كثير من الأشخاص يعانون من سوء في قدرات التعلم، فهل سيكون بالإمكان تطوير هذه القدرات من خلال تناول القرفة فقط؟
هل تحب القرفة وتقوم بتناولها ووضعها في الشاي الخاص بك مثلا؟ ان القرفة تمتع بالطعم اللذيذ والمحبب لدى العديد من الاشخاص، ولكن حبنا لها لا يقتصر على طعمها فقط، بل بسبب فوائدها العظيمة على صحة الفرد، وهذا ما اثبتته الابحاث العلمية المختلفة، وكان اخرها الدراسة الحالية التي وجدت ان تناول القرفة يساعد في تطوير وتحسين مهارات التعلم.
فوفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية Neuroimmune Pharmacology فان التجارب المخبرية التي تمت على الفئران بينت ان تناول القرفة يساعد في تحسين وتطوير مهارات التعلم لديهم.
وعقب الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور كاليبادا باهان Kalipada Pahan قائلا: "من المرجح ان تكون هذه الطريقة من اكثر الطرق امانا وسهولة في تحسين قدرات التعلم لدى من يعانون من سوء في هذه المهارات او يفتقرون لها".
هذا ومن غير المعروف بعد جميع الجوانب التي تفسر التمتع بمهارات تعلم جيدة او سيئة لدى الاشخاص، وهذا ما يحاول الباحثون بشكل عام تفسيره وتوضيحه، فمن خلال الكشف عن اسباب هذا السوء في مهارات التعلم لدى البعض سيكون من السهل ايجاد وتطوير اليات تساعد في تحسين هذه المهارات والقدرات.
واستطاع الباحثون تحديد موقع بعض البروتينات في منطقة الحصين hippocampus المتواجدة في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تكوين الذاكرة والتعلم.
فلدى الاشخاص الذين يعانون من سوء في مهارات التعلم، كان مستوى البروتين الذي يدعى CREB اقل لديهم، وهو البروتين الذي يلعب دورا في مجالات التعلم والذاكرة والموجود في منطقة الحصين.
وعندما قام الباحثون باطعام القرفة للفئران، تحسنت المهارات والقدرات الخاصة بالتعلم والذاكرة لديهم، من خلال تغير البروتينات المسؤولة عن هذه القدرات، فتناول الفئران للقرفة نتج عنه تحويلها الى بنزوءات الصوديوم Sodium benzoate التي يتم استخدامها لعلاج الضرر في الدماغ.
فبنزوءات الصوديوم تمتلك خصائص تعمل على زيادة مستوى بروتين CREB في الدماغ وتقلل من بروتين اخر يدعى GABRA5 والذي يمنع نقل الاشارات الخاصة بالتعلم، بالتالي هذه التغيرات التي تحدث في البروتينات الموجودة في منطقة الحصين في الدماغ تساعد الفئران في تحسين وتطوير مهارات التعلم والذاكرة الخاصة بهم.
وقام الباحثون خلال التجربة بتدريب الفئران لمدة يومين في متاهة معينة تضم 20 مخرجا، وذلك لتقييم قدرة الفئران على تتبع وحفظ هذه المخارج، وبعد شهر واحد من اطعام القرفة للفئران، تحسنت قدرات التعلم لدى الفئران الذين عانوا من قدرات سيئة في هذا المجال، ولم تتغير قدرات اولئك الجيدة.
بدورهم اكد الباحثون ان هناك ضرورة لمعرفة الاختلافات الفردية في مجال التعلم، والتي من شانها ان تساعد في تحديد الاشخاص الذين يتمتعون بمهارات اقل من غيرهم ومن ثم العمل على تحسينها وتطويرها.