ألم البطن.. معظم الحالات قد لا تكون مسبباتها خطيرة!

شعور بعدم الراحة والضيق سواء كان نفسياً أم خلقياً

الألم قد يكون بسبب أحد الاعضاء الباطنة أو قد يكون نفسياً
    يسأل بعض مرضاي هل ألم المعدة ومغص البطن شيء واحد؟ والحقيقة أن مثل هذا السؤال إجابته تحتاج الى شيء من التفصيل. فكلمة ألم هي كلمة عامة. تستخدم عندما نشعر بالضيم (بالوجع) في أي جزء من جسمنا. ولقد بحثت عن معنى كلمة ألم في معاجم اللغة العربية. فكلمة أَلَم هي اسم وجمعها آلام، أما مصدرها فهو ألمَ. والألَم اصطلاحاً هو الوَجَع الشديد وقد يكون بمعنى الحُزْن وَالأَسى. أما في علم الفلسفة: فإن الأَلَمُ هو أحد الظواهر الوجدانية الأساسية، وفي علوم النفس: شعور بما يضادّ اللّذة من عدم الرَّاحة أو الضِّيق أو المضض، سواء أكان شعورًا نفسيًّا أم خلقيًّا. وهي كلمة عامة تُخصص بحسب المكان فيقال آلام المخاض أو الطَّلْق: الآلام التي تحسّ بها المرأة عند الولادة وأظهر ألمه: أظهر ما يُضمره من حقد وغيظٍ وغِلّ. ألم الشّرج: وجع شديد يشعر به المرء في دبره وألم القطن أو قُطان وهو ألم أسفل الظَّهر. أما الألم الثاقب فهو ألم حادّ يجعل المرء يشعر بأنَّ وخزًا يمتدّ إلى داخل أنسجته. بينما كلمة مَغص (أو مَغَسٌ) وجمعها أَمغاص فقد ذُكر في معجم الغني أنها تعني وجعٌ في الأَمعاءِ والْتِواءٌ فيها وتَقْطِيعٌ فِيها أَوْ في الْكُلْيَةِ. وجاء في معجم اللغة العربية المعاصر أن كلمة مَغْص تعني وجع في الأمعاء والتواء فيها، قد تسبِّبه الحاجةُ إلى التّبرُّز وأصابه مَغَص كُلَويّ: أي ألَمَ به وجع حادّ شديد في المجاري البوليّة، أو في الكُليتين. وعوداً على بدء، فألم البطن هو المصطلح الاكثر شيوعا للأعراض المرضية، التي تصيب جدار البطن او الاعضاء الموجودة داخل البطن.
لا يشعر الاشخاص ببطونهم، في الوضع الطبيعي، ولذلك كل ألم بطن يلزم المراجعة والتشخيص وتقديم العلاج المناسب. تختلف طبيعة ألم البطن ومكانه ومدة استمراره واوقات حدوثه بحسب المصدر الذي يسبب ظهور آلام البطن ووفقا لنوعية المرض فيه. فقد تكون آلام البطن علامة على وجود حالة خطيرة. لحسن الحظ، في معظم الحالات لا تكون المسببات خطيرة. قد يساعد مكان ألم البطن على تحديد السبب. وبحسب مكان الألم يتم تحديد عملية البدء بتشخيص المسبب الرئيسي لآلام البطن بحسب الامراض الاكثر شيوعا والمعروفة كمسببة للآلام في تلك المنطقة. كما أن طبيعة ألم البطن، ان كان ألما تشنجيا أو كان ألما غير واضح المعالم، ومدة ألم البطن – التي تتراوح بين فترات زمنية قصيرة، او قد تمتد لساعات طويلة في أحيان أخرى، فان كليهما يساهم في معرفة المسبب لألم البطن.
فقبل تخرّج الطبيب وأثناء دراسته في كلية الطب ابتداء وخلال تدربه في برامج الطب الباطني والجراحة العامة، يدرس الطبيب أن البطن يُقسم الى أربع مناطق كل منطقة تحتوي على جزء من الجهاز الهضمي يكون هو مصدر الألم حسب شكوى وأعراض المريض. يتأكد ذلك بالفحص السريري والفحوصات المخبرية والأشعة التي يطلبها الطبيب لاحقاً. دعوني أسرد لكم بعض الامثلة لبعض الأمراض المسببة لآلام البطن بحسب المنطقة والعضو الداخلي الموجود فيها، مع العلم عزيزي القارئ أن هذه الأمثلة من الأعراض التي تساعد في تقليص قائمة الأمراض التي تسبب الألم في منطقة ما (أي بما يعرف بالتشخيص التفريقي) وتساعد في توجيه الطبيب لمصدر المشكلة، ولكنها لا تدل بالضرورة على أنها بالتأكيد مصدر ألم البطن الوحيد:
الجزء العلوي الايمن (تحت القفص الصدري):
• المرارة: التهاب المرارة، حصيات (مع أو بدون التهاب) في القنوات الصفراوية
• القولون: التهاب القولون رتجي أو تقرحي
• الكبد: التهاب الكبد، خراج في الكبد، كتلة (ورم) في الكبد
• الرئة: التهاب رئوي في الجزء الأسفل من الرئة، تجلط دموي رئوي
• الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب
الجزء العلوي الايسر ومنطقة رأس المعدة (تحت القفص الصدري):
• القلب: ذبحة (جلطة)، احتشاء عضلة القلب، التهاب شغاف (غشاء) القلب
• المعدة: التهاب المريء، التهاب المعدة، قرحة المعدة
• البنكرياس: كتلة، التهاب البنكرياس
• الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب
• الأوعية الدموية: تسلخ الشريان الابهر، حدوث جلطة ونقص تروية في الأوردة الدموية المغذية للأمعاء (المساريقا) أو ما يعرف بالإقفار المساريقي
الجزء السفلي الايمن (ما فوق الحوض):
• القولون: التهاب الزائدة، التهاب القولون (رتجي أو تقرحي أو داء كرون)، داء الامعاء الالتهابي (داء كرون)، داء الامعاء المتهيجة أو ما يعرف بالقولون العصبي
• الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب
• الأعضاء النسوية: حمل خارج الرحم، تليف بالرحم، انفجار حويصلة بالمبيض، كتلة في المبيضين، التواء المبيض، مرض التهاب الحوض
الجزء السفلي الايسر (ما فوق الحوض):
• القولون: التهاب القولون (رتجي أو تقرحي أو داء كرون)، داء الامعاء الالتهابي (داء كرون)، داء الامعاء المتهيجة أو ما يعرف بالقولون العصبي
• الكلية: حصى بالكلية، التهاب كلوي، التهاب الحالب
• الأعضاء النسوية: حمل خارج الرحم، تليف بالرحم، انفجار حويصلة بالمبيض، كتلة في المبيضين، التواء المبيض، مرض التهاب الحوض
خلق الله داخل بطوننا نوعين من الأعضاء، الأعضاء المجوفة كالأمعاء والمعدة والقولون والحالب والأعضاء الصلدة كالكبد والطحال والكلية والبنكرياس والتي تعطي نوعين مختلفين من ألم البطن. فالاضطرابات في العمل السليم للأمعاء الدقيقة او القولون تتسبب بظهور ألم تشنجي متقطع (المغص). وقد تزيد شدة التقلصات التي يهدف الجسم منها الى التغلب على انسداد جزئي او كامل، او بهدف دفع فعال لكميات كبيرة من المحتويات، كما هو الامر لدى المصابين بعدوى حادة في الامعاء، الى حدوث التشنجات. بينما ألم البطن الناجم عن الأمراض الالتهابية يظهر كألم غير واضح المعالم، كما انه يكون متواصلا.
ومن الأشياء المهمة هو متى ظهر الألم. فلدى المرضى الذين يعانون من قرحة في الاثني عشر، تحسن في ألم البطن بعد نصف ساعة من تناول الطعام، وبمجرد ان تصبح المعدة خاوية، حيث لا يكون فيها طعام يزداد مفعول الحمض، يشعر المريض في آلام البطن ثانية. لذلك من الشائع ان يستيقظ المرضى المصابون بقرحة المعدة او الاثني عشر من النوم، بسبب آلام الجوع، فيقومون بالأكل بعد استيقاظهم من النوم مباشرةً لتخفيف حدة الألم. بينما يشتد ألم البطن لدى المرضى الذين يعانون من انسداد معوي جزئي بعد تناول الطعام، ويشعر هؤلاء المرضى بتحسن عندما تكون بطونهم خالية من الطعام.
ولنا في قابل الأيام إن كنا من الأحياء مع ألم البطن ومغصه تكملة.... باشتياق للقائكم بعد جمعتين بحول الله.


