تشخيص التهاب الدماغ وعلاجاته ونصائح الوقاية

مايو كلينك
تتمثل أفضل الطرق للوقاية من التهاب الدماغ الفيروسي في اتخاذ الاحتياطات لتجنب التعرض للفيروسات التي قد تسبب المرض، كما ينبغي اللجوء للطبيب حال ظهور أعراض المرض، من أجل الحصول على التشخيص الدقيق والبدء بإجراءات علاجية مناسبة.

متى تنبغي زيارة الطبيب؟
يتعين الحصول على الرعاية الطبية الفورية، إذا ظهرت عليك أو على أحد تعرفه أي من الأعراض المصاحبة لحالات التهاب الدماغ الأكثر حدة. والتي أوضحناها في مقال
التهاب الدماغ.. أسبابه وأعراضه ومضاعفاته
ويلزم الحصول على رعاية عاجلة في حالات الصداع الشديد والحمى وتغير حالة الوعي، كما يجب أن يحصل الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من علامات أو أعراض التهاب الدماغ على الرعاية العاجلة.

ونظرًا لأن بداية المرض الخطير المصاحب لالتهاب الدماغ عادة ما تكون حادة ومفاجئة نسبيًا، فإنه يتعين الحصول على رعاية طارئة.
ومن المحتمل أن يتضمن فريق الرعاية الطارئة اختصاصيًا في اضطرابات الجهاز العصبي (اختصاصي طب الأعصاب).

الأسئلة التي يوجهها طبيب
قد يتوجب عليك الإجابة عن بعض الأسئلة التالية أو الإجابة عن الأسئلة نيابة عن طفلك أو شخص آخر مصاب بمرض حاد:
- متى بدأت الأعراض في الظهور؟
- هل بدأتَ في تناول أي أدوية جديدة مؤخرًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فما اسم العقار؟
- هل تعرضت للدغة بعوض أو قراد في الأسابيع القليلة الماضية؟
- هل سافرت مؤخرًا؟ أين سافرت؟
- هل تعرضت مؤخرًا لنوبة برد أو إنفلونزا أو مرض آخر؟
- هل تتناول تحصينات مناعة حتى الآن؟ متى كانت آخر مرة؟
- هل تعرضت مؤخرًا لأي حيوانات برية أو حيوانات سامة معروفة؟
- هل مارست جنسًا غير آمن مع زوجة جديدة أو زوجة قديمة تعيش معك منذ فترة طويلة؟
- هل تعاني من حالة مرضية أو تتناول أي عقاقير تضعف الجهاز المناعي؟

الاختبارات
يعد طرح الأسئلة عن الأعراض وعوامل الخطر والتاريخ الطبي من العوامل المهمة في تشخيص التهاب الدماغ.

وتشتمل الاختبارات التشخيصية التي قد تكون مطلوبة على ما يلي:
- تصوير الدماغ
غالبًا ما يكون تصوير الدماغ (المخ) هو الاختبار الأول إذا كانت الأعراض وتاريخ المريض توحي باحتمال الإصابة بالتهاب الدماغ.
ومن الممكن أن تكشف الصور عن اّفة أخرى في الدماغ  قد تتسبب في ظهور الأعراض مثل الورم.

- كذلك قد تشمل التقنيات الجديدة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والذي قد ينتج صورًا مقطعية وثلاثية الأبعاد تفصيلية للدماغ، أو قد تشمل التصوير المقطعي المحوسب (CT) الذي ينتج صورًا مقطعية.

- البزل القطني
في البزل القطني، يدخل الطبيب إبرة في أسفل الظهر لاستخراج السائل  الدماغي - الشوكي (CSF)، وهو عبارة عن سائل واقٍ يحيط بالمخ والعمود الفقري. وقد تشير التغيرات في هذا السائل إلى وجود عدوى أو التهاب في الدماغ.

- وفي بعض الحالات، يمكن اختبار عينات من السائل الدماغي- الشوكي لتحديد الفيروس أو عامل العدوى .

- الاختبارات المخبرية الأخرى
يمكن اختبار عينات من الدم أو البول أو المفرزات من الجزء الخلفي للحلق للبحث عن فيروسات أو عوامل عدوى أخرى.

- مخطط كهربية الدماغ (EEG)
من الممكن أن يطلب طبيبك مخطط كهربية الدماغ، وهو اختبار يتم فيه تثبيت مجموعة من الأقطاب الكهربية على فروة الرأس. وبذلك يسجل مخطط كهربية الدماغ النشاط الكهربائي للدماغ. وقد تتسق أنماط شاذة معينة في هذا النشاط مع تشخيص مرض التهاب الدماغ.

