أمراض الكلى.. الوعي والوقاية
رؤيـا البهـكلي*
العاشر من شهر مارس لهذا العام هو اليوم الذي تتحدث فيه المؤسسات الطبية والجمعيات المعنية بتعزيز الصحة في جميع أنحاء العالم باختلاف لغاتها عن أمراض الكلى تحت شعار (التدخل المبكر يسهم في الحماية)، وإن تعددت الفعاليات والأنشطة المقامة، فهي تهدف لرفع مستوى الوعي لدى الأفراد والمجتمعات بأمراض الكلى، أسبابها، علاجها والأهم من ذلك، طرق الوقاية منها.
من المهام الرئيسة للكلى، إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم عن طريق البول وينطوي على خطوات معقدة للغاية، من إفراز وإعادة امتصاص، وهذه العملية مهمة للحفاظ على توازن المواد الكيميائية في الجسم، وتنتج الكلى أيضا الهرمونات التي تحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء وتساعد في تنظيم ضغط الدم.
ويمكن لأي شخص أن يصاب بأمراض الكلى وفي أي عمر، ولكن بعض الناس أكثر عرضة من غيرهم، إذا كان لديهم مرض السكري وارتفاع ضغط الدم أو عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى المزمنة والذين يعانون من السمنة المفرطة، أو ممن تتجاوز أعمارهم 60 سنة أو أكثر.
وإذا أمعنا النظر فإننا نجد أن التوجه في كثير من الأبحاث والدراسات والجهود المبذولة عالمياً من الأطباء والعلماء، تركز على معرفة أسباب الأمراض وبالتالي التوصل إلى طرق الوقاية منها، وتغيير نمط حياة الأفراد إلى نمط حياة صحي، مما له أثر إيجابي كبير وملحوظ في التقليل من نسبة الإصابة بالأمراض عامة وأمراض الكلى خاصة، أو العمل على منع تدهور الحالة المرضية مما يساعد في تأمين حياة ذات جودة أفضل، ويخفف العبء عن المريض جسدياً ونفسياً ومادياً. وبالرغم من كل الجهود المبذولة والحملات المقامة، إلا أن أعداد المرضى المصابين بقصور وظائف الكلى في إزدياد، وقد يعود ذلك إلى عدة أسباب منها: عدم فهم المريض لمدى خطورة المرض أو الخوف وعدم التصديق بالمضاعفات الجانبيه، مقاومة الأشخاص لفكرة التغيير إلى نمط حياة صحي، التهاون في إجراء الفحوصات الدورية لمتابعة تطور الحالة المرضية، وبالتالي عدم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة للحد من تدهور المرض في الوقت المناسب.
لنتوقف سوياً عند إحدى الحملات المقامة، فنجد أنها تركز بشكل كبير على الوقاية من أمراض الكلى، وبالتالي فإنها تتضمن في أركانها القياس المجاني لضغط الدم وتوعية الزوار بالقراءات الطبيعية، والمرتفعة والمضاعفات المترتبة على عدم انتظام ضغط الدم، ومنها الجلطات وقصور وظائف الكلى، وتوفير أجهزة قياس السكر مجاناً، وتزويد المرضى والزوار بكتيبات توعوية غنية بالمعلومات، التي تتضمن التعايش مع السكري، وأمثلة للحميات الغذائية التي تساعد في ضبط مستوى سكر الدم وأهم المضاعفات الجانبية لعدم انتظام مستوى السكر على أعضاء الجسم كالعين والأعصاب والتأثير سلباً على وظائف الكلى.
والتوعية حول تناول المسكنات ومضادات الالتهاب بشكل مستمر وبدون مراجعة الطبيب واستخدام الطب الشعبي والأعشاب بدون حذر، وأيضاً أهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم للحفاظ على اللياقة البدنية وتقوية العضلات وعدم زيادة الوزن، وتناول الغذاء المتوازن والسليم الغني بالفاكهة والخضروات والحد من تناول الأطعمة المملحة والسكريات والحفاظ على شرب السوائل بكميات كافية، والتوقف عن التدخين لما له من تأثير سلبي على صحة الجلد وسلامة العظام وصحة القلب والكلى. إن الاستمرار في مثل هذه الفعاليات بشكل دوري والتركيز على أهمية الفحوصات والعمل على تخطي العوائق التي تمنع الأفراد من الأخذ بأساليب الوقاية والتفعيل الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية والتي تخدم في توصيل المعلومة بشكل أسهل وأسرع سوف يكون له الأثر الإيجابي في نشر المعلومة الصحية ورفع مستوى التوعية.