من المعروف أن الحليب غني بالكالسيوم، لذلك يقبل الرضع والكبار والكهول على استهلاكه يوميا. بيد أن هناك من يحذر من مخاطره الصحية. فهل الحليب غني فعلا بالكالسيوم أم أنه مسبب للسرطان؟ إليكم أربعة حقائق عن الحليب.
ماهو معدل استهلاك الحليب في ألمانيا والاتحاد الأوروبي؟ يصل متوسط استهلاك الفرد في ألمانيا للحليب الطازج ومنتجاته إلى 90 كيلوغراما أو لترا سنويا. أي ما يعادل حوالي 53 لترا من الحليب و24 كيلوغراما من الأجبان وستة كيلوغرامات من الزبدة. أما في إيرلندا فيرتفع معدل استهلاك الفرد من الحليب إلى 142 كيلوغرام في السنة. وفي دول الاتحاد الأوروبي عموما يصل معدل استهلاك الفرد من الحليب إلى 65 كيلوغرام حسب إحصاءات نشرها معهد يوروستات التابع للمفوضية الأوروبية سنة 2013.
ماهي فوائد الحليب الصحية؟ صحيح أن اللوز والصويا يحتويان على الكالسيوم، لكنهما لا يستطيعان تعويض المكونات الغذائية التي يحتوي عليها حليب الأبقار. إذ يعتبر الحليب أكبر مصدر للكالسيوم، وهو عنصر أساسي لبناء الأسنان والعظام. الجمعية الألمانية للتغذية تنصح بتناول كمية غرام واحد من الكالسيوم يوميا أي ما يعادل حوالي ربع ليتر من الحليب أو شريحتين من الجبن.
الأبقار مصدر أساسي للحليب
هل من الصعب الإستغناء عن الحليب؟ ليس بالضرورة. "التغذية المتوازنة والصحية الغنية بالمكونات الغذائية النباتية يمكن أن تزود الجسم باحتياجاته الضرورية من الكالسيوم سواء مع استهلاك الحليب أو من دونه"، حسب رأي هانس هاونار البروفيسور في طب التغذية في مركز إلزه كورنر فريزنيوس التابع لجامعة ميونيخ التقنية في حديثه لصحيفة "تسايت" الألمانية. إذ أن بعض أنواع الماء المعدني والبروكولي والبقوليات كالحمص والعدس والفاصولياء كلها غنية بالكالسيوم.
من جهة أخرى تشير دراسات علمية إلى أن الكالسيوم - خلافا للمعتقدات السائدة - ليس بلسما فعالا لأمراض العظام. إذ أن الإصابة بمرض وهن العظام والمعروف أيضا بمرض هشاشة العظام ليس مرتبطا فقط بكميات الكالسيوم المستهلكة، بل بمدى قيام الإنسان بالحركة أيضا. دراسة نشرها معهد هارفرد الطبي أبرزت أن فيتامين دي، وليس الكالسيوم، يساهم في تخفيض نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام. كما يساعد الفيتامين دي الأمعاء الدقيقة على هضم الكالسيوم.
أين تكمن مضار الحليب الصحية؟ لا يعتبر الحليب المعلب والمتوفر في الأسواق منتجا طبيعيا نقيا، فهو مبستر ومغلى ليبقى صالحا لمدة طويلة. يهضم الجسم دسم الحليب كليا وهذا ما يزيد من وزن الجسم. يتم حلب الأبقار بانتظام وبكثافة لإنتاج كميات كبيرة من الحليب. هذا ما يعرض الأبقار لمشاكل صحية، لذا يتم حقنها بمضادات حيوية. إلا أن هذه الأدوية تخلف رواسب لدى الأبقار يمكن أن تنتقل إلى الحليب؛ لتؤثر بدورها على صحة الإنسان.
إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الحليب على سبيل المثال يتسبب بالإصابة ببعض الأمراض كالسرطان والتهاب اللوزات. وتحذر دراسات أخرى من أن استهلاك الحليب قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات والخصيتين. إلا أن يورغن شريزنماير من المعهد الاتحادي لأبحاث الحليب، قلل في حديث له لصحيفة "تسايت" الألمانية من أهمية هذه الدراسات بالقول: "يوجد إلى الآن بعض المؤشرات، لكن لا توجد أي أدلة كافية على أن استهلاك الحليب يتسبب في الإصابة بهذه السرطانات".