بواسطة د. فادي رضوان -
قد يُلتبس التعب والعطش الزائد والتَّهيّج ( حدة الطبع ) والجوع الناجمة عن مرض السكري من النوع الثاني مع أعراض تحدث بسبب اضطرابات أخرى.
وقد يظل مرض السكري من النوع الثاني غير مُشخّص لمدة طويلة، أو قد نعزو أعراضه إلى أمور أخرى لأنه يتطوّر ببطء، وتظهر أعراضه تدريجياً. فعلى سبيل المثال؛ قد يلتبس علينا السبب في تزايد العطش بزيادة الحَرّ في الصيف، وقد يُفسّر التعب بأنه علامة على الإجهاد أو التقدم بالعمر.
الإصابة بهذا المرض أمر مؤسف لأن ارتفاع السكر في الدم ولو لأمد قصير يقلل من جودة الحياة. وإذا استمر ارتفاع السكر في الدم لأمد طويل، قد يؤدي في نهاية المطاف لمضاعفات، كأمراض الكلية أو العين، والتي لا تتراجع تماماً ولو تحسن ضبط مستوى السكر في الدم فيما بعد.
أعراض مرض السكري من النوع الثاني :
1. التعب
2. جفاف الفم
3. العطش
4. التبول الزائد
5. الجوع
6. نقص الوزن
7. اضطراب الرؤية (رؤية ضبابية)
8. تشوش التفكير
9. الهيوجية (النزَق)
10. عدم التئام الجروح
قد تكون العدوى المتكررة أيضاً من أعراض مرض السكر من النوع الثاني. تشيع العدوى المهبلية بالخمائر الفطرية لدى النساء. يمكن أن تحدث العدوى الفطرية على الجلد أيضاً ولدى الذكور في المنقطة الأرْبِيَّة (جذر الفخذ).
تتضمن حالات العدوى الأخرى التي تترافق مع الداء السكري من النوع الثاني غير المشخص على: عدوى اللثة، وعدوى السبيل البولي (لدى النساء خاصةً)، والتئام الجروح البطيء مع حدوث عدوى لاحقة، وعدوى القدم.
ما الذي يسبب حدوث أعراض مرض السكري من النوع الثاني ؟
تنجم كل أعراض مرض السكري من النوع الثاني عن ارتفاع السكر في الدم أو عدم كفاية الأنسولين أو عن كليهما.
التبول الزائد (البوال polyuria):
يحاول الجسم أن يضخ السوائل إلى مجرى الدم في محاولة تهدف إلى تمديده، وذلك عندما يكون تركيز السكر في الدم مرتفعاً فوق المستوى الطبيعي له. في نفس الوقت يؤدي المستوى المرتفع من السكر في الدم الذي يصل إلى الكلية لطرح كميات كبيرة من السكر في البول، أكثر من تلك الكمية التي يُعاد امتصاصها بالحالة السوية إلى الجسم عادةً. ينجم عن هاتين العمليتين معاً خسارة كمية كبيرة من السوائل في البول المطروح خارج الجسم.
العطش ( العُطاش polydipsia ):
يبدأ الجسم بالتجفُّاف عندما يزداد مقدار طرح البول من الجسم، مما يحرض الشعور بالعطش وبالتالي الشُّرب بمقدار أكثر. إذا تناول المريض مشروبات سكرية لإرواء عطشه، فإن المشكلة ستزداد سوءًا.
جفاف الفم :
يحدث جفاف الفم متزامناً مع الشعور بالعطش المتزايد، حيث أن ارتفاع السكر في الدم والطرح الزائد للبول من الجسم يحدثان التِّجْفاف.
التعب :
يتيح الأنسولين عادة بدخول الغلوكوز إلى الخلايا، حيث تستخدمه كوقود للوظائف الخلوية وتُخزنه فيها للحاجات المستقبلية للطاقة. عدم توافر ما يكفي من الأنسولين يؤدي عدم دخول القدر المطلوب من الغلوكوز إلى داخل الخلايا، بالإضافة إلى أن التبول الزائد الذي يوقظ المريض من نومه قد يسبب له الشعور بالتعب الناجم عن قلة نومه.
الجوع (النهام polyphagia) :
ينجم الجوع، كما في التعب، عن بقاء الغلوكوز المستمد من الطعام في مجرى الدم وقلة نقله إلى داخل الخلايا حيث الحاجة إليه كوقود لها. ولن يساعد المريض تناول المزيد من الطعام بل تجعل الأمر يزداد سوءاً في الحقيقة، حيث يزيد ذلك من ارتفاع مستويات سكر الدم أكثر.
خسارة الوزن :
يفقد الجسم السعرات الحرارية التي كان سيزوده بها الغلوكوز بسبب طرح كميات كبيرة منه في البول، يشبه هذا التأثير تماماً تناول مقدار أقل من السعرات الحرارية.
الرؤية الضبابية (Blurry vision) :
تُغيِّر عدسة العين من شكلها عادة بحسب الموضع الذي تركز النظر عليه، إن كان قريباً أو بعيداً. لكن عندما يكون سكر الدم مرتفعاً، فإن ذلك يؤدي لانتفاخ العدسات وفقدانها بالتالي القدرة على تغيير شكلها لتركيز النظر.
العدوى (Infections) :
تنمو الجراثيم والفطور المسببة للعدوى معتمدةً على السكر، بالتالي فالمزيد من السكر يعني المزيد من الغذاء لها. بالإضافة إلى أن ارتفاع السكر في الدم يسبب بطء الجريان الدموي، وهذا يعني أن كريات الدم البيضاء المحاربة للعدوى لن تصل إلى المكان المطلوب بالسرعة المطلوبة.
عدم التئام الجروح :
أيضا من أعراض مرض السكري من النوع الثاني عدم التئام الجروح، حيث يُضعف ارتفاع السكر في الدم من عمل بعض أجزاء الجهاز المناعي اللازم لمحاربة العدوى وشفاء الجروح. يحتاج الجرح أيضاً للأوكسجين حتى يبرأ، وأي تباطؤ في الجريان الدموي يؤدي لبطء وصول الأوكسجين إلى سائر الجسد.
التفكير المشوش :
يحتاج الدماغ إلى كميات كبيرة من الغلوكوز كوقود لأداء وظائفه المختلفة، وعندما لا يستطيع الحصول على حاجاته من الغلوكوز، بسبب نقص الأنسولين، يؤدي ذلك لصعوبة التفكير والاستذكار ويبقى المريض مشوشاً، وربما يصبح تائهاً أيضاً.
الحمد لله أن تخفيض مستويات سكر الدم المرتفعة إلى الحدود الطبيعية يؤدي لتلطيف وتخفيف الأعراض والعلامات السابقة. وستكون النتائج أفضل كلما لُوحظت هذه الأعراض باكرا – وأُجري فحص تحري النمط الثاني من الداء السكري لدى الفرد باكراً.