علاجها في الحمية والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن
يجب فحص السكري باستمرار
د.بسام صالح بن عباس
تعتبر متلازمة تكيس المبايض المصاحبة لمرض السكري النوع الثاني وزيادة الوزن وزيادة الهرمونات الذكرية واضطراب الدورة الشهرية من الأمراض المنتشرة بين الكثير من النساء. وقد لا تكون جميع معالم المتلازمة المرضية موجودة في الشخص المصاب بها ولكن قد يصاب المرء ببعض منها. ونود هنا التحدث عن معالم مرض متلازمة تكيس المبايض ومرض السكري.
أولا: مرض السكري النوع الثاني
يعرف الجميع أن مرض السكري النوع الثاني من الأمراض الأكثر انتشارا بين الرجال والنساء وخاصة في مجتمعاتنا العربية. ويكون مرض السكري النوع الثاني عادة بسبب ضعف مستقبلات الإنسولين. ويكون هذا الضعف أي ضعف مستقبلات الإنسولين بسبب زيادة الدهون وتراكم الشحوم. وهنا تتضح العلاقة بين مرض السكري وزيادة الوزن. وكلما تقدم العمر كلما انخفض معدل استهلاك الطاقة وحرق السعرات الحرارية وبالتالي زاد احتمال إصابة المرء بزيادة الوزن. ولذا كان لزاما على الإنسان أن يقلل من استهلاك السعرات الحرارية كلما تقدم به العمر وأيضا يزيد من نشاطه الجسدي كلما تقدم به العمر. ولكن ما نشاهده حقا أنه كلما تقدم العمر بالإنسان كلما انخفضت درجة حركته وزاد تناوله للسعرات الحرارية. والأمر مضاعف لدى المرأة لكونها تتعرض إلى تغيرات هرمونية نتيجة الحمل والولادة والرضاعة ونحوها. فمقدار حرق الطاقة يقل بشكل كبير كلما تقدم بها العمر وخاصة بعد انقطاع الحيض ونقص مستوى الهرمونات الأنثوية. فالعرضان الأوليان من أعراض وعلامات متلازمة تكيس المبايض واضحة وهي زيادة الوزن ومرض السكري والرابط بينهما معروف لدى الجميع. ونود التنويه هنا أن المصاب بهذه المتلازمة يكون لدية مرحلة ما قبل السكري قبل إصابته بمرض السكري الواضح. ومرحلة ما قبل السكري يكون فيها مستوى سكر الدم مرتفعا عن الحد الطبيعي ولكنه ليس في حد مرض السكري المعروف. وقد يكون لدى المرأة المصابة بهذا المرض أو هذه المتلازمة صعوبة في إنزال الوزن والتحكم به والسيطرة عليه. ويكون مركز السمنة عادة في البطن والصدر أكثر من باقي اجزاء الجسم. وقد يصاحب هذه الزيادة في الوزن تواجد حبوب بالبشرة بصورة كبيرة. وقد تكون البشرة دهنية وزيتية. وقد يصاحب المتلازمة الشعور بالاكتئاب والتقلبات الذهنية السريعة. ويصاحب مرض السكري وزيادة الوزن لدى البعض من النساء ارتفاع ضغط الدم. وزيادة في دهون الدم الدهون الثلاثية والكولسترول المشبع والكولسترول قليل الكثافة ومتوسط الكثافة وكذلك أمراض الأوعية الدموية وخصوصا أمراض الشريان التاجي.