يختلف التشخيص حسب موقع الألم


لا بد من الفحص الطبي السريري


معظم آلام البطن ليست خطيرة

يزول وحده في معظم الأحيان ومن الأهمية الابتعاد موقتاً عن أكل الأطعمة الصلبة

المغص.. الأعراض المرافقة قد تساهم في تحديد المصدر المسؤول عن ألم البطن 2/2

يستعمل مغلي اليانسون في علاج المغص المعوي
    تحدثنا عن ألم البطن ومغصه وذكرت لكم أننا لا نشعر ببطوننا في الوضع الطبيعي، ولذلك فإن ألم البطن قد يلزم المراجعة أحياناً للتشخيص ومعرفة السبب وتقديم العلاج المناسب. كما أذكركم أن الله قد خلق داخل بطوننا نوعين من الأعضاء، الأعضاء المجوفة كالأمعاء والمعدة والقولون والحالب والأعضاء الصلدة كالكبد والطحال والكلية والبنكرياس والتي تعطي نوعين مختلفين من ألم البطن. فالاضطرابات في العمل السليم للأمعاء الدقيقة او القولون تتسبب بظهور ألم تشنجي متقطع (المغص). فمغص البطن نوعان: حاد ومزمن. أما المغص الحاد، فيتسم بالألم الشديد الفجائي الذي عادةً ما يمنع المريض من الحركة وغالباً ما يتطلب جراحة عاجلة ومن أمثلة ذلك: التهاب الزائدة الدودية. انثقاب المعدة، الانسداد المعوي والنزيف الداخلي.... الخ. أما المزمن فهو عبارة عن ألم محتمل ويكون تدريجياً وقد يتطلب اجراء جراحة ولكنها ليست عاجلة بالضرورة. نحس بألم البطن (الذي مصدره البطن) عند حدوث التهاب في أحد هذه الثلاثة الأماكن داخل بطوننا وهي الغشاء البريتوني الذي يغلّف الجزء المصاب مثل الكبد أو المعدة الذي يحدث ألما محددا بمكان العضو المصاب، والغشاء البريتوني المبطن لجدار البطن (فهو يتمثل بظهور ألم بالبطن غير واضح المعالم ونموذجي، حيث انه يتفاقم جدا عند القيام بأي حركة او اي ارتجاج مهما يكون خفيفا، مثل السعال، او الاهتزازات وقت السفر بالسيارة، بسبب الحفر الموجودة على طول الطريق)، والعضو المصاب مع وجود آلام في اماكن اخرى. وأحيانا ليست بالنادرة قد يكون سبب حدوث المغص من خارج البطن مثل الآلام الصدرية الناتجة عن الذبحة الصدرية أو الالتهاب الرئوي أو ثقب المريء. وهناك أيضاً الأسباب العصبية مثل أورام العمود الفقري او الدموية مثل انيميا تكسير الدم والانيميا المنجلية أو التسمم بالرصاص، أو كيميائية مع تنميل بالجسم مثل ارتفاع نسبة البولينا والفشل الكلوي.
قد تساهم الاعراض المرافقة لألم البطن في تحديد التشخيص، وفي تحديد المصدر المسؤول عن ألم البطن. تشمل هذه الاعراض فقدان الوزن، الغثيان، التقيؤ، فقدان الشهية واليرقان (تلون بياض العين أولاً ثم الوجه تالياً باللون الأصفر) بالإضافة لتغير في الحركة المعوية، والذي يتمثل بحدوث – اسهال او امساك. هناك بعض الامراض التي تحدث ألم البطن لها طابع خاص. فعلى سبيل المثال، يسبب الورم السرطاني الذي يظهر في جسم البنكرياس في ظهور ألم بالبطن شديد ومتواصل ينتشر على شكل حزام في الظهر، والذي يخف عند الانحناء للأمام. ومثال آخر هو عند حدوث اضطراب في جريان الدم في الاوعية الدموية الكبيرة للجهاز الهضمي، فإنه يتسبب في حدوث ألم شديد، يظهر عادة بعد تناول الطعام، ويخف عندما تكون البطن خاوية من الطعام. هناك سبب آخر مهم ينجم عنه ألم في البطن ألا وهو فتق جدار البطن، حيث انه من الممكن أن تنحصر مساريقا الأمعاء (الدهون المصاحب للأمعاء)، او أن ينحصر جزء من الامعاء فيه، مما يؤدي لألم حاد جداً. ومع هذا النوع من المرض يعتمد ظهور ألم البطن بشكل عام عند اتخاذ وضعيات جسدية معينة، فعند ارتفاع الضغط داخل البطن، كعند السعال مثلا يشتد الألم، ويخف عند الاستلقاء، حيث يرتخي جدار البطن سامحاً برجوع الجزء المحصور الى داخل تجويف البطن.