- خزعة الدماغ
نادرًا ما يستخدم إجراء لإزالة عينة صغيرة من أنسجة الدماغ (خزعة الدماغ) إذا كانت الأعراض تتفاقم ولا يوجد تأثير للعلاجات.

العلاجات
يتكون علاج الحالات الخفيفة، والتي يمكن تشخيصها بشكل خاطئ على أنها إنفلونزا، بشكل أساسي مما يلي:
- الراحة في الفراش.
- تناول الكثير من السوائل.
- تناول العقاقير المضادة للالتهاب - مثل الأسيتامينوفين (تايلينول وغير ذلك)، وإيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي وغير ذلك) ونابروكسين الصوديوم (أليف وغير ذلك) - للتخلص من الصداع والحمى.

العقاقير المضادة للفيروسات
عادة ما تحتاج الحالات المصابة بالتهاب الدماغ نتيجة فيروسات معينة إلى علاجات وريدية مضادة للفيروسات.

وتشمل العقاقير المضادة للفيروسات المستخدمة غالبًا لعلاج التهاب الدماغ ما يلي:
- أسيكلوفير (زوفيراكس).
- جانسيكلوفير (سيتوفين).
- فوسكارنيت (فوسكافير).

ولا تستجيب بعض الفيروسات - مثل الفيروسات المنقولة بالحشرات - لهذه العلاجات. وبرغم ذلك، غالبًا ما يبدأ العلاج باستخدام أسيكلوفير على الفور لأنه قد لا يتم التعرف على الفيروس المحدد مباشرة، أو قد لا يتم التعرف عليه على الإطلاق. وقد يكون هذا العقار فعالاً لمقاومة فيروس هربس البسيط، والذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالَج على الفور، مثل التهاب الدماغ او حتى الوفاة .

وتشمل الآثار الجانبية للعقاقير المضادة للفيروسات الغثيان والقيء والإسهال والتهاب أو ألم  العضلات أو المفاصل.
ومن الممكن أن تحدث مشكلات خطيرة نادرة مثل تدهور وظائف الكلية أو الكبد أو كبت نشاط نخاع العظم. كذلك تُستخدم الاختبارات المناسبة لمتابعة الآثار العكسية الخطيرة.

الرعاية الداعمة
يجب الحصول أيضًا على الرعاية الداعمة الإضافية في المستشفى بالنسبة للمصابين بالتهاب الدماغ الحاد.

وقد تشمل هذه الرعاية ما يلي:
- الأجهزة المساعدة في التنفس.. بالإضافة إلى المتابعة الدقيقة لوظائف القلب والتنفس.
- السوائل الوريدية.. لضمان الحصول على الترطيب المناسب والمستويات المناسبة للمعادن الأساسية.
- العقاقير المضادة للالتهابات.. مثل الستيرويدات القشرية للمساعدة في تقليل التورم والضغط في الجمجمة.
- الأدوية المضادة للتشنجات.. مثل فينيوتين (ديلانتين) لإيقاف النوبات أو الوقاية منها.

متابعة العلاج
بعد فترة المرض الأولية، قد يتعين الحصول على علاج إضافي اعتمادًا على نوع المضاعفات وحدتها.

وقد يشمل هذا العلاج ما يلي:
- العلاج الطبيعي.. لتحسين القوة والمرونة والتوازن والتناسق الحركي والتحرك.
- العلاج المهني.. لتطوير المهارات اليومية واستخدام المنتجات التكيفية التي تساعد في الأنشطة اليومية.
- علاج التخاطب.. لإعادة تعلم التحكم في العضلات والتنسيق لإخراج الكلام.
- العلاج النفسي.. لتعلم التكيف مع الإستراتيجيات والمهارات السلوكية الجديدة من أجل تحسين اضطرابات الحالة المزاجية أو التعامل مع التغيرات في الشخصية - مع وجود إدارة للدواء إذا تطلب الأمر ذلك.

طرق الوقاية
تتمثل أفضل الطرق للوقاية من التهاب الدماغ الفيروسي في اتخاذ الاحتياطات لتجنب التعرض للفيروسات التي قد تسبب المرض:
- مارس عادات صحية جيدة.. تعود على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، بخاصة بعد استخدام دورة المياه وقبل تناول الوجبات وبعدها.
- لا تتشارك الأدوات.. لا تتشارك أدوات المائدة والمشروبات.
- علِّم أطفالك العادات الصحية.. علِّم أطفالك ممارسة العادات الصحية الجيدة وتجنب مشاركة الأدوات والأواني في المنزل والمدرسة.
- احرص على الحصول على اللقاحات.. احرص على اصطحاب لقاحاتك ولقاحات أطفالك. وقبل السفر، تحدث مع طبيبك حول اللقاحات الموصى بها لمختلف الوجهات.
- اتخاذ إجراءات الوقاية من التعرض للبعوض والقراد.