أ. د. أسعد بن محمد عسيري *
يشكو الطفل من عدم رغبته أكل أصناف معينة من الطعام خصوصا الخضراوات واللحوم أو يرفض تناولها، ويقوم الطفل بإبعاد هذه الأصناف من المائدة، وكذلك يقوم الطفل بإخفاء هذه الأطعمة.
وأكثر ما يتكرر مثل هذا السلوك في الأطفال الدارجين أو أطفال ما قبل المدرسة، علماً بانه يتناول الطفل - بالجملة- كميات كافية من الطعام والسعرات الحرارية يوميا ومن أسباب الاكل الانتقائي لدى الأطفال على مختلف أعمارهم (وكذلك البالغين) أنواع قليلة من الأطعمة غير المرغوبة التي تعافها أنفسهم، أحيانا يكون لونها هو السبب في كراهيتها ولكن السبب الأغلب هو صعوبة مضغها فمثلا نجد أن اللحوم الناضجة مقبولة أكثر من اللحوم القاسية، وكذلك الأمر بالنسبة للخضراوات جيدة الطهو، كذلك فإن بعض الأطفال يرفضون الطعام بسبب مرارته، أحيانا تكون اللوز الحلقية المتضخمة السبب في صعوبة بلع الطفل القطع الكبيرة من الطعام.
يحاول كثير من الأطفال ذوي الأكل الانتقائي تجريب أطعمة جديدة عندما يدخلون المدرسة وذلك بتأثير أقرانهم فيهم اما اذا حاول الأبوان إرغام الطفل على أكل الطعام الذي لا يحبه فإنه قد يصعب عليه بلعه أو قد يتقيؤه.
إن الإرغام على الأكل يُذهب دائما الاستمتاع الطبيعي بالأكل ويؤدي أخيراً إلى ضعف شهية الطفل.. وللتعايش مع طفل ذي شهية الانتقائية أو صعب الإرضاء يفضل إعداد طبق رئيسي مرغوب من قِبل الجميع ويفضل السماح ببدائل عن الطبق الرئيسي أحيانا، فإذا ما رفض الطفل أكل طعام الطبق الرئيسي، وكان طلبه طعاما بديلا غير معتاد فلا بأس من السماح له بتحقيق هذا الطلب من البدائل المقبولة مثل حبوب الإفطار أو فطيرة بسيطة.
وينصح باحترام موقف الطفل في كراهيته الشديدة لبعض الأطعمة بحيث إذا كان لدى الطفل كراهية شديدة لبعض الأطعمة (خاصة تلك التي تجعله يميل إلى التقيؤ) ويفضل عدم تقديمها له تعد كجزء من وجبة العائلة ولا يلجا مطلقا إلى دفع الطفل ليأكل كل الأطعمة فهذا سيؤدي فقط إلى صراع السيطرة، أو الغثيان أو التقيؤ.
ولا داعي للقلق إذا لم يأكل الطفل الخضراوات وافضل تشجيعه ليأكل كميات أكبر من الفاكهة كذلك ينصح بعدم الشكوى من الطعام أثناء تناول الوجبات ويفضل ان يطلب من الطعام الطفل تذوق أصناف جديدة من الأطعمة ذلك أن كثير من المذاقات مكتسبة فقد يتعود أخيراً حب طعام كان يرفضه سابقاً، وبعض الأطفال ذوي الأكل الانتقائي فقد يتطلب الأمر أن يروا الآخرين يأكلون طعاما معينا عشر مرات قبل أن يفكروا بتذوقه ثم يتذوقونه عشر مرات حتى يحبونه، ولا يحاول دفع هذه العملية الطبيعية للتأقلم مع الأطعمة الجديدة، وينصح بعدم الجدل حول الحلوى بعد الطعام كعقوبة للطفل.
علماً إن من نقاط الاحتكاك غير الضرورية مع الأطفال ذوي الأكل الانتقائي تأكيد عدم استحقاق الطفل الحلوى أو الفاكهة بعد الطعام إذا لم يقم بأكل كل ما في صحنه من الطعام، وبما أن الحلوى غير ضارة فإنه من الأفضل أن يسمح للطفل بالأكل مرة واحدة من الحلوى بصرف النظر عن مقدار ما أكله من الطعام.
ولا يسمح بإطالة وقت الطعام مع جعل أوقات الطعام أوقاتا بهيجة مع جعلها مناسبة عائلية مهمة. ويلفت نظر الأطفال لمحادثات محبوبة مع أخبارهم عن مواضيع فكاهية لا علاقة لها بالطعام. وينصح بتجنب جعل أوقات الطعام أوقات انتقاد أو صراع من أجل السيطرة وتجنب المناقشة حول الأكل في أي وقت ولا يناقش الأكل بحضور الطفل، مع وضع الثقة بمركز شهية الطفل ليقوم بتزويده بما يحتاجه من سعرات حرارية.
كذلك يمدح إذا أكل ما يتوقع منه ولا يعطى أي ميزات أو هدايا لأنه أكل كمية من الطعام تعتبر جيدة وكذلك أن الأطفال يأكلون ليرضوا شهيتهم وليس ليسعدوا آباءهم، أحيانا لا بأس من مدح الطفل عند محاولته الأكل من طعام جديد بالرغم من كراهيته لطعمه أو قوامه.
أعطاء الطفل فيتامينات وأملاح يومية فبالرغم من أن تناول الفيتامينات قد يكون غير ضروري لكثير من الناس لكنها غير ضارة إذا أخذت بالكميات العادية وقد تجعل بال الاهل أكثر هدوءاً حول طريقة أكل الطفل.