لاشك أن ضغوط الحياة تدفع الكثيرين للبحث عن حلول سهلة وموفرة للوقت وخاصة عندما يتعلق الأمر بالطهي، والحديث هنا عن الميكروويف. حتى الآن لا توجد أدلة قاطعة على خطورة استخدامه، وإذا كان هذا الجهاز مضرا فما الدافع لتطويره؟
أصبح الميكروويف واحدا من الأجهزة الكهربائية الأساسية التي توجد في كل بيت. بل وحتى إنه من الصعب الاستغناء عنه في المطاعم أيضا، فضلا عن أن الكثيرين يعتقدون أن الطهي في الميكروويف ليس أقل شأنا من الطهي في الفرن أو على الموقد.
صحيح أن السماح باستخدام هذا الجهاز ينفي الشائعات بخصوص أضراره الصحية، وهو ما يبرر اعتماد الكثيرين عليه في تحضير أو تسخين طعامهم، لكن هناك أدلة علمية تؤكد أن الطهي في الميكروويف ليس صحيا تماما. مواقع ألمانية عرضت وقائع ارتبطت باستخدام هذا الجهاز، قد تدفع البعض إلى التفكير قليلا قبل استخدام الميكروويف.
أدلة ليست في صالح الطهي بالميكروويف!أحد هذه الأدلة يعود إلى تسعينات القرن الماضي، عندما تم رفع دعوى قضائية في ولاية أوكلاهوما الأمريكية على إحدى المستشفيات لاستخدامها الميكروويف لتدفئة الدم قبل نقله إلى إحدى المريضات أثناء خضوعها لعمل جراحي في الورك، ما تسبب في وفاتها. وأكدت هذه الحادثة المؤسفة على مخاطر استخدام الميكروويف.
وفي دراسة بحثية سابقة، أجراها خبير التغذية البروفسور هانز أولريش هيرتل بالتعاون مع زملائه في جامعة لوزان، أكد الباحثون أن طهي الطعام في الميكروويف ليس صحيا وأخطاره تفوق الأخطار التي قد تسببها الطرق التقليدية لطهي الطعام.
وبحسب موقع "غيزوندهايت هويته" الألماني، فإن البروفسور هيرتل هو أول باحث، قام بإجراء دراسة سريرية حول تأثير الميكروويف على الدم وفيزيولوجيا الجسم. وأظهرت دراسته القوة التنكسية للميكروويف ومدى تأثيره على المواد الغذائية، كما أثبت الباحثون تغييرات في تركيب دم الأشخاص الذين شاركوا في التجربة، علما أن لهذه التغييرات تأثير سلبي على الجسم.
فوائد الطهي بالميكروويفقد تظهر هذه الأدلة مخاطر استخدام الطهي بالميكروويف، لكن حتى الآن لا توجد أدلة علمية تؤكد علاقة استخدام الميكروويف بالإصابة بمرض السرطان أو بعض الأمراض المزمنة. فالتغييرات التي تظهر على الأطعمة لدى طهيها بالميكروويف لا تختلف كثيرا عن التغييرات التي تظهر على الأطعمة لدى طهيها على الموقد. بل حتى أن هناك دراسات أثبتت أن تحمير الخضروات والبطاطس في الميكروويف يساعد على إنتاج كمية أقل من مادة الأكريلاميد مقارنة مع طهيها بالفرن، وهي مادة لها تأثير سلبي على الصحة، إذ وصفته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بعنصر مسرطن محتمل.
وإلى جانب ذلك، ونقلا عن موقع "إليترن فيسن" الألماني، فإن الطهي بالميكروويف يضمن احتفاظ الأغذية ببعض المواد الغذائية مثل الفيتامينات أكثر من طهيها على الموقد، نظرا لعدم تعرضها طويلا للحرارة، علما أن الطهي بالميكروويف يسبب فقدان نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة والألياف والبروتينات والأحماض الدهنية المفيدة مثل حمض أوميغا 3 الموجود في الحليب، الأمر الذي قد يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى خطورة استخدام الميكروويف في الطهي.