[size=36]العلاج الغذائي لأمراض الدم[/size]
حنان رشيد المطيري *العلاج الغذائي مهم لمرضى أمراض الدم، حيث إنه يلعب دوراً كبيراً في الوقاية من بعض أنواع الأنيميا، وذلك بتحفيز تكوين خلايا الدم من النخاع العظمي، ويساعد أيضا على تصحيح النقص الغذائي، والوقاية من خسارة العضلات أو تأثر العظام كنتيجة للعلاج، مساعدة المريض للتشافي والاستفادة من فترة العلاج، والمساعدة في التقليل من الأعراض المصاحبة في حالة نقص التغذية السليمه مثل تأثر النمو، فقر الدم والحديد، وكذلك مساعدة الجسم على محاربة الالتهابات والعدوى التي توثر سلباً على الحالة الغذائية، وقد أثبتت الدراسات وبحسب مركز الأبحاث (ASPEN) أن مرضى أمراض الدم تكون استجابتهم للعلاج أفضل مع التغذية السليمة.
مع اختلاف حالات مرضى الدم يختلف التشخيص الغذائي والتدخل الغذائي، لتخفيف الأعراض المصاحبة للأمراض أو الأعراض الجانبية لبعض الأدوية مثل (قلة الشهية أو انعدامها، الغثيان والتقيؤ، الإمساك أو الإسهال، تقرحات الفم، نقص بعض المعادن والفيتامينات، فقر الدم ونقص الحديد، تأخر أو تأثر النمو) وقد يتم صرف الحمية الغذائية المناسبة لكل حالة طبية مما سبق.
وكما ذكرنا أن من أهم معوقات بعض أمراض الدم هو فقدان الشهية وعدم تحسن الوزن، فينصح خلال هذه الفترة باختيار الأغذية والمشروبات المناسبة عالية السعرات الحرارية والبروتين من خلال إضافة (الأجبان، الزبدة، الكريمات والمربى للطعام واختيار المشروبات كاملة الدسم) مع تحديد أوقات الطعام، وتقسيم الوجبات الرئيسية لوجبات متعددة، ووجبات خفيفة خلال اليوم، وتحسين شكل الطعام ليبدو أكثر جاذبية ومفعماً بالألوان، وتجنب شرب الماء أو أي مشروب قبل الطعام بساعة على الأقل، والابتعاد عن الوجبات العالية بالدهون، وأخيراً المكافأة والتشجيع إذا كان المريض طفلاً، وعدم إجباره، وتناول الطعام معه، كلها عوامل تؤثر إيجاباً على زيادة الوزن وتحسن الشهية، وقد يحتاج أخصائي التغذية العلاجية لصرف المكملات الغذائية وهي عبارة عن مشروبات أو مساحيق (بودرات) طبية مصنعة، لغرض معين يناسب حالة المريض الصحية: كزيادة الوزن أو تخفيف المشاكل الهضمية المصاحبة لبعض الأمراض أو الأدوية كالإسهال والإمساك أو عسر الهضم وسوء الامتصاص.
وأكبر مشكلة تواجه المريض هي الالتهابات والعدوى المتكررة، حيث أثبتت الدراسات أن سوء التغذية والالتهابات مرتبطان بشكل غير مباشر، حيث إن سوء التغذية الطويل من الأسباب الأولى المؤدية لتأثر النمو والمناعة وبالتالي زيارة نسبة العدوى والالتهابات، ويكون تأثير العدوى على التغذية عن طريق فقدان الشهية وزيادة عملية الأيض داخل الجسم، والتي تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل سريع، وفي بعض حالات أمراض الدم يعاني المريض من نقص المناعة المتكرر، وذلك بسبب قصور النخاع في تكوين المدافعات مثل مرض نقص المناعة الوراثي، وغالباً ما ينصح المريض باتباع الحمية قليلة البكتيريا، وهي حمية تساعد في تقليل التعرض للبكتيريا والجراثيم التي تتواجد في الطعام بشكل طبيعي، ولا يكون عن طريق الابتعاد عن بعض أنواع الأطعمة فقط، بل يمتد لطريقة الطبخ وتقديم الطعام والمحافظة عليه مع اختيار الطعام المناسب الذي قد يكون الأقل تعرضا للبكتيريا خلال التصنيع والتخزين.
يعاني أيضا بعض المرضى مثل مرضى الهيموفيليا والثلاسيميا من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وكما يعرف عن الحديد أنه هو المكون الأساسي للهيموغلوبين، لذلك ينصح بالإكثار من مصادره سواء كانت حيوانية أو نباتية وكما يساعد على امتصاصه داخل الجسم وجود فيتامين (سي) مع أو بعد الوجبة، ويتأثر امتصاص الحديد بوجود بعض الفيتامينات والمعادن الموجودة بالطعام سلباً على الامتصاص مثل فيتامين (أ) والكالسيوم والماغنيسيوم.
بعض أمراض الدم قد ينتج من علاجها هشاشة العظام، كما تنتج الهشاشة من مضاعفات مرض الدم، مثل أنيميا فانكوني أو أنيميا بلاكفان، فينصح عندها بتعزيز تناول الكالسيوم الموجود بالألبان ومنتجاتها (الحليب، الزبادي، الأجبان) بشكل جيد وكذلك مصادر فيتامين (د) المتواجد بالزبدة، البيض، الدهون النباتية، والأطعمة المعززة بفيتامين (د) كبعض أنواع الحليب وحبوب الإفطار.
ويعتبر الجفاف من الأعراض المتكررة، وقد يكون نتيجة للنزيف، الحرارة، الإسهال أو التقيؤ، مما يوثر على توازن السوائل بالجسم وتركيز الدم، وفي الحالات طويلة الأمد يسبب بعض المشاكل الهضمية كالإمساك، ولذلك في بعض الحالات المرضية يحتاج المريض لزيادة السوائل بالجسم للمحافظة عليه من الجفاف.
في علاج بعض حالات أمراض الدم تكون تقرحات الفم غالباً من مضاعفات العلاج خصوصاً بعد زراعة النخاع ومنها ما يكون خفيفا ويمكن التعايش معه، والأكل بشكل طبيعي بدون الحاجة لتغيير نوع الأكل، وقد يتطور ليصبح المريض غير قادر على تناول الأطعمة الصلبة ويحتاج لأطعمة سائلة وقد تمتد لتقرحات شديدة جداً.
يقوم أخصائي التغذية العلاجية المتخصص بالتدخل اللازم من خلال تقييم التاريخ الطبي للمريض والتاريخ الغذائي، قياسات النمو ونتائج التحليل الدورية، التشخيص الغذائي، التدخل الغذائي على حسب حالة المريض وتقييم الحالة الغذائية، بعد وخلال العلاج الغذائي، وكذلك تشجيع المريض على مراجعة العيادة للحفاظ على النتائج والتطورات.