نظرة عامة لأهم أمراض الإضطرابات الحركية
الشلل الرعاش والتوتر العضلي والتيبس العضلي
يعد مرض الباركنسون أحد الأمراض العصبية الشائعة حيث يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض أهمها الرعاش وبطء الحركة بالإضافة إلى التصلب وفقدان الإتزان.
هناك العديد من الأعراض التي تصيب المريض مثل: انحناء الظهر، صعوبة المشي، انخفاض الصوت، صغر خط الكتابة و تزداد فرصة الإصابة بالاكتئاب ويطلق عليه أحيانا اسم «الشلل الرعاش»، وتنتج معظم أعراض مرض باركنسون عن تحلل جزء صغير من جذع الدماغ يدعى المادة السوداء، وهي المسؤولة عن افراز مادة الدوبامين في الدماغ.
السبب الدقيق للمرض يعتبر غير معروف ولكن هناك عوامل قد تكون محفزة لظهور المرض منها:
•أسباب وراثية بسبب طفرات جينية، وتحدث هذه الطفرات الجينية في عائلات معينة مما يزيد من حدوث المرض، ولكن لا يعني أن المرض يورثه الآباء للأبناء، ونسبة حدوثه بين الأقارب من الدرجة الأولى لا تتعدى 17%.
•أسباب بيئية مثل التعرض للسموم والتهابات فيروسية، ومثال على السموم هو المبيدات الحشرية وكذلك وجود الشخص المعرض للمرض من ناحية جينية في أماكن صناعية ملوثة بالسموم، وغالبا تحتوي السموم المحفزة لحدوث المرض على الأكسجين التفاعلي Reactive Oxygen حيث يزيد من ارتباط السموم بالمستقبلات العصبية في الدماغ، وأثبتت الكثير من الدراسات الإحصائية أن العامل البيئي هو عامل مهم لحدوث المرض، فالمصابون بالمرض محصورون في مناطق جغرافية معينة في مختلف أنحاء العالم.
•إصابات الدماغ، حيث وجد أن الأشخاص الذين تعرضوا إلى إصابات الرأس الشديدة، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
•استخدام الأدوية المضادة للذهان، Antipsychotic drugs ، مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
ويصيب مرض باركنسون عادة كبار العمر حيث تبدأ أعراضه بالظهور بين سن ال 50 – 70 سنة، ولكن هذا لا يمنع من أن يصاب به من هم دون هذا السن، ويعتبر مرض باركنسون من الأمراض العصبية المزمنة الأكثر شيوعا بعد مرض الزهايمر حيث يقدر المصابون بالمرض في أوروبا لوحدها بمليون ونصف المليون مصاباً، ويتم تشخيص 15% من المصابين قبل سن الخمسين عاماً من العمر، ويزداد معدل حدوث المرض عند الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين، وتزداد نسبة الإصابة مع تقدم السن، ويؤثر المرض على الرجال والنساء مع زيادة بسيطة في نسبة إصابة الرجال بالمرض، ويقدر أن حوالي 3 من أصل ألف شخص مصابون بالمرض في منطقة الشرق الوسط..
ويمكن التحكم نسبياً بأعراض مرض باركنسون من خلال استخدام بعض العلاجات أهمها عقار ليفودوبا الذي يعتبر من أشهر وأكثر الأدوية فاعلية في علاج الباركنسون، ويعرف ب السنمت، كما أن هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في العلاج مثل: مثبطات انزيمات الكومت ومشابهات الدوبامين والأدوية المضادة للفعل الكوليني وغيرها، كما يمكن اللجوء إلى اجراءات مساعدة على التحكم بالأعراض ومن هذه الإجراءات: تركيب جهاز التحفيز الكهربائي للنواة القاعدية في الدماغ، وتركيب مضخة الدوبامين أوالديودوبا.
بينما يعرف التوتر العضلي أو الدستونيا بأنه من أكثر الأمراض صعوبة من حيث التشخيص والعلاج وهو مرض يطلق على مجموعة من الاضطرابات الحركية تمتاز بالإنقباض العضلي المتواصل مما يؤدي إلى تكرار الحركة أو تقلص العضلات بشكل غير طبيعي وعادة ما تكون انقباضات مؤلمة وتختفي عند النوم، وهذا التوتر العضلي قد يصيب طرفاً واحداً أو كامل الجسم .
ويعتبر خلل التوتر العضلي الشامل الأولي مرضاً يكثر في منطقتنا وهو من الأمراض التي لا تستجيب عادةً لأغلب العلاجات الدوائية المتوفرة، ويضل العلاج الجراحي بواسطة التنبيه الكهربائي العميق للدماغ الحل الأمثل لمثل هذاه الحالات والتي تستجيب للعلاج بشكل واضح.
أما مرض تقلص العضلات اللا إرادي أو التيبس(Spasticity) فيعتبر من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً، ويحدث هذا المرض نتيجة خلل أصاب وظائف الجهاز العصبي المركزي الذي تتحكم في انقباض العضلات وانبساطها، وعلى سبيل المثال فإن عملية ثني المرفق تتطلب أن يقبض الإنسان عضلة الذراع ثنائية الرأس، وفي نفس الوقت يقوم بإرخاء العضلة ثلاثية الرأس التي تقوم بعملية بسط المرفق، ويكون عمل إحدى العضلتين بالانقباض والأخرى بالانبساط بصورة تلقائية ومتزامنة الأمر الذي يؤدي إلى حركة انسيابية سهلة للمفاصل.
وعند الإصابة بمرض تقلص العضلات اللا إرادي، فإن العضلتين القابضة والباسطة تعملان في نفس الوقت، الأمر الذي ينتج عنه صعوبة في الحركة الإرادية، وصعوبة تحريك المفصل حتى من قبل الطبيب.
ويصيب مرض تقلص العضلات اللا إرادي كثيرا من حالات الشلل الدماغي، وحالات الشلل الناتجة عن إصابات الحبل الشوكي في منطقة الرقبة وأعلى الظهر، ويعاني المريض كثيراً من تقلصات تلقائية قد تكون مؤلمة تحدث فجأة، إضافة إلى عدم قدرته على الحركة أو الإحساس، وفي حالة إصابة الطفل بالشلل الدماغي فإن رعايته تكون صعبة جداً بسبب تلك التقلصات العضلية، ويتم العلاج بالأدوية المرخية للعضلات مع العلاج التأهيلي وقد يلجأ الفريق المعالج لأجراءات جراحية لتحرير الأربطة وكذلك تركيب مضخة الباكلوفين أو التحفيز الكهربائي في بعض الأحيان.
* برنامج الاضطرابات الحركية -
قسم العلوم العصبية