مشـاكل الصــوت
الأخصائية / مها الدليقان*
الصوت هو ما ينتج عن حركة الأحبال الصوتية الموجودة في الحنجرة، ويتكون الصوت عندما تهتز الأحبال الصوتية بسرعة عند خروج الهواء من الرئتين، وللأحبال الصوتية القدرة على التمدد أو التقلص لرفع أو خفض حدة الصوت، ويحكم على الصوت بأنه طبيعي إذا كانت حدته، ارتفاعه، ونوعيته مناسبة، وملائمة لشخص معين.
قد يشكو الشخص من وجود بحة في الصوت، اختفاء دائم أو متقطع للصوت، ضعف او انخفاض في الصوت بعد التحدث لفترة طويلة، ألم بالحلق أثناء الكلام، جفاف الحلق، الحاجة إلى تطهير الحلق بالنحنحة أو الكحة المتكررة، وهي تعتبر تغيرات الصوت.
وهناك أنواع مختلفة من المسببات لاضطرابات الصوت وتنقسم إلى قسمين:
اضطرابات الصوت العضوية: وتنتج عن تغيرات في التركيب الحنجري وقد تكون إما خلقية، أو مكتسبة مثل: العقد أوالأكياس التي قد تنمو على الأحبال الصوتية وتسبب تغيرات في نوعية الصوت مثل الصوت المبحوح واللاهث وعدم الراحة، وأورام وسرطانات الحنجرة حيث قد تسبب اضطرابات في الصوت، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى استئصال جزئي أو كلي للحنجرة، والتهابات الجهاز التنفسي العلوية والأمراض العصبية مثل (باركنسون، جلطات الدماغ، الوهن العضلي، تصلب الشرايين المتعدد) وهي أيضاً قد تسبب شلل أو ضعف في الأحبال الصوتية، والحركة غير المنتظمة وتشنجات الأحبال الصوتية من الحالات الأخرى التي قد تسبب مشاكل في الصوت.
اضطرابات الصوت الوظيفية: كإساءة استخدام الصوت لفترة طويلة بالصراخ أو الهتاف قد يسبب التلف للأحبال الصوتية أو استخدام حدة غير مناسبة عالية كانت أو منخفضة، والإفراط في التدخين، ومرض استرجاع الأحماض المعديّة (الحموضة) حيث عرفت بأنها قد تسبب اضطرابات الصوت إذا تركت من غير علاج، والشد العضلي في الحنجرة والأحبال الصوتية عند الكلام.
أما العلامات المبكرة لمشاكل الصوت التي تحتاج لاستشارة طبية، فهي عند حدوث بحة، تغير في الصوت، أو عدم راحة لمدة تزيد عن عشرة أيام، فإن الشخص بحاجة لفحص طبي، وطبيب الأنف والأذن والحنجرة هو المختص الذي يفحص الحنجرة ويشخص المشاكل العضوية للأحبال الصوتية، ويقوم الطبيب بإجراء تنظير حنجري لرؤية الأحبال الصوتية وحركتها وتشخيص مرض الصوت.
بعد استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، قد يتم تحويل المريض إلى أخصائي اضطرابات اللغة والتخاطب، ويستطيع الأخصائي مساعدة الأطفال والكبار في تحسين الصوت وتعلم الطرق الصحيحة لاستخدام الصوت، المحافظة عليه، وتجنب سوء استخدامه، ويمكنه أيضا مساعدة الأشخاص للوصول إلى حدة الصوت، والارتفاع، والنوعية المناسبة لهم، وفي بعض الأحيان تعالج بعض مشاكل الصوت عن طريق التدخل الطبي أو الجراحي.
ومن النصائح العامة لمرضى الصوت: التقليل من شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين لأنها قد تسبب جفاف الحلق، تجنب التدخين وتجنب أماكن التدخين، وفي حالة الجفاف، ينصح باستخدام مرطبات الجو والجلوس في مكان رطب، وتجنب الصراخ والكلام بصوت عال والكلام من مسافات بعيدة، والإكثار من شرب الماء (6-8 كاسات في اليوم)، ومنح الصوت فترات للراحة خلال اليوم، وإذا كان الإنسان يعاني من ضعف أو وهن في الصوت، فعليه استخدام الميكروفون لإلقاء المحاضرات أو خلال التدريس، ومن النصائح أيضاً تجنب الأطعمة التي تزيد من حموضة المعدة، وتعديل المحيط الخارجي للتأقلم مع مشكلة الصوت بإخفاض الضوضاء أثناء الحديث، أو تفادي الأماكن المزدحمة التي يكثر بها الضجيج.
- عيادة علاج اللغة والتخاطب