ثانيا: تكيس المبايض
يعتبر تكيس المبايض من العلامات الهامة والفارقة لدى مريضة متلازمة تكيس المبايض. تكيس المبايض يعتبر من الأمراض المقلقة للنساء والمزعجة حيث ينشأ عن ذلك اضطرابات في الدورة الشهرية أو انقطاعها. ولا يقف الأمر عن حدوث أو وجود تكيس في المبايض ولكن قد يصاحب هذه المتلازمة وهذه التكيسات المبيضية ظهور الشعر الخشن في مناطق مختلفة من جسم المرأة. ويعتقد أن هذه الأعراض تنتج بسبب اضطراب في استقلاب هرمون الاندروجين والاستروجين معاً. وهي الهرمونات الذكرية والهرمونات الأنثوية المعروفة. ويعتقد أن تبدأ الأعراض لهذه المتلازمة بوجه عام عند البلوغ، وتؤثر على نسبة كبيرة من النساء حيث تقدر هذه النسبة 3- 10% من النساء. وبالرغم من أن الأعراض والعلامات تتشابه في معظم المرضى، فانه قد تحدث بعض الاختلافات والمفارقات. فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأميركية 70% من المرضى يكون لديهم كثافة في الشعر مقارنة بنسبة 10-20% فقط في اليابان. والسبب الرئيسي لهذه الحالة المرضية ليس معروفا بعد ولكن يعتقد أنها تتطور عندما يتزايد إفراز المبايض لهرمون الاندروجين (الهرمون الذكري) بسبب الإفراز المتزايد لهرمون الغدة النخامية الذي يؤدي الى انخفاض في هرمون الاستروجين (الهرمون الأنثوي) الذي يجعل استجابة الاكياس الموجودة في المبيض استجابة عشوائية وغير منتظمة. وتشمل أعراض هذه المتلازمة من جراء تكيسات المبايض وإفراز الهرمونات الذكرية غياب أو عدم انتظام مواعيد الدورة الشهرية، وكذلك عدم انتظام أو غياب التبويض مما يسبب عدم الإخصاب وتكيس أو تضخم المبايض بطبيعة الحال. ويكون ذلك مصاحبا السمنة التي تحدث لنصف المرضى تقريبا.
ثالثا: زيادة الهرمونات الذكرية
قد تصاب المرأة بزيادة الهرمونات الذكرية ويؤدي ذلك إلى نمو مبكر لشعر العانة أي قبل ثماني سنوات من العمر. وأيضا نمو متزايد لشعر الوجه والصدر والبطن والأصابع وحالة الصلع الذكوري. وفي الحالات الشديدة يحدث خشونة في الصوت مع ازدياد كتلة العضلات . كما يعاني المصابون من تكون حبوب الشباب وبشرة دهنية. وظهور بقع داكنة إما ملساء أو بارزة في الجسم، وتكثر تلك البقع في العنق وتحت الإبطين والمنطقة تحت الثديين والمناطق المكشوفة مثل الركبتين والمرافق. وتواجد زوائد جلدية في الإبطين وتحت الثديين. وأسباب حدوث هذه المتلازمة ليست معروفة حتى وقتنا الحاضر، ولكن هناك دلالة على أن هناك علامات وراثية تختص بذلك. فعلى سبيل المثال لو كان هناك قريبة مصابة بهذه المتلازمة، فإن خطورة الاصابة بهذه المتلازمات تكون أكثر لدى هذه المرأة ذات التاريخ العائلي.
تشخيص متلازمة تكيس المبايض مرض السكري وزيادة الهرمونات الذكرية:
كما اتضح لنا سابقا أن متلازمة تكيس المبيض هي حالة طبية تصيب المرأة وتؤثر على دورتها الشهرية وقدرتها على الانجاب وهرموناتها الذكرية والأنثوية. ويعتمد التشخيص على الأعراض وعلى التحليلات الهرمونية والأشعة الصوتية.
الأعراض
كما ذكرنا أن أعراض متلازمة تكيس المبايض تشمل عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها. صعوبة في الحمل وعدم القدرة على الانجاب. وجود شعر في الوجه والجسم أكثر من المعتاد لدى النساء. تساقط وفقدان شعر الرأس. ويجب الملاحظة أن وجود هذه الاعراض قد يختلف بين النساء حيث يكون هناك بعض منهن مصابة بواحدة فقط من هذه الاعراض وهناك من تكون مصابة بجميع هذه الاعراض.
