الصيدلانية تماضر أبو رياش *
مع نظام حياتنا المتسارع أهملنا بعض الضروريات ومن ضمنها عدم تناول الوجبات الصحية واللجوء للوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية الخالية من المواد المغذية؛ فذلك يؤدي إلى صعوبة الحفاظ على الوزن الطبيعي، بالإضافة إلى ما نراه من ترويج لوسائل الإعلام في سبيل فقدان الوزن، وذلك بشكل مبالغ فيه، فتجد المجتمع انقسم على نفسه، إما أشخاص أوزانهم تحت المعدل الطبيعي، وإما أشخاص أوزانهم فوق المعدل الطبيعي، وفي كلتا الحالتين تلك مشكلة ولابد من ايجاد حل لها.
بالنسبة للوزن الزائد يكون نتيجة عدة عوامل منها مرضية مثل خمول الغدة الدرقية ومنها تكون عرضاً جانبياً لبعض العلاجات نتيجة استخدامها لفترات طويلة مثل الكورتيزون ومنها نتيجة عدم اتباع نظام غذائي صحي، فعندما يجد الشخص نفسه اكتسب عددا من الكيلوغرامات يتجه مباشرة للبحث عن طرق لانقاص الوزن بسرعة، وبدون معرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة علاجات تستخدم لفقدان الوزن بسرعة مع اختلاف طريقة عملها فبعضها يعمل على كبت الشهية وبعضها يقوم بتقليل امتصاص الدهون مثل الأورليستات وغيره، ولكن أعراضها الجانبية كثيرة فبعضها قد يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك والغثيان والقيئ وفقدان السوائل بالجسم، وبعضها الآخر قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما قد يسبب بعضها الأرق والقلق والعصبية والإرهاق والصداع، وقد يتجه البعض لاستخدام بعض علاجات السكر مثل الفيكتوزا والجلوكوفاج فهو يعمل على زيادة استجابة الأنسجة للأنسولين ويستخدم عند الأشخاص الذين يعانون من البدانة سواء مصابين بالسكري أم لا فهو يساعد على خفض الوزن أو على الأقل المحافظة عليه ومن أعراضه الجانبية آلام في العضلات والشعور بالدوار والتعب مع صداع ومن العلاجات المستخدمة لخفض الوزن: البيوبروبين والتوباماكس، تتراوح نسبة فقدان الوزن من 5-10 % من الوزن الأساسي ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه العلاجات قد تكون فعالة بالنسبة لمرضى، بينما قد لا تؤدي النتيجة المرجوة منها لدى آخرين.
البعض الآخر قد يتجه للمواد الطبيعية مثل الكافيين المتوفر بالقهوة والشاي الأخضر والشوكولاته الداكنة، وبعضهم قد يتجه للعطاريين والطب الشعبي مثل الجنسنغ والقرفة والزنجبيل وبذور الكتان وغيرها من الخلطات التي تباع بدون معرفة محتواها ولهذه المواد أعراض جانبية منها ادرار البول فقد تشكل خطراً لبعض المرضى بالإضافة للإسهال والعصبية والغثيان وبعضها قد يسبب هبوط ضغط الدم والبعض الآخر قد يتجه للعمليات الجراحية ومنها عملية تحويل المسار.
من الضروري جداً عدم استخدام أي من الأدوية السابقة الذكر إلا تحت اشراف الطبيب المختص نظراً للأعراض الجانبية المصاحبة لها، وعدم اللجوء لتناول الأدوية العشبية والخلطات الشعبية إلا بمعرفة مصدرها وما تحتويه من مكونات وعرضها على الطبيب والصيدلاني المختص قبل استخدامها، وعدم استخدام أي من هذه العلاجات من قِبل النساء الحوامل أو المرضعات إلا بعد استشارة الطبيب والصيدلاني المختص.
المحافظة على الوزن المثالي بالدرجة الأولى تتم بمراقبة ما نأكله من كميات ونوعية الطعام بالابتعاد عن الأطعمة السريعة مع الإلتزام بممارسة الرياضة بشكل مستمر واللجوء لأخصائي التغذية لمساعدتك للوصول للنتيجة المرجوة.