الورم الكوليسترولي هو كيس من أشكال الخلايا الجلدية الميتة في داخل إحدى تجويفات الأذن الوسطى. ومن المحتمل أن يحدث التجويف بسبب سحب طبلة الأذن إلى الداخل، وسوف يزداد حجم الورم الكوليسترولي ببطء، ويملأ الأذن الوسطى والعظم الخشائي في نهاية الأمر، ويمكن أن يسبب الورم الكوليسترولي إفرازات ذات رائحة كريهة وفقدان السمع.
وتتمثل أهداف العملية الجراحية في إزالة الورم الكوليسترولي وإيقاف الإفرازات وتحقيق سلامة الأذن، ومن الممكن أن تؤدي إلى تحسن السمع في نفس الوقت، ومع ذلك ربما تحتاج إلى عملية أخرى لتحسين حاسة السمع لديك، في بعض الأحيان قد لا يكون هناك إمكانية لتحسين حاسة السمع، وتعتبر العملية الجراحية هي الطريقة الوحيدة لإزالة الورم الكوليسترولي، وسوف يساعد التنظيف المنتظم والمضادات الحيوية في التحكم في أية إفرازات ذات رائحة كريهة، ومع ذلك، لن يقي هذا الأمر من المضاعفات التي يمكن أن يسببها الورم الكوليسترولي.
وفي حالة عدم إجراء العملية الجراحية، سوف يستمر الورم الكوليسترولي في النمو وربما يسبب ضررا في عظام الأذن وبالقرب منها، ويمكن أن يسبب هذا الأمر مضاعفات خطيرة، مثل فقدان السمع وضعف الوجه والدوار، كما يمكن أن يسبب الورم الكوليسترولي الضرر للصفيحة العظمية الصغيرة التي تفصل الأذن عن المخ، مما يسبب الالتهاب السحائي (المخاطر 1 في 10000) أو خراج دماغي.
يتم إجراء العملية تحت التخدير الكلي، وعادةً ما تستغرق وقتًا ما بين ساعتين وساعتين ونصف، وسوف يقوم الجراح بعمل قطع في الجزء الأمامي من الأذن أو الجزء الخلفي لها، وإزالة العظم من حول الورم الكوليسترولي ليرى ما إذا كان قد انتشر والقيام بإزالته، وربما يحتاج إلى إزالة عظم قناة الأذن لكي يتمكن من إزالة الورم الكوليسترولي بأكمله، في حالة حدوث هذا الأمر، سوف يقوم بتشكيل العظم الموجود خلف الأذن (العظم الخشائي) على شكل تجويف يفتح داخل الأذن. سوف يحتاج إلى جعل قناة الأذن أكبر قليلًا لتسمح بدخول ما يكفي من الهواء إلى الأذن للمساعدة في الحفاظ على التجويف جافًا، وسيحتاج الجراح أيضًا إلى ترقيع طبلة الأذن، باستخدام غلاف إحدى العضلات الموجودة أعلى الأذن، وفي حالة ما إذا سبب الورم الكوليسترولي الضرر لعظام الأذن، فربما يكون الجراح قادرًا على إصلاحها أثناء العملية، وفي نهاية العملية، سوف يضع الجراح ضمادا في الأذن ويعصبها بضماد، وستتم إزالة الضماد في العيادة بعد حوالي 3 أو 4 أسابيع من إجراء العملية.
وينبغي أن يواصل المريض تناول الأدوية العادية ما لم يخبره الجراح بغير ذلك، ويجب ابلاغ الجراح إذا كان المريض يتناول عقار الوارفرين، أو كلوبيدوجريل أو الأسبرين، وأن يلتزم بنصيحة الجراح بشأن التوقف عن تناول هذه الأدوية قبل العملية.
إن فريق الرعاية الطبية يحاول أن يجعل العملية الجراحية آمنة بقدر الإمكان، ومع ذلك، يمكن أن تحدث مضاعفات. يجب أن يسأل الطبيب المعالج في حالة وجود أي شيء لم يفهمه المريض حيث تقع المضاعفات في نطاق ثلاث فئات:
مضاعفات التخدير: سوف يكون طبيب التخدير قادرًا على أن يناقش مع المريض المضاعفات المحتملة للتعرض للتخدير.
