كليفلاند كلينك في ولاية أوهايو الأميركيّة: "أحيانًا قد تكون عمليّة الوضع صعبة ومحفوفة بالتحدّيات لأسبابٍ متنوّعة". وتُكمل:"قد تكون هذه الأسباب أنّ الجنين كبير الحجم. أو أنّ الجنين لا يحفّز عمليّة الوضع. وقد تكون أنّ الأم تملك مشكلة سريريّة معيّنة تشير إلى وجوب إجراء عمليّة قيصريّة".
إن استعملت الولادة القيصرية بإفراط، قد تكون مضرّة للأم وقد تؤدّي إلى خطر مرتفع لإصابة الطّفل بحالة مزمنة واحدة على الأقلّ، وفق دراسة حديثة.
وقد وجد بحث يدرس الولادات في اسكتلندا ترابطًا بين الأطفال المولودين بعمليّة قيصريّة مقرّرة سابقًا وبين خطر مرتفع للإصابة بمرض الرّبو.
وتؤكّد د. ستارك نتيجة هذه الدّراسة بقولها: "تلك الأمّهات اللّواتي اخترن أن تكون عمليّة ولادتهنّ الأولى قيصريّة، أصيب أطفالهنّ بعددٍ مرتفع من حالات الربو وأُدخلو المستشفى بسبب الربو".
وتشرح أنّه بالنّسبة للأمّهات الجديدات، تحمل الولادة القيصريّة خطر أكبر للإصابة بالإلتهاب، النزيف، وقد تؤدّي إلى مشاكل في حملهنّ في المستقبل.
وبحسب د. ستارك، أكثر من 30 % من مجمل الأطفال المولودين في الولايات المتّحدة الأميركيّة يوضعون بعمليّة قيصريّة، ما اعتبرته نسبة مرتفعة جدًّا.
وتقول في هذا الصّدد أنّه على الرقم الإنخفاض إلى الواحد لأنّ ذلك سيكون أكثر أمانًا بالنّسبة للأمّهات والأطفال على حدٍّ سواء.
في الوقت الحالي، من المهمّ أن ينظر أطبّاء التّوليد بعناية إلى كلّ حالة حمل بمفردها وتحديد إن كانت الولادة القيصريّة مناسبة لها بناءً على صحّة المرأة ووضعها السّريري الخاص.
المصدر: وكالات