الإنسان يصاب بالأرق عندما يغير مكان نومه
واشنطن - د ب أ
المثل الشعبي اليابان يقول "من غير وسادته قلت في النوم سعادته" يعني أن الإنسان ينام بشكل سيء عندما يغير مكان نومه.
قال باحثون أمريكيون إنهم اكتشفوا الآن السبب وراء الأرق الذي يصيب الإنسان في أول أيام غربته.
ورجح الباحثون تحت إشراف يوكا ساساكي من جامعة براون بمدينة بروفيدنس بولاية رود أيلاند الأمريكية في دراستهم التي نشرت نتائجها امس الخميس في العدد الأخير من مجلة "كارانت بايولوجي" للدراسات الحيوية أن الشطر الأيسر من مخ الإنسان يظل في وضع يشبه وضع الانتباه مما يجعله أكثر يقظة من النصف الأيمن.
وقالت ساساكي موضحة ذلك "نعلم أن الحيوانات البحرية وبعض الطيور تنام بنصف مخها وتظل متيقظة بالنصف الآخر".
ورغم أن مخ الإنسان لا يعمل بشكل غير متماثل مثل بعض الحيوانات البحرية إلا أن أمخاخنا لديها على ما يبدو نظام مصغر من النظام الذي تمتلكه الحيتان والدلافين حسبما أوضحت أستاذة علم اللغويات المعرفية وعلم النفس.
ودرس الباحثون مدى عمق النوم لدى 35 متطوعا أثناء نومهم في أول وثامن ليلة في معمل لأبحاث النوم مستخدمين في ذلك تخطيط أمواج الدماغ وعدة تقنيات تصوير أخرى.
تبين للباحثين أنه كان من السهل كثيرا لفت انتباه أجزاء الجهة اليسرى من الدماغ لدى المتطوعين في وقت يكون فيه هذا الجزء من الدماغ عادة مستجما في نوم عميق.
يوجد في هذا الشطر الأيسر من الدماغ ما يعرف بشبكة الوضع الافتراضي التي تكون نشطة في حالة اليقظة عندما يكون الإنسان بلا نشاط وتعمل على أن يكون مخ الإنسان نشطا بباطنه نوعا ما وهي المسؤولة عن توجيه أحلام اليقظة وسلاسل التفكير.
أكد ديتر ريمان من جامعة فرايبورج الألمانية أن نتائج الدراسة جديدة وجديرة بالاهتمام وقال إن هذه النتائج تلائم توجها بحثيا يطلق عليه الخبراء "النوم في المحل" ولكنه يعني في هذه الحالة "اليقظة في المحل".
ويعتمد هذا التوجه العلمي حسب ريمان على أن النوم ليس حالة متجانسة بشكل مطلق لجميع الدماغ.
ويرى ريمان أنه من الممكن إجمالا الاعتماد على هذه النتائج في تطوير علاج للأرق.
وأوصت ساساكي المسافرين بأخذ وسادتهم معهم أثناء السفر لتجنب أرق أول ليلة في المكان الغريب أو على الأقل تخفيفه أو حجز فنادق متشابهة في كل سفر.