التحليلات الهرمونية
وتشمل التحليلات الهرمونية قياس هرمون التستيسترون وهرمون الغدة النخامية والهرمونات الجنسية الأخرى وكذلك اختبار مستوى السكر للصائم ومعدلات الأنسولين أو اختبار احتمال السكري أيضا ومعدل السكر التراكمي. وفي حالة الارتفاع الشديد في هرمون التستيسترون وهو الهرمون الذكري قد يكون إجراء أشعة صوتية أو أشعة رنين مغناطيسي على منطقة الحوض مفيدا لاكتشاف أي عيوب في المبيض أو الغدة الكظرية ونحوها.
الأشعة الصوتية
الأشعة الصوتية للمبايض من الاجراءات الهامة. فالمبايض المصابة بالتكيس تحتوي على ضعف عدد حويصلات البويضات وبالتالي يكون حجم المبيض المصاب أكبر من المبيض غير المصاب. وهذه الحالة موجودة لدى عشرين في المائة من النساء. ونود التنويه هنا أن اصابة المرأة بتكيس المبايض لا يعني اصابتها بمتلازمة تكيس المبايض فهناك فرق بينهما حيث إن هذه المتلازمة تصيب فقط النسبة القليلة من النساء.
الوقاية من مرض متلازمة تكيس المبايض
والتساؤل هنا هل يمكن للمرأة أن تقلل من خطورة الإصابة بهذه المتلازمة. والإجابة نعم أي أنه يمكن للمرأة وخاصة تلك التي لديها تاريخ عائلي للإصابة بأن تتبع أسلوب حياة صحي أفضل. فهناك بعض الطرق الصحية للتقليل من تأثير متلازمة تكيس المبايض على المدى الطويل. ومثال ذلك تناول الغذاء الصحي المتوازن مثل الفواكه والخضراوات والإقلال من السكر والأملاح. وممارسة الرياضة البدنية والمحافظة على الوزن بالمستوى الطبيعي بحيث تكون كتلة الجسم بين 19-25 في المئة. كما أن الفحص الدوري المنتظم للحالة الصحية مهم للغاية، وخاصة إذا كانت المرأة أكبر من 40 سنة وتعاني من زيادة الوزن، فيجب فحص سكر الدم مرة في السنة للتأكد من عدم ظهور مرض السكر. كما أنه إذا لم تحدث الدورة الشهرية لأكثر من أربعة شهور متتالية فيجب زيارة الطبيب وعمل أشعة فوق صوتية للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى قبل حدوث الدورة الشهرية. كما يجب مناقشة الطبيب بخصوص مستوى ضغط الدم والكوليسترول بالدم ومتابعته.
العلاج
يعتمد العلاج في المقام الأول على الحمية والتمارين الرياضية وأيضا يعتمد على أسس متعددة منها إنقاص الوزن في المرضى البدناء، والذي بدوره يؤدي إلى انخفاض مقاومة الإنسولين وفي نفس الوقت نقص معدلات الهرمونات الذكرية. والذي بدوره يؤدي إلى حدوث تحسن شامل وانخفاض الشعر وعودة الدورة الشهرية في بعض النساء. ومن الأدوية المستخدمة في هذا المجال أدوية السكري مثل الميتفورمين والتي تخفض مقاومة الأنسولين وتقلل مستوى الأنسولين في الدم وقد تنظم التبويض. ويمكننا أيضا استخدام حبوب منع الحمل المضادة لزيادة الهرمونات الذكرية. مع استخدام بعض الكريمات المزيلة للشعر والأدوية المعالجة لحب الشباب. وفي النهاية نود القول ان تناول الادوية والعلاج وحده لا يساهم في تحسين الحالة الصحية للمصابة وهناك الكثير من النساء المصابات بمتلازمات تكيس المبايض تمكن بنجاح من التخلص من هذه الاعراض وتأثير المرض على المدى الطويل بتغيير اسلوب حياتهم الصحية بدون أي تدخل طبي.
زيادة الوزن من الأعراض المصاحبة