الروماتويـد .. مـرض مناعي ذاتـي!

عبارة عن مشكلة في المفاصل وهو غير شائع

العلاج الدوائي مهم جداً في هذه الحالات
ياسر محمد البحيري


يشتكي المرضى في كثير من الأحيان من آلام متفرقة في الجسم وتكون لديهم فكرة أو اعتقاد بأنهم يعانون من مرض الروماتزم. والواقع هو أنه لايوجد شيء اسمه مرض الروماتزم. فكلمة روماتزم تعني مشكلة في المفاصل وهي ليست تشخيصاً أو مرضاً. وللأسف الشديد فإن كثيرا من الأطباء يطلقون اسم مرض الروماتزم على مجموعة كبيرة من أمراض والإلتهابات العظام والمفاصل مما يؤدي إلى إنتشار هذا الاسم واعتقاد المريض بأنه يعاني من مرض الروماتزم. ويجب التفريق بين مرض الروماتزم ومرض الروماتويد (rheumatoid arthritis). وفي ما يلي سوف نستعرض مرض الروماتويد الذي هو مرض شائع ويصيب الكثير من الناس وتكون أعراضه غامضة لبعض الناس ولكثير من الأطباء وقد يتم الخلط بينه وبين أمراض أخرى.

• ماهو مرض ؟
  
• هو عبارة عن مرض مناعي ذاتي (autoimmune disease) يسبب إلتهاباً مزمناً في المفاصل. وقد يمتد الالتهاب ليشمل المناطق المحيطة بالمفاصل مثل الأربطة والأوتار بل قد يمتد ليشمل أجزاء أخرى من الجسم. ومعنى مرض مناعي في هذه الحالات يشير إلى أن المرض يحدث عندما لا يستطيع الجسم التفرقة بين أنسجته والأنسجة الخارجية مما يؤدي إلى ظهور ردة فعل مناعية ضد أغشية الجسم ويؤدي إلى حدوث هذه الالتهابات. فعندما يعتقد الجسم أن الأغشية غريبة عنه يبدأ بالهجوم عليها بكريات الدم البيضاء وغيرها من الأسلحة الذي يستخدمها الجسم كمناعة ضد الالتهابات والجراثيم. وهذا الهجوم يؤدي إلى ظهور الالتهابات في المفاصل والأجزاء الأخرى من الجسم. أما أسباب مرض الروماتويد فهي غير معروفة. وهناك الكثير من الأبحاث التي أجريت في السابق ولا تزال تجرى في محاولة لمعرفة السبب ولكن من غير دليل نهائي. وقد اعتقد العلماء في السابق أن هذا المرض قد يأتي نتيجية التهاب بفيروسات أوبكتيريا أو فطريات تؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي ومن ثم ظهور هذا المرض. كما أن بعض العلماء ربط المرض بالناحية الوراثية حيث إنه قد يظهر أكثر من شخص مصاب بهذا المرض في نفس العائلة. وفي أحيان أخرى تم ربط المرض بعوامل بيئية مثل التغير في المناخ أو حتى التدخين المزمن. وبغض النظر عن السبب وراء هذا المرض إلا أن المحصلة هو تحفيز جهاز المناعي للجسم بطريقة مرضية بحيث إنه يبدأ بمهاجمة أغشية الجسم المختلفة كما ذكرنا سابقاً.
  
• ماهي أعراضه ؟
  
• أعراض مرض الروماتويد تكون مزمنة وتذهب وتأتي حسب تهيج الأغشية والتهابها نتيجة الخلل المناعي. وعندما تكون الأعراض شديدة والأغشية ملتهبة فإن المرض يكون في حالة هيجان أما عندما تقل الالتهابات فإن المرض يكون في حالة خمول. وحالة الخمول قد تستمر لأسابيع أو أشهر أو سنين. وفي حالة الخمول يشعر المريض بأنه طبيعي. ولكن عندما تعود الأعراض فإنه يبدأ بالشعور بالأعراض المختلفة لهذا المرض. والأعراض عادةً ماتتلخص في الشعور بالخمول العام وفقدان للطاقة وفقدان للشهية وارتفاع خفيف في درجة حرارة الجسم وآلام في العضلات والمفاصل وتيبس فيها. وعادةً ما يحدث الألم والتيبس في المفاصل بعد فترات الراحة وليست بعد فترات النشاط فالمريض أو المريضة قد يشتكي من الألم في الأصابع عند الاستيقاظ من النوم. كما أن المفاصل تصبح متورمة ومؤلمة ومحمرة. وهذه الأعراض كلها بسبب التهاب الأغشية المحيطة بالمفاصل نتيجة الهجوم عليها من قبل الخلايا الدفاعية في الجسم. أما بالنسبة للمفاصل الأكثر إصابةً في هذا المرض فهي المفاصل الصغيرة لليد والرسغ. ولكن المفاصل الكبيرة مثل مفصل الركبة أو الورك أو مفاصل العمود الفقري في الفقرات العنقية كلها يمكن أن تصاب بهذا المرض. وبالإضافة إلى إصابة أعضاء الهيكل العظمي والمفاصل فإن أجزاء أخرى من الجسم قد تصاب بالالتهاب الذي يحدث في مرض الروماتويد مما يؤدي إلى أعراض في العينين مثل جفاف العينين وتورمهما وإحمرارهما كذلك جفاف في اللعاب والتهابات في الرئة أو حتى في الغشاء الذي يغلف القلب وحتى تضخم في الطحال أو التهابات في الأوعية الدموية. وبالنسبة للمفاصل فإن إلتهاب المزمن في الأنسجة المحيطة بها يؤدي إلى تآكل وخشونة في الغضاريف التي تكون المفصل.
  

