الأخصائية نورة السبيعي *
اللغة هي رموز تستخدم لتبادل الأفكار والآراء وفهم الآخرين وتتألف من وحدات التواصل كالأصوات والكلمات والإشارات والجمل التي ترتبط مع بعضها البعض، وذلك في مجموعات متنوعة، وتكون هذه الرموز ضمن قوانين معينة متعارف عليها مثل: كيفية وضع الكلمات لتكوين الجمل.
تتكون اللغة من خمسة مكونات مختلفة ومتساوية في الأهمية وهي: الأصوات، تكوين الكلمات، ترتيب الكلمات، معاني الكلمات والاستخدام الحقيقي للغة.
ويعتبر الكلام هو الشكل الشفهي أو اللفظي للغة، وقد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الكلام وغالباً ما يخطئون في نطق الأحرف مما يجعل كلامهم صعب الفهم.
ويتعلم الأطفال اللغة والكلام عن طريق الاستماع لغيرهم وتقليدهم، وبذلك يكتشفون قوانين وقواعد اللغة، ولا يكتسب النطق واللغة سوياً في وقت واحد وإنما على عدة مراحل ويكون ترتيب هذه المراحل هو نفسه عند كل طفل.
وتدل معظم الأبحاث والدراسات أن الطفل عندما يتعرض للغتين في ذات الوقت فإنه يتعلم كليهما وقد يدمج الطفل اللغتين في الجملة ذاتها أثناء الكلام وقد يتم الفصل بينهما تدريجياً.
ولكل فئة عمرية هناك مهارات لغوية متوقعة، لكن الأطفال يبدأون بإظهارها بعمر مختلف، وما يهم هو أن يظهر الطفل تطوراً متواصلاً لقدراته اللغوية، فمثلا في السنة الأولى من العمر يكون الطفل قادراً على استخدام كلمة أو كلمتين، واتباع الأوامر البسيطة مثل (تعال)، ويكون قادراً كذلك على فهم الأسئلة البسيطة مثل (أين لعبتك)، بينما في السنة الثانية أو الثالثة يجب على الطفل أن يكون قادرا على استخدام جمل تحتوي على كلمتين أو ثلاث كلمات للحديث مع الآخرين أو للطلب، كذلك يكون الطفل قادرا على اتباع أمر يتكون من جزأين مثل (احضر الكأس وضعه على الطاولة)، ويتوقع من الآباء أن يفهموا كلام أطفالهم في أغلب الأوقات.
وحين نريد أن نحصر بعض الأسباب في تأخر اللغة النطق لدى الأطفال فإن من الأسباب الشائعة ضعف السمع، التأخر الذهني، أو حدوث أي تغيرات في التطور الدماغي قبل الولادة، التوحد، والشلل الدماغي، بينما الكثير من اضطرابات اللغة لا يكون لها سبب محدد.
وعلى الآباء لمساعدة أطفالهم على تعلم الكلام أن يقوموا بأمور مثل، التكلم مع الطفل كلما سنحت لهم الفرصة عن نشاطاتهما معا بشكل يومي، والقراءة له باستمرار مثل قراءة القصص، وتشجيع الطفل على التحدث، مع محاولة عدم التعليق على أخطائه، ومكافأته على كل محاولاته للتواصل ومنحه الوقت للاستماع إليه، والتجاوب معه، وجعل الحديث معه ممتعا ومسلياً.
ويستطيع أخصائو علاج اضطرابات اللغة والنطق تقييم لغة الطفل وتطورها، ومن ثم تطوير خطة للعلاج مبنية على احتياجات الطفل الخاصة، ويمكن أن يكون العلاج فردياً أو ضمن مجموعة في فصل دراسي وبالتعاون مع معلم الفصل وعائلة الطفل، وبذلك يتم الجمع بين العامل الاجتماعي والفردي معاً.
* عيادة أمراض التخاطب والبلع