أ. فلاح المنصور *
إن الكتابة عن الأمراض النفسية أو الاضطرابات الوجدانية أمر فائق الأهمية والصعوبة، ولكن الأصعب من ذلك هو من يقرأ مثل هذه المقالات فالقراءة أخطر من الكتابة لماذا؟
يخلط الناس كثيراً في الاضطرابات الوجدانية التي تصيب الإنسان بين الاكتئاب وعوارض الحزن التي تنتاب الإنسان أحيانا سواء بسبب أو بدون سبب والتي تعتبر طبيعية كما يخلط الناس أيضاً بين مختلف الاضطرابات الوجدانية كالقلق والضغط النفسي والسبب في ذلك أنها جميعاً ذات أعراض لا نقول متشابهة ولكن بينها صفات مشتركة فمثلاً من أعراض القلق الإعياء وفقدان الشهية للطعام والأرق والكآبة والأحلام المزعجة تجدها نفسها في الاكتئاب مع أعراض أخرى طبعاً.
ومن طبيعة الإنسان أنه إذا قرأ عن مرض لابد أن يتساءل هل أنا مصاب بهذا المرض، فحين تعرف أن الخمول والإعياء وفقدان الشهية والأرق كلها أعراض لأمراض نفسية وأنت تحس بأحد هذه العوارض ولو بشكل بسيط ستبتلع ريقك خوفاً وتظن أنك تعاني من خلل ما وتبدأ البحث عن أكثر مرض فيه عوارض تحس بها وتتبنى فكرة الإصابة بها. حين كنا نتعلم بعض النظريات الإعلامية التي لها علاقة بعلم النفس كان أول ما تلقيناه هو ما يتعلق بالأمراض السيكوسوماتية psychosomatic diseases ومفاد هذا العلم أن تتعلم كيف لا تطبق ما تقرأه من أعراض مرضية على نفسك وتتوهم أنك قد تعاني من بعض الأعراض المشابهة مما يجعل عقلك الباطن يتبنى هذا المرض أو ذاك، كما هي الحال في الحمل الكاذب فالمرأة تتوهم الحمل ثم تقتنع به فينتفخ بطنها وتتوحم ولكنها ليست حاملاً، وهو ما ينطبق على موضوع الصفحة فاقرأوا ولا تطبقوا ما تقرأونه على أنفسكم بل استشيروا أطباءكم.
منقول