نتناول في هذا المقال التعريف بالأسباب المحتملة لالتهاب الدماغ، والأعراض التي يمكن أن تظهر على المصابين به، مع الإشارة لمضاعفاته وعوامل الخطر المرتبطة به.
أسباب التهاب الدماغلا يكون السبب الدقيق للإصابة بالتهاب الدماغ معروفًا في أغلب الأحوال، إلا أن السبب التشخيصي الأكثر شيوعًا يتمثل في العدوى الفيروسية.
كذلك قد تتسبب العدوى البكتيرية وحالات الالتهاب غير المعدية في الإصابة بالتهاب الدماغ.
وقد تؤدي العدوى إلى إحدى الحالتين التاليتين اللتين تصيبان الدماغ:
*
التهاب الدماغ الأولي الذي يحدث عندما يصيب فيروس أو غيره من عوامل العدوى الدماغ مباشرة. وقد تتركز العدوى في منطقة واحدة أو قد تنتشر.
كذلك، قد تكون العدوى الأولية عبارة عن إعادة تنشيط لفيروس لم يكن نشطًا (كامنًا) بعد مرض سابق.
* التهاب الدماغ الثانوي (التالي للعدوى) وينتج عن التفاعل الخاطئ من الجهاز المناعي استجابة للعدوى في مكان آخر من الجسم. فبدلاً من مهاجمة الخلايا المسببة للعدوى فقط، يهاجم الجهاز المناعي أيضًا الخلايا السليمة في المخ عن طريق الخطأ.
وغالبًا ما يحدث التهاب الدماغ الثانوي بعد أسبوعين أو ثلاثة من الإصابة بالعدوى الأولية. ونادرًا ما يحدث التهاب الدماغ الثانوي نتيجة لمضاعفات اللقاح الحي للفيروسات.
* الأسباب الفيروسية الشائعة
تشمل الأسباب الشائعة لالتهاب الدماغ ما يلي:
-
فيروس الهربس البسيط
يوجد نوعان من فيروس الهربس البسيط (HSV). وأي نوع قد يسبب الإصابة بالتهاب الدماغ.
وعادة ما يكون النوع الأول من فيروس الهربس البسيط (HSV-1) مسؤولاً عن الإصابة بالقروح الباردة أو بثور الحمى التي تظهر حول الفم.
أما النوع الثاني من فيروس الهربس البسيط (HSV-2)، فغالبًا ما يسبب الهربس التناسلي. ونادرًا ما يحدث التهاب الدماغ بسبب النوع الأول من فيروس الهربس البسيط، ولكن يُحتمل أن يتسبب في تلف كبير في الدماغ أو الوفاة.
-
فيروسات الهربس الأخرى
تشمل فيروسات الهربس الأخرى التي قد تسبب التهاب الدماغ فيروس أبشتاين بار، والذي غالبًا ما يسبب ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء المعدية، والفيروس النطاقي الحماقي، والذي غالبًا ما يسبب جدري الماء والهربس النطاقي.
-
الفيروسات المعوية
تشمل هذه الفيروسات فيروس شلل الأطفال والفيروسات الكوكساكية، والتي عادة ما تسبب الإصابة بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا والتهاب العين وألم البطن.
- الفيروسات المنقولة بالبعوض
تنتقل الفيروسات المنقولة بالمفصليات - أو عن طريق المفصليات - عن طريق البعوض أو غيره من الحشرات الماصة للدم.
وقد تسبب الفيروسات المنقولة بالبعوض العدوى بالتهاب الدماغ النيلي الغربي والتهاب الدماغ لاكروس والتهاب الدماغ سانت لويس والتهاب الدماغ الخيلي الغربي والخيلي الشرقي.
- ينقل البعوض الفيروسات من الكائنات المضيفة غير البشرية - مثل الطيور أو سنجاب الصيدناني أو الخيل - إلى البشر.
وقد تظهر أعراض العدوى في غضون عدة أيام أو أسبوعين بعد التعرض للفيروسات المنقولة بالمفصليات.
-
الفيروسات المنقولة بالقراد
يعتبر فيروس بواسان أحد الفيروسات المعروفة التي تنتقل بالقراد والتي تسبب التهاب الدماغ في كل من الولايات المتحدة وكندا.
وعادة ما تظهر الأعراض بعد أسبوع تقريبًا من التعرض للفيروس.
