سناء حميدة *
يعرف العقم على أنه هو عدم القدرة على الإنجاب بعد سنة على الأقل من الحياة الزوجية الطبيعية دون استعمال أي موانع للحمل لكلا الزوجين.
وقد ثبت علمياً أثر التدخين على القلب والدورة الدموية وعمل الشرايين حيث إن المواد الكيماوية التي تتضمنها السجائر ولاسيما النيكوتين تلحق ضررا بالأوردة الدموية التي تضيق تدريجيا وبالتالي يضعف مرور الدم فيها، مما يؤدي إلى حدوث انسداد في هذه الأوردة وتصلب الشرايين، ومنها الأوعية الدموية للأعضاء التناسلية وخاصة الخصيتين وهذا يؤدي إلى خلل في إنتاج الحيوانات المنوية، كما وتدخل المواد السامة وتأثير المواد الكيماوية من الرئتين إلى الدم، ومن ثم تتجه هذه المواد الخطرة إلى السائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية وتؤدي هذه المواد الكيماوية تغيرات وتأثيرات تؤدي إلى انخفاض الخصوبة لدى الرجل وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى العقم، وهذا التأثير يزداد مع زيادة عدد السجائر التي يتم تدخينها في اليوم الواحد.
وقد تبين أن التدخين يقلل من عدد الحيوانات المنوية وحركتها وذلك من خلال دراسة أجريت للبحث في هذا الأمر، وقد تبين أيضاً أن التدخين يؤدي إلى نقص في عدد النطاف بشكل ملحوظ عن المستوى الطبيعي، وأن التدخين أيضاً يؤدي إلى ظهور نسبة من الحيوانات المنوية غير الطبيعية الشكل أو عديمة الفائدة والوظيفة، حيث أظهرت الدراسات أن التدخين قد يؤدي إلى تغيير في الكروموسومات وهذا يؤدي إلى إنتاج حيوانات منوية غير طبيعية في الشكل وفي الوظيفة، وقد ظهر جلياً عدم قدرة هذه الحيوانات المنوية على ما يسمى بالاختراق والدخول بين غشاء الرحم، أو الدخول إلى نفس البويضة للتلقيح، كما لوحظ في شأن متصل أن التدخين يؤدي إلى خفض معدل نجاح تلقيح البويضات في عملية أطفال الأنابيب، كما أن تأثير التدخين على الغدد الصماء وعلى الهرمونات ثابت علمياً حيث يؤدي إلى خلل وظيفي وبالتالي إلى خلل واضطراب في تضخم هرمونات الذكورة وإنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين.
كل هذه التأثيرات قد تؤدي إلى تأخر أو عدم حدوث الحمل مع ارتفاع نسبة الإجهاض في حال كان الزوج مدخناً، وبالطبع فإن هذه التأثيرات لا تحدث عند كل شخص يدخن، لكن المقصود هو أن نسبة حدوثها تكون أعلى عند المدخنين، ولم تصدر تقارير موثوقة تبين هذه النسب بدقة عالية بحيث يمكن أن نعرضها لأنظار قرائنا، ولأننا ملتزمون بالدقة والموضوعية فضلنا عدم إدراج أي نسب أو أرقام إلى بعد صدورها عن مراكز موثوقة وبدقة عالية يمكن اختبارها وبالتالي عرضها.
ولوحظ أن بعض المدخنين قد لا تحدث لديهم هذه التأثيرات، والبعض الآخر قد يتعرض لها، وذلك لأن ردة فعل الأجسام تختلف، ومناعتها وبنيتها تختلف، فكما أن سرطان الرئة مثلاً قد يحدث لدى بعض المدخنين، ولا يحدث لدى البعض الآخر، كذلك ضعف السائل المنوي ينطبق عليه نفس الأمر والمنطق السليم يقول إن أي شخص يسعى للإنجاب، فإننا بدورنا ننصحه باستبعاد العوامل التي من شأنها أن تؤثر على الخصوبة لديه، سواء كان رجلا أو امرأة.
* قسم طب الإنجاب