الكلى والاستخدام الخاطئ للدواء
الصيدلانية: منى محمد العمري *
يحتوي جسم الإنسان على أعضاء عدة وكل عضو يؤدي وظائف مختلفة، ومن تلك الأعضاء الكلى، وتتواجد الكلى في التجويف البطني على الجدار الخلفي بجانبي العمود الفقري، وتعمل على تصفية الدم من المواد الضارة والسوائل الزائدة ولها دور في المحافظة على ضغط الدم، وعند تعرضها لإصابة ما فإنها قد تفقد مقدرتها على أداء هذه الوظائف بشكل سليم، وإحدى الأمور التي قد تعرض الكلى لخطر الإصابة هي الأدوية، وتكمن فائدة الأدوية في الالتزام بالجرعات والمدة العلاجية المحددة لتناولها، والتي يوصي بها المختص أو تكون مرفقة في النشرة الداخلية للدواء، عند عدم الالتزام بتعليمات المختص واستخدام الأدوية بشكل خاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى التعرض إلى بعض الآثار الجانبية للدواء، والتي قد تكون إحداها تعرض الكلى إلى خطر الإصابة وفقدان مقدرتها على أداء وظائفها.
إن المسكنات من الأدوية الأكثر شيوعا واستخداما في حالات مختلفة مثل الآم الظهر والمفاصل، الصداع وآلام الأسنان، ولكن رغم فائدتها في تخفيف الآلام إلا أنها قد تؤدي عند استخدامها بشكل خاطئ كتجاوز الجرعة المسموح بها إلى بعض الأضرار، حيث ذكرت إحصائية أمريكية في سنة 2001م أن هناك أكثر من 70 مليون وصفة تباع من مسكنات الألم ومضادات الالتهاب اللا استيرويدية مثل البروفين والتي يؤدي استخدامها الخاطئ إلى 2.5 مليون إصابة في الكلى سنويا، وأن نسبة حدوث أثر سلبي لهذه المجموعة من المسكنات يتراوح ما بين 1 إلى 5 في المئة، ومن الأدوية التي تستخدم أيضاً بشكل خاطئ المضادات الحيوية، إن كثرة استخدامها في غير محلها عند الإصابة بالتهابات فيروسية مثل الإنفلونزا واستخدام جرعات دون الرجوع إلى توصية الطبيب قد يؤثر ذلك على صحة الإنسان، وأحد الأعضاء التي تتأثر سلبا هي الكلى، كما ينبغي معرفة أن استخدام بعض الأدوية ذات الأسماء التجارية المختلفة والتي تحتوي على نفس المادة الفعالة مثل فولتارين وروفيناك، حيث جميعها أسماء تجارية لنفس المادة الفعالة (ديكلوفيناك)، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعريض الكلى للخطر عن طريق مضاعفة الجرعة وبالتالي الخروج عن الحد الآمن للدواء، أيضا من المهم ذكر التاريخ المرضي عند الذهاب إلى الطبيب والتنبه في حال وجود اضطرابات في الكلى، فقد يحتاج المريض إلى تعديل جرعات بعض الأدوية للوصول إلى الجرعة المثلى وبالتالي الاستخدام الآمن للدواء.
بعد خروج المريض من عيادة الطبيب حاملا وصفة طبية متوجهاً إلى الصيدلية لصرف الدواء فإن الصيدلي يذكر تعليمات عن الجرعات وفترة الاستخدام للدواء ويتم إرشاد المريض إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات، والتوجه إلى المختص عند وجود استفسار عن الأدوية أو طريقة الاستخدام، فالإرشادات الموجهة من قبل الطبيب أو الصيدلي قد تساهم في التقليل والحد من التعرض للأعراض الجانبية للأدوية، وينصح عند البدء في استخدام الأدوية، بإخبار الطبيب أو الصيدلي بالأدوية التي يستخدمها المريض، إضافة إلى المشاكل الصحية التي يعاني منها، وعدم تناول الأدوية دون وصفة من الطبيب أو استشارة الصيدلي، والالتزام بتعليمات الطبيب أو الصيدلي وعدم تغيير الجرعات دون الرجوع إلى مختص، والابتعاد عن الأدوية مجهولة المصدر أو تاريخ الصلاحية، وعدم مشاركة شخص آخر في أدوية المريض، حيث إن الجرعات تختلف من شخص لآخر حسب التشخيص، العمر والوزن.
إذا لم تتحسن صحتة المريض بعد المدة العلاجية المحددة أو ازدادت حالته الصحية سوءا بعد تناول الدواء، عليه أن يذهب إلى الطبيب.
* قطاع الرعاية الصيدلية