فقد الشهية الفسيولوجي عند الطفل

أ.د.أسعد بن محمد عسيري
    العلامات التي تظهر على الطفل المصاب بالانخفاض الطبيعي للشهية هي:
أن يبدو لك أن الطفل لا يأكل ما يكفيه ولا يشعر بالجوع على الإطلاق أو أنه لن يأكل إلا إذا أطعمته بنفسك. ويكون عمر الطفل بين سنة إلى خمس سنوات. مع احتفاظ الطفل بنشاطه الطبيعي ونمو الطفل بصورة طبيعية.
الأسباب المؤدية إلى انخفاض الشهية
يزيد وزن غالبية الأطفال الذين يبلغون بين سنة إلى خمس سنوات بمقدار تقريباً واحد ونصف إلى اثنين كيلو فقط كل سنة على الرغم من أن الطفل يزيد - على الأرجح – حوالي ستة ونصف كيلو خلال العام الأول، ومن الطبيعي أن تمر ثلاثة إلى أربعة أشهر على الطفل في هذه السن دون أن يزيد وزنه على الإطلاق. ولأن أوزان هؤلاء الأطفال لا تزيد بسرعة فإنهم يحتاجون إلى طاقة أقل ويبدون أقل شهية للطعام ويسمى هذا "فقد الشهية الفسيولوجي". يتحكم مركز الشهية بالدماغ في مقدار الطعام الذي يختار الطفل تناوله، لذا فإن الأطفال يأكلون مقدار الطعام اللازم للنمو والطاقة. يحاول العديد من الآباء دفع أبنائهم لتناول المزيد من الطعام أكثر من حاجتهم لتخوفهم من أن فقدان الشهية قد يؤدي إلى ضعف الصحة أوحدوث نقص غذائي وهذا غير صحيح بل تتسبب الوجبات التي يتناولها الطفل مكرهاً في فقدان متعة الأكل وتقلل من شهيته للطعام. بمجرد أن يسمح للطفل بأن يكون مسؤولاً عن كمية الطعام التي يتناولها فسوف تختفي المعاناة عند تناول الوجبات، ويختفي القلق على صحته. وسوف تتحسن شهية الطفل عندما يكبر ويصبح بحاجة إلى تناول المزيد من الطعام.
ولمساعدة الطفل على تحسين شهيته للطعام يفضل أن يجعل الطفل مسؤولاً عن كمية الطعام التي يتناولها بالوجبات الرئيسية ويقدم له وجبتين خفيفتين باليوم. وينصح ألا يطعم الطفل ما دام قادراً على تناول طعامه بنفسه لأنه إذا شعر بالجوع فسيتناول الطعام بنفسه.
كما يفضل تقليل كمية الحليب لأن الحليب يحتوي على كميات من السعرات الحرارية تساوي معظم السعرات الموجودة في الأطعمة الجامدة. كما أن تناول كمية كبيرة من الحليب قد يصيب الطفل بالشبع ويؤدي إلى ضعف الشهية للطعام.
وتضعف شهية الطفل إذا قدم له طعام يزيد عما يمكنه تناوله، كما أنه إذا قدمت للطفل كمية طعام صغيرة في طبق كبير فهذا أحرى أن يتناوله عن آخره مع شعوره بأنه قد أنجز شيئاً مهماً. إذا كان يبدو على الطفل أنه بحاجة إلى المزيد من الطعام فينتظر إلى أن يطلب هو ذلك. ولا يقدم له الأطعمة التي لا يحبها (كبعض الخضراوات).
أما بالنسبة للفيتامينات فإن إعطاء الفيتامينات غير ضروري عادة إلا أنها لا تسبب ضرراً عندما تقدم في جرعات عادية وقد تشعر الأهل بالاطمئنان على مستوى تغذية الطفل.
وينصح بأن يجعل الأطفال ينشغلون بالحديث ولا تجعل أوقات تناول الطعام مناسبة للنقد أو الصراع من أجل السيطرة. ويفضل ألا يطول وقت تناول الوجبات..
وللوقاية ينصح عندما يبلغ الطفل الشهر الثامن أو العاشر يبدأ في تقديم الأطعمة الأصبعية له. ويلاحظ أن الطفل السليم يبدأ عادة في استخدام الملعقة عند بلوغه اثني عشر شهراً ويتمكن من تناول طعامه بنفسه عند الشهر الخامس عشر من العمر.
يرجي مراجعة الطبيب إذا:
كان الطفل يفقد وزناً، ولم يزد وزن الطفل خلال ستة أشهر، وظهرت على الطفل أعراض المرض (كالإسهال أو الشحوب باللون). كان طفلك يتقيأ بعض الأطعمة، وإذا كان هناك من يقوم بعقاب الطفل لعدم تناوله الطعام أو إذا كان لديك أية مخاوف أو استفسارات أخرى.