إن مرض الارتيكاريا أو ما يعرف باسم مرض الشري الجلدي، يتبع لمجموعة من الأمراض التي تسبب انتفاخات في الجلد وإن تحرر المركبات الكيماوية مثل مركب الهستامين يسبب اتشاح في الأوعية الدموية الصغيرة ومن نتائجه انتفاخ في الأنسجة وتكون بأحجام متراوحة من بعض المليمترات إلى سنتيمترات في قطرها وربما تكون ألوانها أبيض أو أحمر وكثيراً ما تكون محاطة بهالة حمراء متوهجة، وغالباً ما تكون مترافقة بحكة شديدة.
وقد تستمر هذه الحطاطات لمدة عدة دقائق أو عدة ساعات وقد تأخذ أشكال مختلفة (دائرية الشكل) أو على شكل حلقات أو على شكل صفائح كبيرة وقد يكون المظهر الخارجي لهذه الحطاطات مترافق مع انتفاخ أو تورم عميق في مناطق أخرى مثل الجفون، الشفاه، اليدين، ويسمى أنجيوديما.
إن مرض الشري الجلدي أو الارتيكاريا المعممة وتسمى HIVES غالباً ما تصنف حسب طول مدة بقائها على جلد الإنسان وتقسم إلى قسمين:
1- شري أو أرتيكاريا حادة وتستمر لمدة تتراوح بين ساعات أو أيام أو بضعة أسابيع.
2- مرض شري أو ارتيكاريا مزمنة وتستمر لمدة أشهر أو سنوات وقد لا تستمر الارتيكاريا أو الشري وقتاً طويلاً، وقد تتكرر الاندفاعات عدة مرات خلال اليوم الواحد.
بعض أنواع الشري الـحادة تـحدث نتيجة الحساسية لمواد معينة منها (غذائية — دوائية — جرثومية ومناعية) وتطور ردة الفعل المناعية لهذه المواد إلى تكوين أجسام مضادة مع الـ IgE وذلك يؤدي إلى التحسس.
من أسباب الحساسية المؤدية إلى مرض الشري الجلدي:
1- الأدوية: وغالبا المضادات الحيوية ولكن هناك أدوية أحرى.
2- الطعام مثل السمك، البيض، المكسرات، الشوكولاتة.
3- لسعات النحل أو الدبور.
4- الجراثيم الطفيليات.
إن معظم أنواع الحساسية تكون معتدلة غير حادة ولكن في لعض الأشخاص يحدث صدمة تأقية من فرط الحساسية خلال دقائق من التعرض وأكثر من أسباب الحساسية، المضادات الحيوية ولسعات النحل المكسرات.
ويمكن للصدمة من فرط الحساسية أن تسبب ما يلي:
1- الارتيكاريا أو الشري.
2- ضيق في التنفس.
3- انخفاض مفاجئي في ضغط الدم.
4- دوار، إغماء.
5- انهيار الحالة العامة.
وعند حدوث أي من هذه الحالات فإنه يجب إعطاء العلاج بسرعة، وعادة ما يعطي الأدرينالين، ويجب على الأشخاص المعرضين للحساسية المفرطة أن يحتاطوا دائماً ويحملوا معهم هذه الأدوية.
معظم حالات الشري أو الارتيكاريا لا يكون السبب فيها الحساسية، ويمكن أن تحدث الارتيكاريا نتيجة تعرض الشخص إلى المواد الكيماوية.
أسباب مرض الشري الجلدي
من بين الأسباب التي تسبب مرض الشري أو الارتيكاريا:
1- الالتهابات (العدوى) مثل التهاب الجيوب الأنفية، قرحة المعدة، خرجات الأسنان أو أمراض الفم والحلق.
2- أمرض الأمصال نتيجة لنقل الدم أو الالتهاب بالفيروس (العدوي الفيرسية) وتصاحب الشري أعراض أخرى مثل الحرارة، تضخم الغدد اللمفاوية، ألم المفاصل وغثيان.
3- انتكاس دوائي وخاصة الأدوية مثل: المرفين، والكودائين، الأسبيرين والأدوية الأخرى المضادة للإلتهابات.
4- ردة الفعل للأطعمة الغير مسببة للحساسية وغالباً من مادة الساليسيلات في الفاكهة والمواد الملونة للأطعمة.
إن معظم حالات الشري أو الارتيكاريا المزمنة تحدث نتيجة للأمراض المناعية وأحياناً تترافق مع أمراض أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية.
