الآفات المنزلية وتأثيرها على صحة الإنسان

تبين الإحصاءات أن حجم السوق العالمي للمبيدات يزيد على 33 مليار دولار، بينما وصل إلى 55 مليار دولار في العام 2014م، كما وأن استيراد المملكة العربية السعودية من المبيدات الحشرية في عام 1433هـ فقط تجاوز 3536.357 لتر سائل و118.743 طنا على هيئة بودرة، وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية أكبر سوق عالمي للمبيدات، كما وتبين الأرقام أن النسبة الأعلى من حالات التسمم بالمبيدات تحصل في الدول النامية وذلك لأسباب مختلفة منها القصور الوقائي والتشريعي وغيرها، والتي تستخدم هذا الكم الهائل من المبيدات في مكافحة الحشرات المنزلية والقوارض.
فلا يكاد يخلو منزل أو شركة أو منشأة مهما كنت نظيفة ومهما اهتم سكانها والعاملون فيها بأعلى درجات النظافة وبخاصة المنازل من فتات الخبز أو السكر وغيرها، وهذا ما تحتاجه معظم الحشرات للتعايش، فإن أعداد الحشرات حسب المعلومات المتوفرة أنها تجاوزت الـ 10 مليارات حشرة أي مايعادل 1.4 مليار حشرة لكل إنسان، وقيل إن الحشرات تقارب الألفي حشرة في المتر المربع من التربة الرطبة رغم أنه لا يمكن الجزم بذلك، فالحشرات تشكل أكثر من 90% من مختلف أشكال الحياة على سطح الأرض، ويعود تاريخ ظهورها على الأرض إلى ما يقارب 435 مليون سنة.
من أنواع الحشرات المنتشرة في المنازل كالنمل والذباب والقمامات كالصراصير والباعوض والبق، والتي لها تأثير مختلفة على صحة وسلامة الإنسان من لسع وقرص ونقل للجراثيم والأمراض، فوجودنا في بيئة حارة كبيئتها فهي أرض خصبة للحشرات مع أن لها القدرة على التواجد والتعايش في مختلف البيئات، كما وأن الهدف الأساسي للجنس البالغ من الحشرات هو التكاثر والبحث عن شريك، فمثلا حشرة بق الفراش والتي تسبب الحكة والحساسية للإنسان فالأنثى تضع حوالي الـ 200 بيضة طوال فترة حياتها.
أما القوارض فبالإضافة لنقلها للأمراض وإتلافها للمواد الغذائية وتخريب ما تستطيع الوصول إليه ورغم أنها تعتبر نباتية إلا أنها تتمكن من قرض أي شيء من خشب وأوراق ولحوم وغيرها، كما وأنها تصل لسن التكاثر خلال 50 يوما، وتتكاثر على مدار السنة؛ حيث يمكنها أن تضع 7-8 بطون في السنة وكل بطن ما بين 8-15 من الصغار، كما وتمتاز بقوة الذاكرة في تحركاتها وحاسة شم قوية جداً، فنقلها للأمراض يكون عادة عن طريق تلوث الأغذية ببولها وبرازها والبراغيث المتواجدة عليها أو البكتريا في لثة وأسنان القوارض.
ورغم ما للحشرات من فوائد على الحياة مثل اعتماد كثير من النباتات على الحشرات في تلقيحها ومساهمتها في تحلل الحيوانات والنباتات الميتة وبذلك لها تأثير كبير في خصوبة التربة إلا أنه من المهم مكافحتها والوقاية منها، ولوجود الساكنين من البالغين وبالأخص الأطفال فإنه يصعب التعامل أو التساهل في مكافحة الحشرات والقوارض باستخدام المبيدات وذلك لخطورتها على حياتهم، فمن أهم طرق الوقاية من الحشرات وضع السلك على النوافذ لحجز الحشرات من الدخول، والاستعانة ببعض النباتات العطرية لطردها وسد الفتحات في الأرضيات والتخلص من النفايات والتهوية الجيدة للمنزل لأن الرطوبة تجذبها، ويعد تنظيف السجاد باستمرار من أهم طرق الوقاية من حشرات السجاد، كما أن تحصين البنايات ضد دخول واستيطان القوارض واستخدام الأعداء الطبيعية مثل القطط والكلاب ووضع الإجراءات الميكانيكية من مصائد.
أما بالنسبة للمكافحة فالقضاء على اليرقات وذلك بالتخلص من الحشرات باستمرار باستخدام الطاردات الكهربائية ذات الروائح أو الصواعق الكهربائية أو وضع البودرة والمعجون المحتوى على السم بوضعها في الأماكن التي تختبئ فيها بالإضافة إلى استخدام المبيدات.
إدارة صيانة الأراضي