[size=36]التغذية الصحية ومرض الهيموفيليا (الناعور)[/size]
نورا محمد الهادي العامري *كلمة (هيموفيليا) تعني سيولة الدم، وهو أحد أمراض الدم الوراثية الناتجة عن نقص أحد عوامل التجلط في الدم بحيث لا يتخثر دم الشخص المصاب بمرض الهيموفيليا بشكل طبيعي؛ مما يجعله ينزف لمدة أطول، وتصنف الهيموفيليا إلى ثلاثة أصناف تبعًا لعامل التجلط الناقص في كل حالة: هيموفيليا (أ): الناشئة عن نقص عامل التجلط رقم 8 وهي الأكثر شيوعًا، وتسمى (الهيموفيليا الكلاسيكية)، وهيموفيليا (ب): والناشئة عن نقص عامل التجلط رقم 9، ويعد الأكثر انتشارًا في الوطن العربي، وأخيراً هيموفيليا (ج): والناشئة عن نقص عامل التجلط رقم 11، وهي أقل أنواع الهيموفيليا شيوعا.
من أعراض هذا المرض هو حدوث نزيف في أي جزء من أجزاء الجسم، سواء الظاهر أو الباطن، خاصة في العضلات والمفاصل، وقد يحدث تلقائيًا أو بعد الإصابات الطفيفة، وتتفاوت نسبة النزيف لأسباب عدة منها درجة نقص عامل التخثر، وعمر الشخص المصاب، ومعدل النشاط الحركي للمريض.
يتوجب على المصابين بمرض الهيموفيليا أن يكونوا أكثر وعيا في انتقاء الأطعمة التي بدورها تساهم في تعويض الجسم ما يفقده من عناصر غذائية بسبب النزيف أو تساعد في تحفيز تخثر الدم، ويساعد فيتامين (ك) الذي يعمل على إفراز مادة البروترومبين، والتي بدورها تعمل كمحفز لوقف النزيف، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من: الأوراق الخضراء (كالسبانخ، البقدونس)، زيت الزيتون وزيت الفجل وزيت الصويا.
ويحتاج الجسم لفيتامين (ب ١٢) وحمض الفوليك، اللذين يعملان معا على إنتاج مادة الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، ومن أهم المصادر الغذائية لهذين العنصرين: اللحم، البيض، الدجاج، السالمون، العدس والأرز الأبيض.
ولا تخفى أهمية فيتامين ج (C) فهو مضاد للأكسدة ومحفز للجهاز المناعي ويساهم في تحفيز امتصاص الحديد الموجود في الطعام ويساعد على تخثر الدم عن طريق تكوين الكولاجين الذي بدوره قد يخفف من حدة الكدمات الناتجة عن الهيموفيليا، ويمكن الحصول عليه من الحمضيات، الطماطم، البطاطس.
ويمكن أن يسبب نزيف الشخص المصاب نقصاً في مستوى الحديد، لذلك لا بد أن يحرص المصاب بالهيموفيليا على تناول الأغذية الغنية بالحديد سواء من مصدر حيواني أو نباتي.
ويشكو معظم مرضى الهيموفيليا من هشاشة العظام، الناتجة عن قلة الحركة والمرونة أو بسبب النزيف الذي يحصل في المفاصل والعضلات، لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته والحرص على الحفاظ على مستوى فيتامين (د) في الحد الطبيعي من خلال التعرض للشمس وتناول الأطعمة المدعمة بفيتامين (د) قد يساهم في التخفيف من حدوث هذه المشكلة.
وينصح مريض الهيموفيليا بالحفاظ على الوزن المثالي لما للوزن الزائد من تأثير على صحة المفاصل، ويمكن المحافظة على الوزن المثالي أو إنقاصه في حالة السمنة باتباع حمية غذائية يمكن أن يوفرها أخصائي التغذية، تعتمد على التنوع للتأكد من الحصول على جميع العناصر الغذائية، وأن تكون قليلة السكريات والدهون، كما أن ممارسة الرياضة (بعد استشارة الطبيب) تساعد في ذلك وتزيد من مرونة المفاصل.
لا بد من التنويه أن مريض الهيموفيليا يجب أن يمتنع عن تناول بعض الأعشاب، التي قد تساعد في زيادة سيولة الدم مثال ذلك الثوم، زيت السمك وأوميغا 3 والذي على شكل مكملات غذائية وبتركيز عالٍ، كذلك الجينسينج، الزنجبيل إذا تم تناوله بجرعة أكثر من 3 غرامات في اليوم، القرنفل والبابونج.
أخيرا فإن المحافظة على الوزن المثالي والتنوع في اختيار الأطعمة وممارسة الرياضة المناسبة تساعد مرضى الهيموفيليا في الحصول على حياة طبيعية وتقلل من أخطار النزيف.