-
فيروس داء الكلب
تسبب العدوى بفيروس داء الكلب، والذي عادة ما ينتقل عن طريق عضة حيوان مصاب، تقدمًا سريعًا لالتهاب الدماغ بمجرد بدء ظهور الأعراض. وتندر الإصابة بالتهاب الدماغ بسبب داء الكلب في الولايات المتحدة.
-
عدوى الأطفال
من المعروف أن عدوى الأطفال الشائعة، مثل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (الحميراء)، تعد من الأسباب الشائعة إلى حد ما للإصابة بالتهاب الدماغ الثانوي. وتندر هذه الأسباب الآن نظرًا لتوفر اللقاحات المضادة لهذه الأمراض.
** أعراض التهاب الدماغ
لا يعاني أغلب الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ الفيروسي من أعراض، أو ربما يعانون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا الخفيفة مثل:
- الصداع.
- الحمى.
- آلام في العضلات أو المفاصل.
- إرهاق أو ضعف.
وتحتاج الحالات الأكثر خطورة إلى رعاية طبية عاجلة.
وقد تتضمن العلامات والأعراض الأخرى لحالات التهاب الدماغ الأكثر خطورة ما يلي:- التشوش أو الهيجان أو الهذيان.
- النوبات التشنجية.
- فقدان الإحساس أو شلل بعض مناطق الوجه أو الجسم.
- ضعف العضلات.
- ازدواجية الرؤية.
- الإحساس بوجود روائح كريهة مثل رائحة اللحم المحترق أو البيض الفاسد.
- مشكلات في الكلام أو السمع.
- فقدان الوعي.
وقد تشمل العلامات والأعراض لدى الرضّع والأطفال الصغار، ما يلي:- تورم الأماكن الليّنة (اليافوخ) في جمجمة الأطفال الرضع.
- الغثيان والقيء.
- تيبّس الجسم.
- البكاء الشديد.
- سوء التغذية أو عدم الانتباه للتغذية.
- الهيجان.
** مضاعفات التهاب الدماغ تعتمد المضاعفات الناتجة عن التهابات الدماغ على عدة عوامل، منها العمر وسبب العدوى وحدّة المرض الأوّلي والوقت من بداية المرض وحتى العلاج.
وفي أغلب الحالات، يتعافى المصابون بأمراض خفيفة نسبيًا في غضون عدة أسابيع دون التعرض لمضاعفات طويلة المدى.
لكن قد تؤدي إصابة الدماغ الناتجة عن الالتهاب إلى عدد من المشكلات الصحية. وقد تؤدي أكثر الحالات حدة إلى الإصابة بالغيبوبة أو الوفاة.
وقد تبقى المضاعفات الأخرى - التي تتفاوت تفاوتًا كبيرًا في حدتها - لشهور أو للأبد، وتشمل هذه:- إعياء مستمر.
- ضعف أو عدم تآزر العضلات.
- تقلبات في الشخصية.
- مشكلات الذاكرة.
- الشلل.
- عيوب السمع أو البصر.
- العجز عن الكلام.
** عوامل الخطورةقد يصاب أي شخص بالتهاب الدماغ. وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الحالة المصابة ما يلي:
-
العمريزداد انتشار بعض أنواع التهاب الدماغ أو تزيد حدتها في فئات عمرية معينة. وبوجه عام، يزداد خطر تعرّض الأطفال الصغار والبالغين المتقدمين في السن للإصابة بأغلب أنواع التهاب الدماغ الفيروسي. وتميل التهابات الدماغ الناتجة عن فيروس هربس البسيط إلى الشيوع أكثر بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عامًا.
-
ضعف الجهاز المناعي
يتعرض المصابون بفيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز أو من يتناولون عقاقير لكبت المناعة أو المصابون بحالات أخرى تتسبب في خلل الجهاز المناعي أو ضعفه إلى خطر أكبر للإصابة بالتهاب الدماغ.
-
الأقاليم الجغرافية
تنتشر الفيروسات المنقولة بالبعوض أو المنقولة بالقراد في أقاليم جغرافية معينة.
-
الموسم من العام
تميل الأمراض المنقولة بالبعوض والمنقولة بالقراد إلى الانتشار أكثر في فصول الربيع والصيف وبداية الخريف. ومع ذلك، قد يوجد البعوض والقراد على مدار العام في الأماكن الحارة.