مشكلات البلع والرضاعة المتعلقة بانشقاق الحنك والشفاه

الأخصائية: نـور السـويـــح *

انشقاق الحنك والشفاه (الشفة الأرنبية)، هو شق في منطقة الوجه أوالفم، حيث يولد الطفل بشق في الحنَك أو الشفة العليا أو في الأثنتين معا، وفي حالة انشقاق الشفتين تكون هناك فتحة في الشفة العليا وقد تمتد لتصل للأنف، هذه الفتحة قد تكون أما في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين أو في المنتصف، بينما في انشقاق الحنك تكون الفتحة في سقف الفم وتصل الفم بتجويف الأنف، و يحدث نتيجة لخلل في التحام الشفاه والحنك أثناء نمو الجنين، وغالبا ما ينتج عن انشقاق الحنك والشفاه صعوبات في الرضاعة.
ويفتقد الكثيرون لبعض المعلومات عن طرق تغذية الرضيع المصاب بانشقاق الحنك والشفاه، فإن إمكانية الرضاعة الطبيعية من عدمها تعتمد على مكان واتساع الشق، فإن كانت الإصابة في الشفاه وحدها وكان الطفل لا يعاني من أي علل صحية أخرى سيتمكن بإذن الله من الرضاعة بشكل طبيعي، أما إن كان الشق يتضمن اللثة أيضا فسيكون بحاجة إلى المساعدة.
ويُنصح باعداد الطفل للرضاعة الطبيعية، وذلك عن طريق تحفيز الفم بكميات بسيطة من السوائل تُعطى بإحدى الطرق التالية: بغمس الإصبع في الحليب ثم إدخاله إلى فم الطفل، أوبواسطة الكأس، أو بواسطة الحقنة، أو باستخدام رضاعة soft feeder .
وتوجد طريقتان للتغذية عن طريق الرضاعة الطبيعية:
• نظام الرضاعة البديلة SNS: وتتكون من أنبوب رفيع يصل الوعاء المحتوي على الحليب (حليب الأم المستخرج أو الحليب الصناعي) بثدي الأم، يُثبَّت الأنبوب على الثدي بشريط لاصق، ويمكن التحكم بتدفق الحليب، وحين يرضع الطفل سيحصل على حليب الأم بالإضافة إلى الحليب المستخرج من الأنبوب، وفي حالة الأطفال المصابين بشق الحنك يجب وضع الأنبوب بعيدًا عن الشق لتقليل تسرب الحليب إلى الأنف.
• استخراج الحليب إلى فم الرضيع: بدايةً يجب أن يكون الطفل في وضعيه مستقيمة على حضن الأم، ثم يجب أن يُقرَّب فم الرضيع إلى حلمة الأم قدر المُستطاع، بعد ذلك تقوم الأم باستخراج الحليب بحركة متناسقة مع مراعاة توجيه الحليب بعيداً عن موضع الشق.
وفيما يخص التغذية بالرضاعات، فإنه في حالة الأطفال المصابين بشق في الشفاه فقط فإنه يمكن استخدام الرضاعة الاعتيادية ولكن ينصح بمراقبة التدفق، بينما في حالة الأطفال المصابين بشق في الشفاه واللثة فإنه ينصح باستخدام الرضاعة ذات التدفق السهل، أما في حالة الأطفال المصابين بشق في الحنك حيث يكون المص صعباً، فإننا ننصح باستخدام رضاعات خاصة.
ولأن كثير من الأمهات يجهل أنواع الرضاعات التي يمكن استخدامها في الحالات المشابهة، فإننا ننصح بـ:
• رضاعة الاحتياجات الخاصة (هيبرمان): وتحوي صماماً يسمح بتدفق السوائل إلى الجزء الأمامي ويمنع عودتها في الإتجاه المعاكس، وهذه الخاصية تقلل كمية الهواء التي يبتلعها الرضيع، وتُقدم هذه الرضاعة خاصيه التحكم المعياري (تدفق سريع ومتوسط وبطيء) وبذلك يمكن التحكم بكمية السائل المتدفق إلى فم الطفل.
• رضاعة ميد جونسون: وهي قابلة للعصربحلمة عادية، وتكون الحلقة فيها بالحجم الاعتيادي مما يسهل استخدام حلمات أخري معها مثل NUK وRoss ، لكن الحفاظ على تدفق ثابت مع رضاعة ميد جونسون سيكون صعبًا.
• رضاعة بيجون: تحتوي على حلمة أعلاها صلب وأسفلها لين، يوضع السطح اللين على اللسان ليسهل استخراج الحليب، وتحتوي الحلمة على صمام هوائي يمنع انطباقها على بعضها، ويمكن التحكم بنسبة التدفق عبر إحكام أو إرخاء الغطاء، وتُلائم حلمة بيجون أغلب أنواع الرضاعات، وهي تلائم حالات الإصابة في شق شفة أحادي الجهة وأيضا حالات الإصابة في شق من الجهة الخلفية للحنك، قد يواجه مستخدم هذه الرضاعة مشكلتين، وهما سرعة التدفق وكبر جحم الحلمة التي قد لا تلائم فم الرضيع.
على الأم أن تستشير أخصائي علاج التخاطب والبلع أو الطبيب المعالج لطفلها ليقترح أفضل السبل التي تناسب حالة طفلها وعليها أن تواصل الاستشارة معه كلما واجهت مشكله في ارضاع الطفل أو وجدت ملاحظات تستدعي الاستشارة أو التدخل العلاجي.

• عيادة التخاطب والبلع