الأخصائية نورة السبيعي
عسر الكلام أو ما يسمى الأبراكسيا (Apraxia ) هو نوع من أنواع اضطرابات التخاطب ذات المنشأ العصبي، وهو عدم التحكم بإنتاج الكلام بشكل إرادي، وذلك نتيجة لعدم القدرة على التنسيق بين الجهاز العصبي والعضلي.
إن عملية التخاطب معقدة، ويشترك فيها المتحدث والمستمع، ولكي تتم عملية التخاطب فإن هناك أمورا يجب أن تتوفر وهي:
- القدرة السمعية.
- القدرة العقلية.
- القدرة العصبية.
- القدرة العضلية.
فإن عملية إصدار الكلام تتطلب الاستخدام المنسق والفوري للآليات التنفسية والصوتية والنطقية، فمثلاً إذا أراد شخص أن ينطق صوت الحرف (ب) فإن ذلك يحدث من خلال سلسلة من العمليات المعقدة تتم في جزء ضئيل من الثانية الواحدة وبشكل آلي فائق الدقة والسرعة.
في البداية يستدعي الدماغ الصورة الصوتية للصوت (ب) ثم يصدر أمراً للجهاز العصبي المركزي بنطق الصوت (ب)، ومن ثم يقوم الجهاز العصبي المركزي بتوصيل الأمر عن طريق سلسلة من الأعصاب إلى كل من: الجهاز التنفسي وعضلات اللسان والشفاه، أما الجهاز التنفسي فإن دوره يتمثل بإخراج الهواء من الرئتين إلى التجويف الفمي، وفي أثناء هذه العملية يمر الهواء في القصبة الهوائية ومن ثم إلى الحنجرة فتهتز الأحبال الصوتية منتجة صوت ينتقل للتجويف الفمي، أما عضلات اللسان والشفاه فإن دورها يتمثل في أن تتحرك وتنقبض مما يساعد في تشكيل الصوت داخل التجويف الفمي لذلك عندما يصل الهواء إلى الشفاه المنقبضة تنفتح ويحدث ما يشبه الانفجار (ب).
في الأبراكسيا (عسر الكلام) يجد المتحدث صعوبة في برمجة الحركات اللازمة لإصدار الكلام والتي قد يصاحبها عسر حركة شفوي، وقد تقتصر على الجانب الكلامي دون مشكلات واضحة في العضلات الشفهية، وهناك نوعان من عسر الكلام (الأبراكسيا):
عسر الكلام المكتسب: والذي قد يصيب جميع الأعمار، والذي من أهم أسبابه: الجلطات الدماغية، وإصابات الرأس، والأورام، أو بعض الأمراض العصبية كالتصلب العصبي المتعدد.
وتتمثل أعراضه في صعوبة في تقليد الأصوات أو الكلمات، فالمصاب يعرف تماماً ما يريد إصداره من الكلمات، ولكن يجد صعوبة في التنسيق بين العضلات اللازمة لإصدار هذه الكلمات، على الرغم من عدم وجود شلل لديه، وفي بعض الحالات يكون عسر الكلام مصاحبا للحبسة الكلامية (Aphasia).
ويتمثل دور أخصائي التخاطب في تقييم وعلاج عسر الكلام المكتسب، ففي مرحلة التقييم يقوم الأخصائي بالتفريق بين عسر الكلام والحبسة الكلامية، أو أي ضعف في العضلات المسؤولة عن إصدار الكلام (Dysarthria )، ويتم بعد ذلك تقييم مدى شدة الإصابة وبناء عليه يتم وضع خطة علاجية تهدف إلى التركيز على تحسين قدرة المصاب على برمجة الحركات اللازمة لإصدار الكلمات، وقد تفيد أيضاً التدريبات التي تهدف لتقوية عضلات الفك والشفاه واللسان والتنسيق بين حركتها.
أما النوع الثاني من أنواع عسر الكلام فهو عسر الكلام النمائي والذي يصيب الأطفال منذ الولادة.
وقد يصاحب النوعين عسر حركة شفوي أو عسر حركة للأطراف أما أحدهما أو كليهما مجتمعين، وتتمثل أعراض عسر الكلام النمائي في تأخر النطق واللغة، صعوبة في تقليد الأصوات، مهارات اللغة الاستيعابية أفضل من اللغة التعبيرية ( أي ان الطفل يستوعب ما يسمعه من كلمات ولكنه لا يستطيع نطق هذا الكلمات التي استوعبها)، صعوبة واضحة في اصدار الأصوات، وقد يلجأ الطفل لاستخدام الإشارة للتواصل مع من حوله، الأخطاء في الكلمات غير ثابتة أو متوقعة، عدم وضوح الكلام بدرجة شديدة، وقد يصاحبه مشاكل في الأكل.
بالنسبة للأطفال هناك بعض النصائح للوالدين مع خطوات لعلاج عسر الكلام النمائي، وهي في غاية البساطة ولكنها بالغة الأهمية مثل:
- استشارة طبيب العائلة.
- استشارة طبيب الأطفال.
- تخطيط السمع.
- استشارة أخصائي التخاطب.
ويتمثل دور أخصائي التخاطب في تقييم وعلاج عسر الكلام النمائي في تقييم عضلات الفك والشفاة واللسان وملاحظة أي ضعف في عملها، وتقييم التنسيق بين الجهاز العصبي والعضلي وتدريب الطفل على التنسيق بين الحركات اللازمة لإصدار الأصوات والكلمات، وتقييم التنسيق بين عملية التنفس والكلام ومساعدة الطفل على تحسينها، وتقييم مخارج الحروف والتدريب على اصدار الأصوات التي يصعب على الطفل نطقها، تقييم لغة الطفل الاستعابية والتعبيرية والعمل على اثرائها.
- عيادة أمراض التخاطب والبلع