تشوهات القلب الخلقية موجودة بنسبة تصل الى 8%، وهذه النسبة عالمية ومن المتوقع ان تكون مرتفعة الى 2-3% في المملكة العربية السعودية وذلك لكثرة عدد الحالات في عيادات القلب والمراكز الثلاثية القلبية.
الاسباب الرئيسية لهذه التشوهات غير معروفة ولكن يعتقد بانها متعددة الأسباب وهي ناتجة عادة من خلل في الجينات مع استحثاث بيئي ، ونسبة بسيطة من هذه الأمراض له علاقة بخلل في الكروموسومات واشهر مثال على ذلك خلل كروموسوم 21 او ما يسمى بمتلازمة داون حيث تكون نسبة الأطفال المصابين بمرض في قلب عند اطفال متلازمة داون هو 50 % اما في متلازمة "ترنر" فالنسبة اقل وتصل الى 40 %.
اصابة الام بمرض السكري يزيد من نسبة اصابة الطفل بامراض القلب وايضاً اصابة الحامل بالحصبة الألمانية او تعاطيها لبعض الادوية مثل ادوية الصرع، دواء الوارفارين لمنع تجلط الدم يعرض الجنين الى تشوهات في القلب.
انواع التشوهات الخلقية في القلب
التشوهات الخلقية قد تكون بسيطة وقد تكون معقدة ولقد قسم العلماء هذه الامراض الى قسمين:
1) التشوهات الخلقية الغير مصاحبه بازرقاق ونقص في الأكسجين في الدم.
2) التشوهات الخلقية المصابة بازرقاق ونقص الاكسجين.
1) من امثلة القسم الأول :
-الثقب بين الأذينين: (ASD) وهذا غالباً موجود في وسط الحاجب الذي يفصل الأذنين الأيسر بالأذن الأيمن.
والدم في هذه الحالة عندما يأتي الى الأذين الأيسر من الأوردة الرئوية يمر جزء منه خلال هذا الثقب إلى الأذين الأيمن.
فاذا كان الثقب صغيراً فلا يحدث عاده ضرر للقلب ويحتمل ان يغلق هذا الثقب من نفسه مع الوقت اما اذا كان الثقب متوسطاً او كبيراً فان كميه كبيره من الدم تعبر من خلاله وبذلك فإنه مع الوقت يزيد حجم الأذين الأيمن والبطين الأيمن والذي يؤدي الى زيادة الضغط في البطين الأيمن والشريان الرئوي.
الأعراض
صعوبة في التنفس في حالة الثقب الكبير اما في حالة الثقب الصغير فان المريض لايعاني من أي اعراض.... ويتم الكشف على المريض ويوجد في هذه الحالات صوت لغط في القلب يتم سماعه بسماعة الطبيب.
الفحوصات
يتم عمل اشعة سينية للقلب وتخطيط كهربائي واشعة صوتية للقلب والتي توضح التفاصيل الدقيقة للقلب ومكان وجود وكبر حجم الثقب وتأثيره على غرف القلب والصمامات و وجود أي تشوهات مصاحبة.
العلاج
في حالة كان الثقب كبير فيجب اغلاقه عن طريق القسطرة القلبية وذلك بادخال القسطار الى محل الثقب ثم ادخال جهاز خاص مناسب لحجم الثقب يلصق من اعلى وأسفل في الجدار الحاجز بين الاذينين وتبقى هذه المادة مدى الحياة ولا تسبب أي إضرار مستقبلاً، وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى عمل عملية جراحية قلب مفتوح وإغلاق الثقب بوضع نسيج حيواني وذلك إذا كان نوع الثقب غير مناسب لعمل القسطرة..
الوقت المناسب لإغلاق الثقب الكبير بالقسطرة هو عن عمر 4 سنوات وفي بعض الحالات يتم عمل القسطرة قبل هذا، وذلك بحاجة المريض ولمنع تدهور حالته الصحية
2- الثقب بين البطينين VSDوهذا أكثر التشوهات الخلقية انتشاراُ ويشكل مانسبتة 25% من إمراض القلب الخلقية.
والثقب قد يكون في اعلى الحجاب الحاجز بين البطينين او في منتصف الحاجب او في الأسفل، وهذا الثقب يجعل جزءاً من الدم في البطين الأيسر ينتقل الى البطين الأيمن ثم الى الشريان الرئوي والرئتين.
الثقب الصغير: في هذه الحالة يتم اكتشافه عن طريق السماعة بوجود صوت لغط في القلب، والمريض عادة لايعاني من اعراض قلبية وبعد التشخيص عن طريق الموجات فوق الصوتية فإن المريض عادة لايحتاج الى عملية جراحية او قسطرة للقلب، وانما يكتفي بمتابعته في عيادة القلب، إلا اذا كان الثقب قريباً جداً للصمام الأورطي وتسبب في ترجيع للصمام او خلل فانه يجب في هذه اغلاقه.
