بعض مرضى المفاغرة يكون قد تم تشخيصهم بسرطان القولون أو سرطان المستقيم أو اللحيميات القولونية العائلية (FAP)، هذا المقال يوضح العلاقة بين سرطان القولون والمستقيم والجينات الوراثية..
العلاقة بين الوراثة وسرطان القولون والمستقيم؟
يتكون جسم الإنسان من أنواع مختلفة من الأنسجة (الجلد والعظام والعضلات والغشاء المخاطي أو بطانة الأمعاء). وهذه الأنسجة تتكون من الخلايا. كل خلية في الجسم تحتوي على الكروموسومات التي تحمل نفس المعلومات الوراثية. والكروموسوم يتكون من مجموعة من الجينات وكأنها سلسلة من الخرز، وهذه الجينات تحتوي على الحامض النووي المعروف باسم DNA (دي إن إيه) حيث توجد به الرموز التي تحمل المعلومات الموروثة التي يرثها كل شخص من والديه. والطريقة التي يتشكل فيها مظهرنا الخارجي هو نتيجة لهذه المعلومات الوراثيةالمجمعة من كل من الأم والأب. فالنتيجة النهائية تعتمد على خاصية الجينات السائدة (المعلومات الأقوى) التي يرثها الشخص من والديه. للأسف فإن بعض الأمراض يتم وراثتها على نفس الشكل.
إذا كان الفرد لديه طفرة (تغيير أو خطأ) على أحد هذه الجينات فسوف تمر هذه الطفرة للأطفال، ومن المعروف أن بعض سرطانات القولون والمستقيم تكون لها خاصية وراثية. وإذا كان الشخص لديه استعداد وراثي فإنه يزيد من خطر إصابة الفرد بأورام القولون والمستقيم. وبعبارة أخرى، الجينات هي السبب في بعض الأمراض مثل سرطان القولون والمستقيم حيث تحدث بشكل متكرر في بعض الأسر عن غيرها. لهذا السبب، عند زيارة طبيب جراح القولون والمستقيم، من المهم أن توضح له التاريخ العائلي المفصل فيما يتعلق بأمراض السرطان.
ما هي الأنواع المختلفة لسرطان القولون والمستقيم؟
من وجهة نظر وراثية / جينية، هناك ثلاث فئات من سرطانات القولون والمستقيم؛ هي:
سرطان القولون الفُرادِي: ويشكّل 50-60% من حالات سرطان القولون والمستقيم.
سرطان القولون العائلي: ويشكّل 30-40% من حالات سرطان القولون والمستقيم.
سرطان القولون والمستقيم الوراثي: ويشكّل 4-6% من حالات سرطان القولون والمستقيم.
سرطان القولون الفُرادِي
يحدث سرطان القولون الفُرادِي في الأشخاص فوق سن الستين حتى مع عدم وجود تاريخ عائلي لسرطان القولون والمستقيم. وإذا أصيب أحد أفراد الأسرة كأول عضو فيها بهذا النوع من السرطان، يجب عليه إبلاغ أفراد الأسرة الآخرين بذلك.
سرطان القولون العائلي ؟
بعض العائلات أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بغيرها؛ على سبيل المثال، إذا كان في العائلة أكثر من فرد قد أُصيب بسرطان القولون والمستقيم، وخاصة إذا حدث ذلك قبل سن الخمسين، في هذه الحالة يجب عليهم إبلاغ الطبيب المعالج.
إذا كان قريب لك من الدرجة الأولى (الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الأطفال) قد أُصيب بسرطان القولون والمستقيم قبل سن الخمسين، فإن احتمال إصابة أفراد الأسرة الآخرين بهذا المرض أكبر من إصابة أفراد الأسَر التي ليس لديها تاريخ لهذا المرض. وعلى الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى قد أُصيبوا بسرطان القولون والمستقيم أن يبدأوا فحص سرطان القولون عند بلوغ سن الأربعين أو قبل عشر سنوات من العمر الذي أُصيب فيه قريبهم بالسرطان، أيهما أسبق.
سرطانات القولون والمستقيم الوراثية؟
من الممكن وراثة الطفرة الجينية (التغيرات في الجينات الفردية) من أحد الأبوين أو كليهما، كما يمكن حدوث الطفرة الجينية في أي وقت خلال فترة الحمل. وتستقر الطفرات الموروثة في كل خلية في الجسم.
والنوعان الأكثر شيوعا من سرطانات القولون والمستقيم الوراثية هما:
1) سرطان القولون والمستقيم اللالحيمي الوراثي (HNPCC/ Lynch).
2) واللحيمات القولونية العائلية (FAP).
ويمكن لهذين النوعين إصابة أي من الجنسين، كما أن أطفال الأشخاص الذين يحملون هذه الجينات يكون احتمال وراثتهم للجين المسبب لهذا المرض بنسبة (50%).
كيف يمكن للشخص معرفة ما إذا كان قد ورث الطفرة الجينية التي تزيد من احتمال إصابته بسرطان القولون والمستقيم؟
يمكن معرفة ذلك عن طريق:
1- التاريخ العائلي المرضي فيما يتعلق بالسرطان.
2- التحليل الجيني لتحديد مدى حدوث الطفرة الجينية للفرد.
كيف ستساعد هذه المعلومات جرَّاحي القولون والمستقيم؟
يقوم جرَّاح القولون والمستقيم باستخدام هذه المعلومات لتقييم مدى احتمال إصابة الفرد بسرطان القولون والمستقيم. كما يمكن أن يساعد هذا التقييم الإضافي للفرد في كشف وتحديد متلازمة السرطان العائلي. وقد يوصي الجرَّاح أيضا بإجراء فحص القولون بالمنظار، والاستشارة الوراثية، وفحص عام، وفحص متابعة منتظم، وكذلك الإحالة إلى أطباء أخصائيين آخرين، إذا لزم الأمر.
منقول