اكتئاب ما بعد الولادة .. الأسباب والمضاعفات
يمكن أن تتسبب ولادة الطفل في إثارة خليط من المشاعر الجياشة، بداية من الإثارة والفرح وحتى الخوف والقلق، ولكنها، أيضاً، يمكن أن تؤدي إلى شيء قد لا تتوقعينه، وهو الاكتئاب، فماهي أسباب حدوث هذا الاكتئاب؟ وماهي العوامل التي تزيد من احتمالية تعرضك له؟
* الأسباب
لا يوجد سبب معين لاكتئاب ما بعد الولادة، فقد تلعب العوامل البدنية، والنفسية، وعوامل نمط الحياة جميعها دوراً في الإصابة به.
– التغيرات البدنية
قد يُسهم الانخفاض الحاد في الهرمونات (الإستروجين والبروجسترون) بالجسم بعد الولادة في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، أيضاً قد تنخفض الهرمونات الأخرى التي يتم إنتاجها بواسطة الغدة الدرقية انخفاضاً حاداً – مما قد يُشعركِ بالتعب، والخمول، والاكتئاب، كما قد تسهم التغيرات في حجم الدم، وضغط الدم، والجهاز المناعي، والأيض في التقلبات المزاجية والشعور بالإرهاق.
– العوامل النفسية
عند حرمانكِ من النوم وشعوركِ بالقهر، فقد تجدين صعوبة، حتى في التعامل مع المشاكل البسيطة، وقد تشعرين بالقلق بشأن قدرتك على العناية بطفلكِ حديث الولادة، كما قد تشعرين بأنكِ أقل جاذبية أو تصارعين للإحساس بهويتكِ، أيضاً قد تشعرين بأنكِ فقدتِ السيطرة على حياتك، ويمكن أن تسهم أي من هذه العوامل في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
– تأثيرات نمط الحياة
يمكن أن تؤدي العديد من عوامل نمط الحياة إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتشمل متطلبات الرضيع أو أشقاءه الأكبر سناً، وصعوبة الرضاعة الطبيعية، والمشاكل المالية، والافتقار إلى الدعم من زوجك أو غيره من أحبائك.
* عوامل الخطورة
يمكن أن يحدث اكتئاب ما بعد الولادة بعد ولادة أي طفل، وليس الأول فقط، وتزداد مخاطر الإصابة به في حالة ما يلي:
كانت لديك سوابق الإصابة بالاكتئاب، سواء خلال فترة الحمل أو في أوقات أخرى.
عانيت من اكتئاب ما بعد الولادة بعد ولادة سابقة.
مررتِ بأحداث شكلت ضغطاً نفسياً عليكِ، خلال السنة السابقة، مثل مضاعفات الحمل، أو المرض، أو فقدان وظيفتكِ.
كنتِ تعانين من مشاكل في علاقاتك الشخصية أو العاطفية مع زوجكِ أو غيره من الأشخاص المهمين في حياتك.
كان لديك منظومة دعم ضعيفة.
كنت تعانين من مشاكل مالية.
كان حملكِ غير مرغوبٍ أو غير مخطط له.
ويزداد خطر الإصابة بذهان ما بعد الولادة لدى النساء اللاتي يعانين من الاضطراب ثنائي القطب.
* المضاعفات
يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة، إذا تُرك بدون علاج، أن يعيق الترابط ما بين الأم والطفل وأن يتسبب في مشاكل عائلية، ويكون أطفال الأمهات اللاتي لم يُعالجن من اكتئاب ما بعد الولادة أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات سلوكية، مثل صعوبات النوم والأكل، ونوبات المزاج الغاضب، وفرط النشاط، كما تنتشر، أيضا، معاناة هؤلاء الأطفال من تأخر في المهارات اللغوية.
ويمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة إذا ما تُرك بدون علاج لعدة أشهر أو أكثر، بل وقد يتحول في بعض الأحيان إلى اضطراب اكتئابي مزمن، وحتى عند علاجه، فإن اكتئاب ما بعد الولادة يزيد من خطر إصابة النساء بنوبات مستقبلية من الاكتئاب الرئيسي.