الثقب الكبير: إذا كان الثقب كبيراً فإن المريض يعاني من التهابات متكررة في الرئتين مع صعوبة في التنفس، وإذا لم يعالج فانه يؤدي إلى إعراض فشل القلب من سرعة التعرق والشعور بالإجهاد عند بذل أقل مجهود، ومع مرور الوقت يرتفع ضغط الدم الرئوي وبعد عمل الأشعة السينية فإن القلب يكون اكبر من حجمة الطبيعي والأشعة فوق الصوتية توضح مكان الثقب وحجمه وتأثيره على القلب وعلاج مثل هذه الثقوب عادة هو عن طريق العملية الجراحية، عملية قلب مفتوح لوضع نسيج حيواني مكان الثقب لإغلاقه ولو تأخر المريض في إجراء العملية فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تدفق الدم إلى الرئتين ومن ثم ارتفاع في ضغط الدم الرئوي، واذا حدث ذلك فالمريض يحتاج إلى قسطرة للقلب لمعرفة مناسبة المريض للعملية الجراحية ام لا وفي بعض الحالات المتأخرة يكون ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي شديداً وتقل نسبة الأكسجين في الدم، ولايمكن عمل أي تدخل جراحي لعدم مناسبة الحالة. وللمعلومية فان المريض يحتاج إلى مضاد حيوي قبل عمل أي تدخل في الأسنان سواء كان الثقب صغيراً أو كبيراً، وذلك لمنع التهاب بكتيري بالنزول إلى القلب والذي قد يعمل التهاب داخل أنسجة القلب..
ج) القناة الشريانية المفتوحة (PDA)
وهي عبارة عن قناة تصل بين الشريان الأبهر (الأرطي) والشريان الرئوي، وهذه القناة تكون موجودة أثناء فترة الحمل لمرور الدم من الشريان الرئوي إلى الشريان الأبهر، وبعد الولادة في الحالات الطبيعية فإن مرور الدم يكون بالعكس من الشريان الأرطي إلى الشريان الرئوي بسبب انخفاض الضغط في الرئتين.
وفي أغلب الأطفال فإن القناة تنغلق بعد مرور يوم أو يومين من الولادة. وإذا استمرت مفتوحة فأنها قد تؤدي إلى مشاكل صحية في القلب ، وخصوصاً في الأطفال الخدج (الذين لم يكموا فترة الحمل 9 أشهر) ففي هذه الحالة فأن الدم الخارج من البطين الأيسر خلال الصمام الأورطي إلى الشريان الأورطي يمر جزء منه خلال هذه القناة المفتوحة إلى الشريان الرئوي، وبهذا فإن كمية كثيرة من الدم تذهب إلى الرئتين ومع مرور الوقت يؤدي إلى زيادة الدم الراجع إلى القلب عن طريق الأوردة الرئوية وإلى الأذين الأيسر، ويؤدي ذلك إلى توسع في الأذين الأيسر والبطين الأيسر في القلب وهبوط في عمل القلب.
الأعراض
المريض في وجود قناة شريانية كبيرة يعاني من صعوبة في التنفس وكحة مستمرة وقد يؤدي إلى التهابات متكررة بالرئتين تحتاج إلى تنويم عدة مرات داخل المستشفى في الأطفال الخدج تكون سرعة التنفس أعلى من المعدل الطبيعية وفرق بين ضغط الدم الانقباضي والأنبساطي كبير.
الأطفال مكتملى النمو القناة الشريانية المفتوحة يعتمد على حجمها ومقدار ضررها على القلب، فإذا كانت كبيرة فالعلاج قد يكون من خلال القسطرة القلبية وذلك بإدخال قسطار من خلال أوردة الفخذ إلى القلب ثم إدخال مادة معينة مصنوعة خصيصاً لإغلاق هذه القنوات المفتوحة وتوضع داخل القناة وتبقى دائماً في الجسم .. وبعض الحالات تحتاج عمليه جراحيه لأغلاق القناة أما إذا كانت القناة صغيرة فأن المريض عادة لا يعاني من أي أعراض مصاحبة ويجب عليه المتابعة في عيادة القلب لأنه في بعض الحالات القناة تغلق من نفسها مع مرور الوقت ولا تحتاج إلى تدخل جراحي أو تدخل عن طريق القسطرة القلبية.
أما العلاج في الأطفال الخدج فإن الطفل يعطى دواء الاندوميثاسين أو ايبوبروفين وهذا يساعد على إغلاق القناة الشريانية..
منقول