المضاعفات العامة لأي عملية: مثل الألم، والذي يحدث مع كل عملية، وسيحاول فريق الرعاية الطبية أن يحد من الألم، وإعطاء أدوية للسيطرة على الألم، ومن المهم أن يتم تناول الأدوية وفقًا للتعليمات للحد من الشعور بعدم الراحة، ومثل النزيف، سواء أثناء العملية أو بعدها، الذي ربما يُسبب حدوث بعض الكدمات حول الأذن، كذلك الندوب البشعة للجلد، ومع ذلك، عادة ما تتلاشى وتتحسن، ومثل الجلطات الدموية، في الساقين (تجلط الأوردة العميقة)، والتي يمكن أن تتحرك أحيانًا من خلال مجرى الدم إلى الرئتين (انصمام رئوي)، مما يجعل المريض يواجه صعوبة في التنفس، وسيتلقى المريض التشجيع من طاقم التمريض على التحرك من السرير في أسرع وقت بعد إجراء العملية الجراحية للحد من خطر حدوث الجلطات الدموية.
مضاعفات محددة لهذه العملية: مثل فقدان السمع، ربما يكون فقدانًا تامًا ودائمًا (المخاطرة: أقل من 1 في 100)، ومثل تضرر العصب الوجهي (المخاطرة: نادرة جدًا). في حالة حدوث هذا الأمر، سوف تضعف عضلات الوجه، ومثل التغير في حاسة التذوق، حيث إن العصب المسؤول عن التذوق يمر تحت طبلة الأذن، وربما يتم شده أو تضرره وعادة ما تعود حاسة التذوق إلى طبيعتها بعد بضعة شهور، ومن المضاعفات أيضا الدوار والذي عادة ما يزول من تلقاء نفسه، وربما يستمر بعد العملية إذا كان المريض يعاني أصلا من الدوار، وهناك الطنين (رنين في الأذن)، فإذا كان المريض يعاني بالفعل من الطنين، فمن المحتمل أن يستمر كما هو وربما يصبح أسوأ بعد العملية، ومن المضاعفات إفرازات الأذن، فإذا تحول العظم الخشائي إلى تجويف، فربما يكون هناك إفرازات في الأذن لبضعة أسابيع إلى أن يتم علاج التجويف، وربما يحتاج المريض لتنظيف الأذنك، وقد تستمر إفرازات الأذن من حين لآخر، حتى بعد علاج التجويف. عندما يحدث هذا الأمر، فقد يحتاج إلى استخدام نقاط مضادات حيوية للأذن أو الذهاب إلى المستشفى لتنظيف الأذنين، وآخر هذه المضاعفات ردود الفعل التحسسية لليود في مادة الحشو، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالألم والتورم والإفرازات من الأذن، وربما يسبب فشل الترقيع، يجب ابلاغ الطبيب إذا كان لدى المريض تحسس من هذه المادة.
ويقوم الجراح باخبار المريض متى يمكنه العودة إلى ممارسة الأنشطة الطبيعية، ولكنه يحتاج إلى إجازة من العمل لمدة أسبوعين تقريبًا، ويستطيع معظم الأشخاص السباحة بعد إجراء العملية الجراحية، ومع ذلك، إذا احتاج الجراح إلى تحويل العظم الخشائي إلى تجويف، فربما يحتاج المريض إلى استخدام سدادات الأذن لمنع الماء من الدخول إلى الأذن، إذ ربما يشعر بالدوار في حالة دخول الماء البارد، لذا يجب ألا يغطس في الماء، ولكن يمكنه ركوب الطائرة دون أن يواجه مشكلات، ويجب أن لا يقوم بقيادة أي مركبة إلى أن يكون واثقًا من أنه يمكنه السيطرة عليها.
* قسم الأنف والأذن والحنجرة