شاكر عبد الرحمن Admin
الجنس : عدد المساهمات : 10669 تاريخ التسجيل : 07/06/2011 الموقع : العراق
| موضوع: اكتشاف عوامل جينية تسبب حالات القولون المتقرح 24/9/2014, 6:32 am | |
| القاهرة: د. هاني رمزي عوضأحدث الدراسات الطبية التي تناولت مرض تقرحات القولون Ulcerative colitis أشارت إلى أن هناك بعض الجينات التي يمكن أن تكون المسببة للمرض في الأطفال. وعلى الرغم من ندرة حدوث مرض القولون المتقرح فإنه يمثل تحديا كبيرا للأطباء نظرا لصعوبة الشفاء منه، وأيضا نتيجة الآلام التي يسببها للمرضى وخاصة الأطفال والمراهقين فضلا عن مضاعفاته الخطيرة. ويتميز بأنه من الأمراض المتسببة بحدوث نوبات متعددة من الألم في القولون يصحبها فترات من الراحة والشفاء. وعلى الرغم من أن المرض في الأغلب يصيب الكبار فإنه من الممكن أن يصيب الأطفال وحوالي 25 في المائة من المرضى تحت عمر 20 عاما ويتسبب في التهاب القولون بداية من المستقيم. ويسبب آلاما مبرحة تستمر لفترات طويلة تختلف عن التهابات القولون العادية من حيث شدتها وتكرارها. ومن المعروف أن مرض القولون المتقرح من الأمراض التي يمكن أن تكون لها مضاعفات كبيرة وخطيرة لاحقا مثل سرطان القولون وتلف الكبد وغيرهما.
* الأعراض مرض القولون المتقرح يعد من الأمراض المزمنة حيث تتعاقب فترات الشفاء مع فترات الالتهاب. ويتمثل الهدف من العلاج في الاحتفاظ بالفترات التي تمر من دون الآلام مددا أطول وتمكين الطفل أو المراهق من الحياة بالشكل الطبيعي. وفي حوالي 5 أو 10 في المائة من الحالات يمكن أن يحدث تدخل جراحي عن طريق الاستئصال الكامل للمستقيم والقولون Total proctocolectomy ولكن هذا الإجراء يجري في الحالات المعقدة فقط التي يمكن أن تكون عرضة لحدوث سرطان القولون ولكن لحسن الحظ فإن معظم المرضى (حوالي من 50 إلى 60 في المائة) يعانون نوعا بسيطا من الأعراض مثل الإسهال الذي يمكن أن يكون مصحوبا بالدماء وآلام بالبطن ورغبة ملحة في التبرز وفقدان للشهية. وفي الحالات الشديدة تكون نفس الأعراض ولكن بصورة أعنف. ويعتمد تشخيص المرض فضلا عن الكشف الإكلينيكي على عمل منظار للقولون وأخذ عينة لتأكيد التشخيص، وبالنسبة للعلاج يعتمد علاج الحالات البسيطة على الأدوية المضادة للالتهاب وتكون كافية لتخفيف الألم بينما في الحالات متوسطة الحدة والحادة في الأطفال يفضل استخدام عقار الكورتيزون الذي يعطي نتائج فعالة في العلاج ولكن يجب استخدامه بحرص لتجنب الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامه. وأشرف على هذه الدراسة التي نشرت في شهر أغسطس (آب) الماضي في النسخة الإلكترونية من مجلة الجهاز الهضمي journal Gastroenterology علماء من الجامعة الوطنية في كوريا الجنوبية National University in South Korea مع علماء أميركيين. وهي تعطي أملا كبيرا في إمكانية التحكم في منع حدوث الالتهاب في القولون وإمكانية علاجه، إذ إن الدراسة التي أجريت على فئران التجارب أشارت إلى وجود عامل جيني مسؤول عن حدوث الالتهاب، ولذا يمكن التوصل إلى الأسباب المؤدية لحدوثه وإلى علاجه حيث إنه لا يوجد علاج شاف من المرض حتى الآن خاصة أن الذين يصابون بالمرض في فترة مبكرة من حياتهم في الطفولة معرضون أكثر من غيرهم لحدوث المضاعفات ومنها السرطانات وأمراض الكبد حيث إن الالتهاب يؤدي إلى التهابات في القناة المرارية وبسببها يمكن حدوث عدة أمراض بالكبد. وفي السابق كان العلاج المتبع هو العلاج بنوع من أنواع البروتينات مضاد للالتهاب (إنترلوكين interleukin 10) لتخفيف حدة المرض. ولكنه لا يؤدي إلى الشفاء بشكل كامل وأيضا لم يكن ذا جدوى كبيرة للمرضى الذين يصابون بالمرض في فترة مبكرة من حياتهم.
* «جينات الالتهاب» وقد اكتشف العلماء نوعا آخر من البروتين (PTEN) يلعب دورا هاما في نمو الخلايا يمكن أن يكون المسؤول عن حدوث المرض وتطوره ويعمل بمثابة الجين المسؤول عن التحكم في المرض ووجدوا أن الفئران التي يوجد بها الجين البروتيني المسؤول عن الالتهاب هي الفئران التي تعاني من تقرح القولون في وقت مبكر وأيضا يظهر عليها سرطان القولون في وقت مبكر جدا من حدوث المرض. وهو ما يتشابه إلى حد كبير مع الإنسان. كما اكتشف الباحثون أيضا أن نقص أو انعدام هذا الجين (PTEN) في الأمعاء يمكن أن يعمل كمعطل لعمل المضادات الحيوية، وأيضا يلعب دورا هاما في إحداث خلل في البكتيريا المفيدة الموجودة بالأمعاء كما يعمل على تقليل تنوعها وتعددها مما يجعل الأمعاء عرضة للالتهابات أكثر، حيث إنه من المعروف أن البكتيريا المفيدة في الأمعاء تلعب دورا هاما فيما يمكن تشبيهه باحتلال مناطق معينة من الأمعاء تمنع نمو البكتيريا الضارة وتكاثرها بالإضافة إلى المساعدة في نمو نوع من البكتيريا الضارة تسمى بكتيروبيدز Bacteroides والتي لديها قدرها هائلة على جذب مسببات الالتهاب. وقد تمكن العلماء باستخدام التقنيات الحديثة من تطويع تلك الجينات وتغيير عملها بحيث يمكنهم التحكم في مجموعات البكتيريا الضارة (البكتيروبيدز) وبالتالي التحكم في الالتهاب ومنع حدوثه واستخدموا أيضا الأدوية الكيميائية كعامل مساعد بجانب العامل الجيني ويعد نجاح التجربة في الفئران مؤشرا جيدا لنجاحها في الإنسان بعد ذلك وهو الأمر الذي يجنب الكثير من الأطفال الآلام.
* استشاري طب الأطفال | |
|