تعزى حالات الشري الطبيعية نتيجة لتأثير عوامل طبيعة خارجية وتتكون البثور خلال خمسة دقائق من العرض، وتستمر 15 — 30 دقيقة ومنها:
1- الديرموغرافيزم أو الشري الكذاب:
وتكون بقع الشري شديدة الحكة وعند حكها بشدة قد تتكون اندفاعات حطاطية أخرى وعادة تحدث هذه الحالة فجأة من جراء لبس الملابس أو ملامسة المفروشات وخاصة إذا كان المصاب يشكو من ارتفاع في الحرارة وأخذ حمام دافئ.
2- الشري أو الارتيكاريا التي تحدث نتيجة التعرق، وفي الحالات الشديدة تظهر مئات من البقع الحمراء الصغيرة وتتكون عادة بعد الجري في الجو الحار.
3- الشري أو الارتيكاريا الباردة والتي تؤثر على الجلد عندما تنخفض الحرارة وخاصة في فصل الشتاء وتكون البؤر متوزعة بشكل متسع وربما تسبب الإغماء وعلى الأشخاص المعرضون لهذه الحالة أن لا يعرضوا الجلد أو مساحات كبيرة من الجلد للبرودة والرياح الباردة ويتجنبوا السباحة لوحدهم.
4- الشري أو الارتيكاريا من اللمس: وتعزى إلى الحالات غير المتحسسة، وتتكون من ردة فعل وخاصة من بعض النباتات ومثالاً على ذلك نبات القراص، وبعض الحيوانات، ويرقات الفراش، وأيضاً بعض الأدوية. أحياناً تتكون الارتيكاريا من اللمس نتيجة حساسية لنوع من أنواع الكيماويات الموجودة في الدقيق الأبيض، مواد التجميل والأنسجة، الخيطية أو ربما من البروتين الموجود في اللحوم والأسماك والخضار.
5- الارتيكاريا الناجمة عن التدفئة المركزية.
- الأكوجينيك الناجمة عن التدفئة المركزية.
- الأكوجينيك ارتيكاريا (ملامسة الماء).
- سولار ارتيكاريا (من ضوء الشمس) الارتيكاريا الشمسية
- الارتيكاريا الاهتزازية — قليلة الانتشار.
علاج الشري الجلدي:
إذا كنت تشكو من الارتيكاريا (الشري) فلا بد من أخذ النصائح من طبيب الجلدية والذي بدوره سوف يشرح ويوضح لك أي نوع من أنواع الارتيكاريا أنت مصاب به، ومن هذه الأدوية التي يجب أن لا تؤخذ بشكل ذاتي بل على يد طبيب.
1- دواء مضاد للهستامين ويؤخذ عن طريق الفم.
إن مضادات الهستامين تساعد في السيطرة على انتشار الحطاطات، وتخفف من الحكة في الجلد لمعظم المصابين بالارتيكاريا، ويجب أن تؤخذ هذه المضادات مباشرة وباستمرار حتى تختفي الاندفاعات.
2- مضادات الهستامين غير المخدرة مثل:
LORATIDINE — FEXOFEUADINE — TERFENADINE — CERTIRAZINE — ASTEMAZOLE
وربما تكون هذه الأدوية غير مناسبة للمرأة الحامل وبعض هذه الأدوية لا تنصح لمرضى القلب مثل ASTEMAZOLE & TERFENADINE أما بالنسبة للأدوية الأخرى فهي أمنة.
إذا كان الدواء المضاد للهستامين والذي تناولته أول مره غير مؤثر فيجب استشارة الطبي فوراً ربما أنت بحاجة لزيادة الجرعة لتغيير الدواء وأحياناُ يصف الطبيب دوائين معاً .
إذا حصل أن الشري أو الارتيكاريا لم تذهب أو لم تشفى بواسطة مضادات الهستامين ANHIDTAMIE فإن المواد والطرق التالية قد تساعد:
- أخذ السيتويد عن طريق الفم ORALSTEROIDS وهو علاج فعال في حالات الشري أو الأرتيكاريا الحادة ولكنه ليس مناسباً ليؤخذ لفترة طويلة.
- العلاج بالمضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، إذا كنت تشكو من الشري أو الأرتيكاريا العامة فاسأل طبيك أو طبيب الجلدية إذا كان الدواء هو السبب، وخفف من أكل الفواكه الحامضية. تجنب الكحول تماماً، تجنب الحرارة العالية. وأخيراً حاول تبريد المناطق المصابة بقماش بارد أو أكياس الثلج.
وختاماً فإن طبيب الجلدية هو الشخص المختص في مثل هذه الحالات ولابد من استشارته قبل أخذ أي علاج حتى لا يتفاقم المرض.