هل فكرت يوماً بأن استماعك إلى الاخبار المحزنة، والمآسى التي تعم العالم اليوم قد تؤثر على صحتك بشكل حقيقي؟
قد تكون فكرت يوماً ما بأن الأخبار السيئة تكدر خاطرك، وتجعلك متوتراً أوحزيناً ولايتجاوز هذا الأمر الاعراض النفسية التي مرت بخاطرك..!
لكن الحقيقة العلمية أن الاخبار السيئة لها مفعول اكثر ضرراً من تكدير الخاطر والكآبة العابرة أو حتى الكآبة التي قد تستغرق وقتاً اطول من الوقت المعتاد..! إن الاخبار السيئة تقود إلى امراض عضوية حادة، وربما خطيرة..!
لقد قام مجموعة من الباحثين في جامعة جون هوبكنز من الولايات المتحدة الامريكية، وهي جامعة، لها مركزها المرموق في مجال الطب، حيث حاز عدد من الاطباء من هذه الجامعة على جوائز عالمية، ومنهم من حصل على جائزة نوبل للطب في تخصصات مختلفة..! قام هؤلاء الباحثون بدراسة تسع عشرة حالة لمرضى كان يعتقد أنهم اصيبوا بنوبات قلبية من جراء سماع اخبار سيئة، مثل وفاة اقارب او اصدقاء او اشخاص يعزون عليهم.
وبعض هؤلاء تعرض لعمليات سطو مسلح. كان أغلب هؤلاء المرضى هم من النساء المتقدمات في السن واللاتي كن يعشن حياةً صحية جيدة، حيث لم يكن يعانين من أي امراض عضوية. ولكن بعد سماعهن لهذه الاخبار السيئة، تعرضن لاعراض تشبه تماماً الاعراض التي تصاحب النوبات القلبية.
نشر هذا البحث في واحدة من اشهر المجلات الطبية، وهي مجلة نيو انجلاند جورنال اوف ميديسن (New England Journal of Medicine) وهذه المجلة تحظى باحترام كبير في الاوساط الطبية، نظراً لاختيارها موضوعات طبية جادة، وابحاث متقدمة في شتى مجالات الطب. لذلك حينما ينشر بحث في هذه المجلة، فإنه يستحق التأمل والقراءة والثقة بأنه بحث يستحق التوقف عنده.
عندما تم فحص النساء اللاتي يعانين من هذه الاعراض، التي كان الاطباء يتوقعون انها اعراض ازمات قلبية، تبين بأن الشرايين الموصلة للقلب سليمة وليس هناك أي انسداد في هذه الشرايين.. او أي اعراض لنوبات قلبية..!
وعندما اجرى الاطباء مزيداً من الفحوص، وجدوا أن هناك نسبة عالية للغاية من هرمونات التوتر، خاصة الادرينالين والنورادرينالين، في دم هؤلاء المرضى.
ووجدت أن معدلات هذه الهرمونات أكثر بنسبة 7 إلى 34 ضعفاً مما يوجد في سبع من حالات الاصابة بالنوبات القلبية..!
ويقول الباحثون بأن هذا النوع من الهرمونات له تأثير سام على القلب مما يؤدي إلى الوفاة..!
ويقول الباحثون بأن دم الاشخاص الأكثر عرضة للتوتر أعلى نسبة من هورمون معين في القلب، مما يشير إلى أن القلب يعمل أكثر مما يعمل في العادة.
واضافة إلى ذلك، اظهرت اجهزة قياس النشاط الكهربائي لقلب رسماً مميزاً فريداً عادة ما يلاحظ عقب الاصابة بالازمات القلبية.