كوكتيل الحبوب والكحول - طريق النهاية السريع!
شاعت منذ عقود خلطات من بعض الحبوب مع الكحول، أو خلطات مخدرات مع الكحول لزيادة التأثير التخديري لمن لا يمكنهم شراء كميات كبيرة من الكحول أو المخدرات الحقيقية. هذه الكوكتيلات قاتلة ولا أمل في الشفاء منها فحذارِ !
في كل صيدلية تتوفر الحبوب الطبية بأنواعها، المزيلة للألم والمضادة لنزلات البرد والمنومة والمضادة للكآبة والتي تساعد الطلبة على التركيز في أيام الامتحانات، والتي تساعد على النحافة وحبوب علاج نوبات الصرع، وعشرات الحبوب الأخرى. هذه الحبوب تدخل علنا إلى كل بيت ويمكن شراؤها في الغالب من الصيدليات دون وصفة، كما يمكن أن تهرّب علنا إلى السجون والى الأماكن التي لا يتمكن فيها الناس من تناول أو شراء المشروبات الكحولية.
وقد انتشرت بين الشباب في السنوات الأخيرة ظاهرة تعاطي الكوكتيلات القاتلة، لاسيما أن الحصول عليها يسير وسعرها زهيد مقارنة بالمخدرات والمشروبات الكحولية المتعارف عليها .
"كوكتيل العقاقير مثل كوكتيل مولوتوف تلقيه على نفسك" موقع " ذا فيكس" الأمريكي المختص بعلاج الإدمان الكحولي وإدمان المخدرات والعقاقير كشف عن بعض الكوكتيلات التي باتت شائعة وعن أخطارها ومضارها مبينا أن تعاطي الكوكتيلات يشبه أن يلقي الإنسان بكوكتيل مولوتوف على نفسه، وهذا الطريق يؤدي إلى فقدان الإنسان لعمله وعائلته وثروته وعلاقاته لينتهي يائسا وحيدا لا يجد من يقف معه فيموت غالبا على قارعة الطريق.
استند المقال إلى تقرير صدر عن شبكة سامهاسا الأمريكية معززا بإفادات من الدكتور جوزيف لي المدير الطبي لمركز إعادة تأهيل الشباب والدكتورة سينثيا ليويس يونغر من مركز معلومات فلوريدا للسموم.
أخطر الكوكتيلات الكحول مخلوطا بمركبات بنزوس مركبات بنزوديازياينز تدخل في كثير من الكوكتيلات، ويتعرض متعاطوها غالبا إلى فشل الأجهزة التنفسية ما يؤدي غالبا إلى موت سريع. الأخطر أنّ هذا الكوكتيل شائع في الحفلات الراقصة، حيث يغرق الجميع في الغناء والرقص ولا ينتبهون إلى من يسقط مختنقا فيموت وسط ضجيج الراقصين المغنين الذين قد ينتبهون إلى سقوطه لكنهم يهملون الأمر لاعتقادهم انه قد غرق في نوم هانئ.
الحبوب المضادة للألم التي يمكن شراؤها من الصيدلية دون وصفة طبيب هي الجانب الطبي في هذا الكوكتيل، ويخلط معها بعض الكحول، وأحيانا يكون الكحول نفسه مغشوشا لأنه كحول ايثيلي طبي سام غير صالح للشرب. وبذلك تصبح الخلطة قاتلة مدمرة لا أمل في الشفاء منها.
ويكشف تقرير موقع ذا فيكس أن المواد التي قد تضاف إلى الكوكتيل تعتمد على إمكانات المستخدمين وقد تشمل فينانيل، هيدروكودون، هيدرومورفون، مورفين، اوكسيكودون، والشراب المضاد للسعال بأنواعه، حتى النباتية منها. الأخطر أن بعض متعاطي هذه الكوكتيلات من النساء، وهذه المكونات مخلوطة ببعضها ذات أثر أشد فتكا على النساء منها على الرجال، وهذا قد يفسر الوفيات المفاجئة لبعض النجوم والمشاهير.
كوكتيلات الكوكايين خلطة الكوكايين والأفيون. وتسمى الخلطة بالكرة السريعة، لأن تأثيرها يصل إلى الدماغ بسرعة. يعتبرها البعض غير خطرة مثل الخلطة السابقة، لكن هذا الوصف ليس صحيحا، فالأعراض الناتجة عن تناولها تبدأ بنوبة تشنج عضلي حاد، ونوبة قلبية شديدة، وجلطة دماغية مفاجئة، وتصاعد حاد في درجات حرارة الجسم، يعقبه انخفاض حاد بما يؤدي إلى تشنجات مميتة في كل الأعضاء وخاصة الدماغ والقلب، ويقول الدكتور لي" الحبوب التي تحتوي على مواد محفزة يمكن أن تحرك بعض أجهزة الجسم، فيما تقوم حبوب النوع الآخر أو الكحول المخلوط بتحفيز مضاد فيحصل اختناق في القصبات الهوائية لأن الأعصاب الموصلة للتحفيز الدماغي تفقد الاتجاه فلا توصل ايعازات صحيحة، وهنا يحصل اختناق فوري يؤدي إلى موت سريع".
كوكتيل الكوكايين وحبوب النشوة خلط محفزَين للأعصاب في وقت واحد يؤدي إلى تعطيل عمل كليهما غالبا، وهكذا فيحصل لمن يأخذ محفزات النشوة والحبوب المنومة أو الكوكايين أن يصاب بحالة امتناع عن النوم بشكل مطوّل أو أنه سيؤدي إلى إغفاء قصير يؤدي إلى انسداد المجرى التنفسي فيصاب النائم باختناق مفاجئ. بل أن حالات الانتشاء الناجمة عن تناول الكوكتيل تصيب القلب وجهاز الدوران بصدمة مفاجئة تفقد الجسد القدرة على تنظيم حرارته، فيحصل ارتفاع غير عادي في درجة الحرارة يؤدي إلى توقف كثير من الأجهزة والأعضاء عن العمل ويشبّه الدكتور لويس أثر الكوكتيل بالقول" خلط عنصر مجهول مع عنصر مجهول آخر يجعل الإنسان كلاعب الروليت الروسي".
ويخلص التقرير إلى القول، أن من يتناولون جرعات خفيفة من الكوكتيلات على سبيل التجربة أو مجاراة الأصدقاء معرضون للإصابة بتليف الكبد وعجزه في المدى البعيد حتى إذا لم يصابوا بالأعراض الخطرة الآنية المشار إليها أعلاه.
الحل الأمثل للتخلص من كل هذه المجازفات هو تجنب استخدام هذه الخلطات المسمومة والمحافظة على صحتك البدنية والعقلية لتستمع بكل شروق شمس وبكل قمر يضيء ليل الصيف الدافئ الجميل.