د. عبدالعزيز بن محمد العثمان
لايمكن تعميم أسباب محددة لكل الأطفال فلكل طفل وضعه الصحي الخاص به ولهذا لابد من تشخيص حالاتهم بشكل دقيق ويتولى فريق طبي أهم الأسباب تلك التي تكون في الأشهر الأولى من عمر الرضيع وهي الفترة الأهم في تقليل المضاعفات أو النتائج السلبية للحالة، فالطفل في هذا العمر يحتاج وقتاً طويلاً جداً للرضاعة مما يجعل الأم تمل وتضجر من طول مدة الرضاعة. أغلب أسباب الضعف لها حل كلي أو جزئي ومن ضمن تلك الأسباب:
- ارتخاء العضلات وضمورها بالذات عضلات الفكين والبلعوم وعنق المعدة، وعدم انطباق الفم عند المص والمضغ والبلع، وصغر حجم الفم وكبر حجم اللسان مقارنة بالفكين وضعف التحكم في عضلاتهما، تضخم اللحمية واللوزتين وحدوث تشوه في شكل وحجم الأسنان . عدم قدرة الطفل على التوازن بين المضغ والبلع يؤدي إلى صعوبة في البلع وحدوث الغصة كثيراً.
- الحساسية: تحدث الحساسية من مسببات كثيرة ولكن بعض الأطفال يكون لديه حساسية من الأطعمة مما يقلل تنوعها واضطرار الأم للمتابعة اللصيقة لما يأكله الطفل خوفاً من حدوث حالات الحاسسية الحادة.
- كثرة النوم وعدم انتظامه تجعل الأم تتأخر في إرضاعه وأحيانا لا يرغب أن يصحو إلا بعد الشعور بالجوع الشديد ولهذا لابد أن توقظه وترضعه في أوقات محددة .
- عدم بكاء الطفل لا يعني عدم الجوع ولهذا لا تنتظر الأم البكاء كدليل على الجوع أو البرد أو تبليل نفسه كبقية الأطفال.
- يكثر الإمساك لدى أطفال متلازمة داون لوجود مشكلة في الغدة الدرقية وهذه يمكن معرفتها من خلال التحاليل وأيضاً لضعف حركة الأمعاء وقلة الأكل وأحيانا قلة الألياف فلا يأكل لصعوبة المضغ والبلع مما يؤدي إلى امتلاء الأحشاء ومن ثم عدم الرغبة في الرضاعة أو الأكل وقد يسبب الاستفراغ وفي هذه الحالة أنصح بزيارة الطبيب وعرض الحالة عليه. عندما يكبر الطفل ويدرك يبدأ في تجنب الأكل لأنه مرتبط في ذهنه بإخراجه. والإمساك بالذات يحتاج إلى متابعة مستمرة وعلاجه كلما حدث، ومن ضمن وسائل الوقاية والعلاج زيادة الألياف أي زيادة الخضار والفواكه وتناول البر بدل الدقيق الأبيض، كما يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تزيد حركة الأمعاء أو الملينات أو التحاميل مثل تحميلة الجليسرين.
- تحدث عيوب القلب الخلقية، بعضها بسيط لا يؤثر على تغذية الطفل، والبعض الآخر يؤدي إلى الإجهاد السريع للطفل ومن ثم إلى ضعف الرضاعة. جميع مرضى القلب يحتاجون لاستهلاك سعرات حرارية أكثر ومن ثم قد لا تكفي السعرات التي يتناولونها فيصيبهم الهزال في بداية عمرهم.
- زيادة الالتهابات والمشاكل التنفسية لأسباب مختلفة منها انسداد الأنف، وعيوب الرئة الخلقية، والتهابات الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى ضعف الرضاعة وكميتها، كما أنها تزيد من استهلاك الطاقة المخزونة في الجسم مما يؤدي إلى ضعف النمو.
زيادة الوزن:
عادة تكون زيادة الوزن بعدما يكبر الطفل ربما بعد سن العاشرة لكونه يستطيع أن يتناول الغذاء بنفسه وبسبب التعامل العاطفي معه يترك ليأكل كثيراً وكيفما شاء وعادة هؤلاء الأطفال يحبون السكريات والحلويات والوجبات السريعة والرز، وبعد أن يزيد وزنه تبدأ محاولات العلاج المتعبة. فإذا كان نقص الوزن مشكلة في الصغر فإن زيادة الوزن عن الحد الطبيعي مشكلة أكبر وربما أصعب في العلاج وما يصاحبه من مشكلات أخرى مثل مشاكل المفاصل والسكري إضافة إلى صعوبة الحركة والتنقل والعناية الشخصية.
يأتي في المقام الثاني لزيادة الوزن قلة الحركة بالذات إن كان لدى الطفل مشاكل عضلية وعدم القدرة على المشي، وهؤلاء الأطفال لابد من تشجيعهم على الحركة وتقليل استخدم الكرسي المتحرك بالذات في البيت.
بعض الأطفال لديهم مشكلة جسمانية وهي ضعف التمثيل الغذائي أي أن الطفل يتناول غذاء في حدود معقولة وحركته معقولة ولكن ذلك الغذاء لا يتحول إلى طاقة حركية وإنما يخزن في الجسم على هيئة دهون. والحل مع هؤلاء هو تقليل كمية الأغذية والتركيز على نوعيتها بحيث تكون متوازنة أي توفر جميع العناصر الغذائية ويمكن وصف مكملات غذائية على هيئة شراب أو حبوب مص يغطي الاحتياجات للفيتامينات والمعادن.
من التجارب الشخصية مع هؤلاء الأطفال وجدت أن زيادة الحركة وتشجيع اللعب وإعطاء الطفل أغذية بديلة قليلة السعرات مثل الفواكه كل ساعتين أو ثلاث أو على الأقل قبل الوجبات الرئيسية هي أفضل وسيلة للتخلص من الوزن الزائد. من الصعوبة منع الطفل من تناول الحلويات ولكن الأفضل عدم إدخالها للبيت تماماً. وأذكر بنقطة أن هؤلاء الأطفال يراقبون الأطفال الأكبر منهم سناً ويقلدونهم أكثر من تقليد الأطفال العاديين لمن يكبرونهم سناً.
قلق الأم على صحة الطفل ينعكس سلبياً عليه، فأحياناً يتوقع أحد الأبوين أن الطفل لا يعي ما يحدث حوله ولكن الحقيقة أنه يعي كثيراً ولكن لديه صعوبة في التعبير عن ذلك الوعي ولهذا لابد من التعامل معه حسب عمره وحالته وعدم التعامل معه أقل مما يجب.