يزول ألمُ البطن وحده في معظمِ الأحيان. وإليك بعض النصائح التي تستطيع عملها في المنزل قبل التوجه للطبيب التي تساعدك على تحمل الألم بل وتخفيف حدته وربما القضاء عليه، وهي:
• استرح بعض الوقت حتى تشعر بتحسن.
• اشرب الكثير من السوائل كي تتجنب الجفاف: تناول مثلاً الماء الساخن بالنعناع أو الزنجبيل فهو مفيد لعلاج المغص عموماً. تناول السوائل على شكل رشفات صغيرة، فهو أسهل على معدتك.
• ابتعد عن أكل الأطعمة الصلبة حتى يذهب الألم عنك، حاول بعدها تناول وجبات صغيرة عدة بدلا من 3 أو 4 وجبات كبيرة. كذلك، تناول أطعمة خفيفة؛ مثل الأَرُز والخبز المحمص والموز، وحاول أن تتجنَّبَ الأطعمةَ التي تحتوي على الكَثير من التوابل والكافيين والفواكه الأخرى ما عدا الموز، لمدة 48 ساعة بعد زوال الأعراض عنك.
• هناك بعض الأعشاب التي تساعد على التخلص من المغص خاصةً اذا كان سببه تلبقا معويا أو نزلة معوية جرثومية أو مغص كلوي مثل:
- يفيد إضافة بعض نقط من زيت الزيتون إلى الماء الساخن
- يستعمل مغلي اليانسون في علاج المغص المعوي ويعمل المغلي بإضافة ملعقة صغيرة من بذور اليانسون إلى فنجان ماء ساخن بدرجة الغليان ثم يشرب بعد أن يبرد قليلاً.
- يستعمل بذور الكراوية الساخنة لعلاج المغص المعوي خصوصاً عند الأطفال وذلك بأن يملأ كيس صغير من قماش كتّاني بالبذور ويسخّن ثم يوضع فوق البطن ويثبّت برباط كما يستعمل زيت بذور الكراوية لتدليك جدار البطن لتسكين آلام المغص المعوى وطرد الغازات
- لعلاج المغص المعوي يغلى نصف ملعقة صغيرة من أزهار شيح البابونج في كوب ماء ويصفى ويشرب وهو ساخن على ألا يزيد ما يتناوله المريض في اليوم عن فنجانين فقط أحدهما في الصباح والآخر في المساء.
- يعتبر مستحلب النعناع من أنجح الأدوية لعلاج وتسكين المغص عموماً وطرد الغازات ويعمل المستحلب بغلي ملعقة كبيرة من أوراق النعناع لكل فنجان من الماء الساخن بدرجة الغليان ويشرب منه عند الضرورة.
هناك سؤال مهم: هل هو مؤلم في جَميع أَنحاء البَطن أم في بقعةٍ واحدة؟؛ عندما تعاني من ألم في جميع أنحاء بطنك، لا تستطيع تحديد بقعة معينة، لا يكون هناك عادة سبب يدعو إلى القلق؛ فهذا الألمُ شائِعٌ جداً، وسوف يزول وحده بإذن. فعادة ما يكون سببه أنفلونزا المعدة أو تسمم الغذائي. أما عندما يكون الألم في بقعة معينة من بطنك، فلربما يشير إلى مشكلة أكثر أهمية، لاسيما إذا كان الألم سيئاً، ويبدأ بشكل مفاجئ، ولا يزول عنك أو يصبِح أسوأَ عندما تتحرك أو تسعل؛ فقد يَدُلُّ على مشكلة ما، مثل التهاب الزائدة الدودية أو التهاب البنكرياس أو التهاب الرتوج المعوية أو على كيسَة في المبيض أو مرض في المرارة.
وهنا لا غنى عن ولا بد من مراجعة المستشفى والاتصال بالطبيب في الحالات التالية:
• إذا كان هناك ألم حاد مستمر لعدة ساعات أو أكثر.
• أو إذا كان هناك ألم ثابت أو مُتَزايد في منطقة واحدة من بطنك أو صاحبه ألم آخر مختلف عن الأول، أو كان الألم لأكثر من 4 ساعات.
• إذا كان الألم أو المغص في كل البطن، وبقي مدة أطول من 24 ساعة ولم يتحسن.
• إذا كنت تعاني من جفاف، ولا تستطيع أن تخفض السوائل.
• إذا ازداد الألم سوءًا وأخذ يتفاقم مع الحركة أو السعال.
حماكم الله من كل مكروه والى مقال آخر في وقت قادم بإذن الله.



مغص البطن نوعان: حاد ومزمن


ألم البطن قد يلزم المراجعة أحياناً للتشخيص ومعرفة السبب