التشخيص
يتم التشخيص بعد الاستماع للتاريخ المرضي الذي يبين وجود الأعراض الذي ذكرناها سابقاً بالإضافة إلى الفحص السريري الذي يبين وجود الأعراض المرضية لهذا المرض وكذلك يمكن عمل الأشعات السينية التي تبين وجود التهاب المفاصل وخشونة المفاصل وتآكلها في المفاصل المريضة. بالإضافة إلى ذلك تحاليل الدم هي ذات أهمية كبرى في تشخيص هذا المرض كما يجب على الطبيب أن يقوم بفحص المريض كاملاً بما في ذلك العينين والفم والصدر والقلب والجلد لمعرفة مدى تأثر الجسم بهذا المرض. وعادةً ما يتم التشخيص عن طريق استشاري أمراض الروماتزم. وبالنسبة للأشعة السينية للمفاصل فهي تبين مدى حجم الضرر الناتج في هذه المفاصل مما يؤثر مستقبلاً على الخطة العلاجية.
طرق العلاج
لايوجد حل نهائي وجذري لعلاج مرض الروماتويد. وحتى اليوم فإن الهدف من علاج هذه الحالات هو التحكم بالأعراض عن طريق التقليل من الإلتهاب في المفاصل والأنحاء الأخرى من الجسم. وهذا كله يهدف إلى راحة المريض وإعادته لممارسة حياته بشكل يومي كما كان في السابق والتدخل المبكر بعد التشخيص لبدء الخطة العلاجية فهي مهم جداً لمنع الأعراض من التطور ومنع المرض من الانتشار في الجسم والتأثير على أجزاء أخرى من الجسم. وبالنسبة للخطة للعلاجية فهي تتكون من تجنب الإجهاد وأخذ أقساط من الراحة واستخدام العلاج الطبيعي واستخدام الأجهزة المساندة مثل العكاكيز الطبية والأحذية الطبية والأربطة الطبية. بالإضافة إلى ذلك فإن العلاج الدوائي مهم جداً في هذه الحالات وهو يتكون من أدوية الصف الأول كما تسمى وأدوية الصف الثاني. أدوية الصف الأول تشمل أدوية مثل الأسبرين والكرتزون وهي تستخدم لتخفيف الالتهاب والتهيج الحاصل وبالتالي إلى تخفيف الآثار.أما أدوية الصف الثاني فتساعد على وضع المرض في الحالة الخاملة لفترات طويلة وبالتالي فهي تبطئ كثيراً أو توقف تطوره وآثاره المدمرة على الجسم. وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي وذلك في محاولة لإزالة الأغشية الملتهبة حول المفصل أو لعمل تثبيت للمفصل المريض المخلخل أو لعمل جراحة استبدال مفصل الورك أو الركبة في الحالات الشديدة التي يكون فيها المفصل مدمراً بسبب مرض الروماتويد.
أخيراً في الواقع أن مرض الروماتويد هو مرض غير شائع جداً ولكنه موجود ويأثر على حياة جزء كبير من الناس. والتشخيص قد يكون صعباً في البداية ولكن بعد أن يتم التشخيص يجب على المريض أن يحافظ على مراجعة الطبيب ومتابعة الخطة العلاجية.

