د. شريفة بنت محمد العبودي
يقول كتاب Bioactive Food as Dietary Interventions for Diabetes الذي صدر أواخر عام 2012م. أن هناك اليوم ما يكفي من الأدلة على أن تناول كثير من الخضروات والفواكه يمكن أن يحسّن اعتلالات وأمراض مثل متلازمة الأيض ومرض السكري. حيث يمكن ان تؤدي الجزيئات الموجودة بصورة طبيعية في الخضار والفواكه نفس الدور الذي تؤديه الأدوية المستخدمة لعلاج السكري مثلاً. والباميا إحدى الخضروات الغنيّة باللزوجة، والتي أثبتت الأبحاث فعاليتها في إعاقة امتصاص الجلوكوز في الجسم لأن الألياف اللزجة في الباميا تجعل مستويات السكر في الدم مستقرّة عن طريق التقليل من امتصاص الجسم، عبر جدران الأمعاء، للسكر. وللمادة اللزجة في الباميا فوائد أخرى فهي تتحد مع الكوليسترول وأحماض الصفراء التي تحمل السموم التي تحملها إياها الكبد لتلقي بها خارج الجسم، فهي بذلك تخلص الجسم من السموم التي تسبب الأمراض لو بقيت في الجسم. والألياف في الباميا تغذّي البكتريا النافعة في الأمعاء مما يساعد على تحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية مما يساعد في تحسّن ملحوظ للصحة ككل. وتساعد المواد اللزجة على شفاء تقرحات الجهاز الهضمي وفي التقليل من حموضة الوسط المعدي. وتساعد المادة اللزجة أيضاً في تطرية الأمعاء الغليظة لوجود الألياف ذات الخاصية المليّنة والمرطبة والتي تمتص الماء فيكبر حجمها فتدفع ما حولها إلى الخروج من الأمعاء فتحل بذلك مشكلة الإمساك. وتناول الباميا يحسّن التهابات الحلق والرئتين وضيق الشعب الهوائية لغناها بفيتامين ج المضاد للالتهاب والمضاد للأكسدة ولذا فهي تقلل من تصلب الشرايين والتهابات المفاصل. ويساعد تناولها على الوقاية من الماء الأبيض في العين لوجود عنصري الاكزاناثان واللوتين فيها.
والباميا من الخضروات قليلة السعرات الحرارية فليس في 100 غرام منها (بدون مائها الذي تُطبخ به ويكون أحياناً غارقا في الدهن!) أكثر من 30 سعرة حرارية. وليس في الباميا دهون مشبعة أو كوليسترول، وهي غنيّة بالألياف، كما أسلفنا، وبالعناصر الغذائية المفيدة مثل حمض الفوليك والزنك والكالسيوم والثيامين والريبوفلافين والمنغنيز والمغنيزيوم، وفيتامينات أ، ج، ب6 ، ك.
والباميا بطبيعتها لا تسبب أي نوع من التحسس، ولا تسبب كثرة تناولها أي أعراض مرضيّة، وهي رخيصة الثمن ومتوفرة في كل مكان. وكذلك هناك دقيق الباميا من تجفيف قرون الباميا ثم طحنها على شكل دقيق. وهو معروف لدى الإخوة السودانيين بشكل خاص حيث يعدون منه طبق الويكة الشهير، وهو طبق ينتشر استخدامه في القارة الأفريقية كلها تقريباً، ولذا اطلعت على كثير من الأبحاث التي أجريت في جامعات أفريقية عديدة عن منافع الباميا. وقد استخدمت قليلاً من دقيق الباميا عند إعداد أطباق الشوربة ليضيف لها قيمة غذائية وكانت التجارب في هذا المجال ناجحة. ومن خلال تجاربي لإعداد كيك بدون دقيق القمح المسبب للحساسية لدى كثير من الناس قمت بإعداد كيك من دقيق الذرة البيضاء (السرغوم) وأضفت حوالي ملعقتي أكل من دقيق الباميا إلى المقادير لكي يحل بلزوجته محل دبقين (غلوتين) القمح. ولم تكن التجربة ناجحة لأن دقيق الباميا تسبب في عدم نضوج البيض الداخل ضمن مقادير الكيك فلم ينتفخ الكيك!! وبقي البيض سائلاً على الرغم من بقاء الكيك في الفرن لمدة ساعة ونصف الساعة !! وهذا يدفع للتساؤل عن عظم تأثيره داخل الجسم.
منقول