إصلاح الحاجز الأنفي
الحاجز هو الغضروف والعظمة الموجودة داخل الأنف والتي تفصل بين المنخارين، ويكون مُغطى بطبقة من الغشاء المخاطي، وعادةً ما يكون هذا الحاجز مستقيمًا ولكن يمكن أن ينحرف مسببًا أعراض انسداد في الأنف وهو ما يسمى بانحراف الحاجز الأنفي.
ويتساءل الكثيرون عن كيف يحدث انحراف الحاجز الأنفي؟ وللاجابة عن هذا السؤال فيمكن القول انه قد ينحرف الحاجز الأنفي في الطفولة أو نتيجة لإصابة، وقد يصيب ذلك الانحراف الغضروف، أو العظمة أو كلاهما.
أما عن فوائد العملية الجراحية، فإنه يتم ضبط وتسوية الحاجز الأنفي، الأمر الذي يؤدي إلى شفاء المريض من أعراض الانسداد الأنفي، وعادة ينصح الأطباء بإجراء العميلة حيث انها الطريقة الوحيدة المُعتمدة والتي تضمن علاج هذه الحالة، أما إذا قرر الإنسان عدم إجراء هذه العملية الجراحية فإن ما سيحدث هو أن يستمر الإنسان في الشعور بانسداد الأنف، لكنها قد لا تتدهور.
ويشمل هذا النوع من العمليات خطوات على المرضى معرفتها من أهمها أن هذه العميلة تُجرى من خلال فتحتي المنخار ولا يترتب عليها أي ندبات في الوجه وهي من مخاوف المرضى الكبيرة ترك الندوب والآثار، وتهدف عملية رأب الحاجز الأنفي إلى تصحيح الانحراف الذي يصيب مقدمة الحاجز الأنفي خلف جسر الأنف الموجود بين المنخارين وصولاً إلى المنطقة الخلفية، وهي عملية تُجرى عادة تحت التخدير الكلي، مع إمكانية استخدام التخدير الموضعي، وتستغرق العملية عادةً مدة تبلغ ثلاثة أرباع الساعة، حيث يقوم الجراح بإجراء قطع في بطانة الأنف أعلى الحاجز الأنفي ثم يرفع طبقة الغشاء المخاطي عن الغضروف والعظمة، ثم يقوم بإزالة الأجزاء المنحنية من الغضروف والعظمة ثم يضع البقية في وضع مستقيم.
وحول المضاعفات التي يمكن أن تحدث فيمكن القول ان فريق الرعاية الطبية المسؤول عن الحالة يلتزم باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتكون العملية آمنة قدر الإمكان، بيد أنه قد تظهر مضاعفات في بعض الحالات وقد يكون بعضها خطيرًا، لذا ينبغي أن يسأل المريض طبيبه في حالة وجود أمور لم يفهمها أو تشكل هاجساً لديه.
ولكن تقع المضاعفات في إطار ثلاث فئات: مضاعفات التخدير حيث يجب أن يكون طبيب التخدير قادرًا على مناقشة المضاعفات المحتملة لخضوع المريض للتخدير، والمضاعفات العامة لأي عملية مثل الألم، والذي يحدث مع كل عملية، وعادة يقوم فريق الرعاية الطبية بالحد من الألم الذي يشعر به المريض عبر الأدوية، وهناك النزيف، حيث أن هناك احتمالا لمعاناة المرض من النزيف بعد إجراء العملية الجراحية، وقد يحتاج إلى استخدام كمادة الأنف وأخيراً العدوى والتي قد تحتاج مضادات حيوية.
أما مضاعفات هذه العملية بشكل محدد فتتمثل في ظهور ورم دموي (تجمع للدم) أو خراج بين طبقات الحاجز الأنفي، وقد يحتاج في هذه الحالة إلى معالجة بالمضادات الحيوية لتصريف أي تجمعات دموية أو القيح، كذلك تغيّر شكل الأنف مع فقدان جزء من ارتفاع جسر الأنف أو تقليص حجم العُميد (المخاطرة: أقل من 1: 100)، وقد يحدث ذلك على مدار أشهر أو سنوات، وأخيراً حدوث ثقب في الحاجز الأنفي (المخاطرة: أقل من 5: 100).
عادةً ما تكون هذه العملية من عمليات اليوم الواحد، ويتم خروج المريض من المستشفى مساء نفس اليوم إن جرت جميع الأمور بصورة طبيعية، ويمكنه العودة إلى ممارسة الأنشطة الطبيعية خلال 2 – 3 أسابيع.
* قسم الأنف والأذن والحنجرة