نقص فيتامين (د)
مبارك عقيل المطيري *
كثير منا لا يعلم ما هو هذا الفيتامين وما هي أهميته في أجسادنا ولا نعلم المخاطر الكبيرة من نقصه، بينما يعتبر فيتامين (د) من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، ونقصه يسبب التعب والنحول للجسم، وهو من الظواهر العالمية فهو لا يخص أي مجتمع أو أي أسلوب حياة معين، وفيتامين (د) هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويسمى أيضا بفيتامين الشمس لأن الجسم يقوم بتصنيعه عند تعرض الجلد لأشعة الشمس، وتتمثل وظيفة فيتامين (د) في ضبط مستوى الكالسيوم والفسفور في الدم، حيث يُعزز قدرة العظم على امتصاص الكالسيوم وبالتالي ضمان قوة وكثافة العظام، لذا فإن نقص فيتامين (د) قد يسبب أمراضاً مثل هشاشة العظام أو ترققها عند البالغين أو الكُساح عند الأطفال، وله؛ أي فيتامين (د) دور في تقوية جهاز المناعة والوقاية من بعض أنواع السرطانات والأمراض المزمنة، ويمكن الحصول عليه من أغذية كالبيض، الأسماك، زيت كبد سمك، الحليب المدعم، حبوب الإفطار المدعمة، التعرض لأشعة الشمس (تعريض الجسم لمدة لا تقل عن 10 دقائق يوميا).
نقص فيتامين (د) يعني انخفاض مستوى تركيزه في الدم عن معدله الطبيعي وبذلك قد يسبب بعض المشاكل في الجسم، ومن أسباب هذا النقص التعرض غير الكافي لأشعة الشمس، عدم استخدام المستويات التي ينصح بتناولها من الفيتامين مع مرور الوقت، خاصة لدى النباتيين (الشخص النباتي هو الذي يتبع نظاما غذائيا يعتمد على النباتات ويستثني أكل اللحوم) لأن معظم المصادر الطبيعية لفيتامين (د) هي مصادر حيوانية، وأيضاً هناك مشاكل عضوية في الجسم تحول عن الحصول عليه مثل سوء الامتصاص وهو عدم قدرة الجسم على امتصاصه، ومشاكل في الكلى لأن الكلى تقوم بتحويل فيتامين (د) إلى شكله النشط، لذا قد يسبب أي خلل في وظائف الكلى نقصا في مستويات الفيتامين، ومن الأسباب أيضاً نقص تركيز الفيتامين في حليب الأم للطفل الرضيع، وفرط السُمنة حيث يتم تخزين الفيتامين في الأنسجة الدهنية.
وهنالك عوامل تزيد من خطر الإصابة بنقص فيتامين (د) منها تقدم العمر، فقد تصبح الكلى أقل قدرة على تحويل فيتامين (د) إلى شكله النشط، والسمنة فالأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة عادة يعانون من نقص في مستويات فيتامين (د)، وأيضاً الأشخاص ذوو البشرة الداكنة قد يعانون من هذه المشكلة، وذلك لأن صبغة الميلانين (الموجودة في جلد الإنسان) تقلل من قدرة الجلد على إنتاج فيتامين (د) من أشعة الشمس.
العديد من الأشخاص المصابين بنقص فيتامين (د) قد لا يعانون من أي أعراض، بينما قد يعاني بعضهم من ضعف عام أو إعياء فقط مما يؤخر تشخيص المشكلة، وقد تظهر أعراض تلاحظ على المريض، خاصة في حالات النقص الشديدة، منها هشاشة العظام، ضعف الجسم وإعياء عام، ألم في العضلات والعظام والمفاصل، ضعف في العضلات، وتأخر الطفل في المشي وجلوسه لفترات طويلة، ومن مضاعفات نقص فيتامين (د) الربو الشديد لدى الأطفال، الخلل المعرفي لدى كبار السن، السرطان، الكساح عند الأطفال (يظهر على شكل تقوس في الساقين)، تلين وهشاشة العظام عند البالغين، زيادة الأمراض القلبية.
ولذلك يجب علينا العمل على الوقاية من هذه الآفة وذلك بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة في أوقات الذروة (من 9:30 إلى 11 صباحاً، ومن 12 إلى 3 ظهراً)، وإذا لم تستطع التعرض لأشعة الشمس، أو تحرص على تغطية جلدك للوقاية من الشمس، فاستشر الطبيب لتناول مكملات فيتامين (د)، واعتماد نظام غذائي غني بفيتامين (د).
* قسم التثقيف الصحي