الالتهاب قد يمتد ليشمل المناطق المحيطة بالمفاصل

الروماتويد عبارة عن مشكلة في المفاصل

تحليل الدم له دوره في تشخيص المرض

التهاب المفاصل الروماتويدي ( RA ) هو الشكل الاكثر شيوعا من التهاب المفاصل. و خاصة النساء هن أكثر عرضة له حيث أن هناك ما يقرب من 75 فى المائة من المصابين به من النساء. وفى الواقع, من 1% الى 3% من النساء عموما قد يتم اصابتهن  بالروماتويد فى حياتهن.
ويبدأ المرض غالبا ما بين العقد الرابع و السادس من العمر. ومع ذلك, يمكن أن يبدأ فى أى عمر أيضا.
ما هو الروماتويد ؟
التهاب المفاصل الروماتويدي ( RA ) هو مرض مزمن طويل الاجل ,الذى يسبب الألم , التصلب , التورم , و حركة محدودة في الكثير من المفاصل.
فى حين أن التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن يؤثر على أي مفصل , إلا أن مفاصل اليدين و القدمين تكونان أكثر عرضة لها فى أغلب الاوقات. و الالتهاب يمكن أن يؤثر أحيانا على الأعضاء الأخرى , على سبيل المثال, العيون أو الرئتين.
 
الصلابة الملحوظة في التهاب المفاصل الروماتويدي النشط , غالبا تكون أسوأ في الصباح  . و قد تستمر ساعتين ( أو حتى يوم كامل).
الصلابة في المفاصل لوقت طويل في الصباح هو دليل على أنك مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي ( RA ) , أو بعض أمراض التهابات المفاصل الأخرى التي تكون أعراضها بهذه الطريقة.
 
على سبيل المثال, التهاب المفاصل فى أغلب الاحيان لا يسبب صلابة أو احتقان طوال الصباح. العلامات والأعراض الأخرى التى يمكن أن تحدث فى التهاب المفاصل الروماتويدي تشمل:
فقدان الطاقة
حمى خفيفة
فقدان الشهية
جفاف في العيون و الفم من مشكلة صحية ذات صلة .
أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي :-

يصعب اكتشاف التهاب المفاصل الروماتويدي ( RA ) لأنه قد تبدأ أعراض خفيفة مثل الشعور بآلام المفاصل أو صلابة خفيفة في المفاصل فى الصباح.
كما أن كثيرا من الأمراض تتشابه في سلوكها مع سلوك التهاب المفاصل الروماتويدي المبكر.
لهذا السبب, إذا كانت الرعاية الأولية أو الفحص المبدئي يعتقد انك مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي , فيجب عليك زيارة طبيب متخصص في الروماتويد.
الطبيب المتخصص بالروماتويد يصل إلى التشخيص الصحيح بمجموعة المهارات والمعرفة للوصول إلى العلاج المناسب للروماتويد إذا كنت مصابا به.


 
تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي يعتمد على الأعراض والنتائج الفيزيائية الفعلية للاختبار, مثل الدفء وتورم المفاصل و آلامها. كما أن بعض اختبارات الدم يمكن ان تساعد ايضا على تاكيد الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. عن طريق بعض المؤشرات التي تشمل:
 

• فقر الدم (انخفاض عدد كرات الدم الحمراء)
  
  
• عامل الروماتويد (تم العثور على جسم مضاد او بروتين الدم فى حوالى 80 فى المائة من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي فى الوقت المناسب, ولكن اقل من 30% كانوا لا يزالون فى بداية الروماتيزم )
  
  
• الاجسام المضادة لـ البيتيدات  الدورية (cyclic citrullinated peptides ) ( قطع من البروتينات ) . أو مضادات CCP قصيرة .. ( وجدت في 60% – 70% من الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.
  
  
• معدل الترسيب مرتفع (اختبار الدم فى معظم المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي يؤكد مقدار الالتهاب في المفاصل)
  
  

يمكن أن الأشعة السينية أن تساعد في الكشف عن التهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن قد لا تظهر أي شيء غير طبيعي في التهاب المفاصل في وقت مبكر.
وحتى مع ذلك، قد تكون هذه الأشعة السينية مفيدة في وقت لاحق لإظهار إذا كان المرض في مراحل التطور.
في كثير من الأحيان، يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والمسح بالموجات فوق الصوتية للمساعدة في الحكم على شدة التهاب المفاصل الروماتويدي.

لا يوجد اختبار وحيد يؤكد تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي لمعظم المرضى.
(وهذا ينطبق على كل المرضى المصابين بالاعراض منذ اقل من ستة اشهر)
بدلا من ذلك يقوم الطبيب بمراجعة الأعراض ونتائج الاختبار البدنى و الاختبارات المعملية والاشعة السينية.
و يقرر بذلك الاصابة بالمرض أم لا

بارك الله بك على هذه المشاركة المفيدة

شكرا اخى الكريم ..