إجهاد العمل يؤدي إلى اضطرابات محسوسة في الجهاز الهضمي

د. شريفة بنت محمد العبودي
    ليس هناك شك في كون ما يقوم به الإنسان يومياً عوامل تؤدي إلى صحته أو إلى مرضه، والدوام اليومي قد لا يتعب الجسد ولكنه يجهد العقل خاصة إذا كان الإنسان يمارس عملاً لا يحبه، وحسب طبيعة جسم كل إنسان قد يؤدي الإجهاد العقلي والإحباط إلى زيادة كبيرة في الشهية مما يقود إلى زيادة غير مرغوبة في الوزن، أو إلى نقص كبير في الشهية مما يقود إلى هزال واضح؛ وعادة، يكون الهزال الواضح سمة أكثر وضوحاً للإصابة بالإجهاد العقلي من العمل حسب كتاب Mind Over Medicine: Scientific Proof that You Can Heal Yourself، الذي تقول كاتبته الطبيبة ليسا رانكن إن عوامل الإجهاد العاطفي يمكن أن تحفز المخ على إطلاق هرمونات تؤدي إلى فقد الشهيّة وبالتالي الإصابة بالهزال. كما يمكن أن يؤدي الشعور بالحزن والإحباط إلى أن ينطلق الحمض الأميني الغريلين من بطانة المعدة فيشعر الإنسان بالجوع ويأكل أكثر فيزداد وزنه، وآليات تعامل الجسم مع إجهاد العمل هذه تؤدي أيضا إلى إطلاق الكورتيزول الذي يسرّع هضم وحرق النشويات. فعندما ترتفع مستويات الكورتيزول تزداد الشهية، وعندما تقل مستويات الكورتيزول تقل الشهية للطعام.
وإجهاد العمل يؤدي أيضاً إلى اضطرابات محسوسة في الجهاز الهضمي مثل الغثيان وحرقان المعدة والمغص والإسهال والتهاب الأمعاء، وكلها بسبب تأثر بطانة المعدة بالإجهاد وزيادة عصاراتها، والإجهاد يؤثر كذلك على قدرة المعدة على التمدد مما يؤثر بالتالي على تقلص عضلات القولون وعلى التهاب الأمعاء.
ومن جهة أخرى تؤدي ممارسة الإنسان لأعمال يحبها كالإبداع في الفنون أو غيرها إلى حدوث استجابات مهدئة تمحو أثر الإجهاد، ومن المحبط كون مجتمع اليوم يشجع الأطفال على دراسة العلوم والطب والرياضيات والإدارة بينما لا يرى تنمية المواهب في الفنون والكتابة مثلاً أمراً يستحق المتابعة والممارسة. ويبدو أن المجتمع يتجاهل كون الإبداع فن يؤدي إلى علاج الجسم ومحو آثار الإجهاد. فالسعيد في حياته أصحّ من غير السعيد، وفي نهاية الكتاب المذكور أعلاه تقدّم المؤلفة نصائح يمكن أن تساعد في تقليل الإجهاد ونشر السكينة والاسترخاء لمن يمارسون أعمال مجهدة:
• ركّز على أعضاء جسمك: تحسّس أطراف أصابع قدمك أو يدك، أو ركبتك أو أي جزء من جسمك. كيف هو ملمسها؟ هل تؤلمك؟ هل هي باردة او حارّة؟ تأمل في استجابتها عندما تضغط عليها، وتأمل كذلك في جميع حواسك.
• كن واعيا بكيفية شعورك: ضع مسميات لما تشعر به وحدد بالضبط ما تشعر به. هل أعضاؤك متيبسة، لينة، خفيفة، باردة، حارة، حساسة، متنمّلة، ضعيفة، قويّة، أو مؤلمة؟ وتجنب الإشارات العامة لما تشعر به كقول جيّد أو سيء فقط.
• تعوّد على الحركة: المشي، السباحة، تمارين شدّ العضلات وبسطها، ركوب الدراجة، الخ.. تزيد من وعيك بجسمك واكتشاف الأعضاء او الأجزاء التي تؤلم، فحتى الألم قد يكون حافزا على شعورك بأعضاء جسمك فلا تخف من الشعور بالألم وعوّد نفسك على معالجته بالاسترخاء أو التمارين.
• تعوّد على التمدد على الأرض الصلبة واستكشف تأثير تغيير أوضاع التمدد على كل عضو من جسمك، واستكشف إحساس كل عضو بصلابة الأرض من تحته.
• اجعل ملابسك فضفاضة وغير ملتصقة بجسمك، فالملابس الفضفاضة تعطيك حريّة في الحركة.
• عند اتخاذ قرار ما لاحظ كيفية استجابة جسمك. هل تشعر بالخفّة أم بالثقل؟ فجسمك كبوصلة تسترشد بها!
• تنفّس بعمق، فعندما تفعل ذلك ستستشعر التأثير الإيجابي لذلك على جسمك.