مع الإقبال على تناول الطعام بأشكاله وألوانه المتعددة قد يبدو من الغريب أن يكون هناك من يخافون الطعام فيما يُعرف برهاب الطعام Cibophobia ويُعد هذا النوع من الرهاب مركبا ومضللا إلى حد ما حيث يخطيء الاختصاصيين في تشخيصه والخلط بينه وبين القهم العصبي ( فقدان الشهية العصبي ) لاعراض المُصاب عن الطعام في كلا الحالتين.
وعرف القهم العصابي بأنه اضطراب يتسبب ببذل المصاب لمجهود مفرط للحفاظ على وزنه و بمستويات تقل عما هو ملائم لطوله وعمره .ويذكر أن مصابي هذا الاضطراب يتعمدون تجويع أنفسهم بدرجة كبيرة وممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط لتخفيف أوزانهم أو الحد من زيادتها .
يشار إلى أن القهم العصابي ليس متعلقا بالطعام بحد ذاته، بل هو متعلق بقيام المصاب بربط النحافة بقيمة الذات. أما مصابو رهاب الطعام فيخافون الطعام نفسه، أي أن الشخص معرض للإصابة بكلا الاضطرابين في وقت واحد.
تتميزأعراض رهاب الطعام لكونها صعبة الإدراك ، وخاصة مع انتشار السلوكيات الوسواسية والخاطئة المتعلقة بالصحة والرشاقة وتتمثل الأعراض بما يلي :
- تجنب أطعمة معينة بشكل كامل، وذلك لاعتقاد المصاب بأنها تتسبب بأذى وبشكل مفرط ولذلك يُعد الحليب والميونيز من أكثر الأطعمة التي يتجنبها مصابو الرهاب المذكور .
- الاهتمام الزائد عن المعتاد بتواريخ انتهاء الأطعمة اذ يعمد المصابين الى شم رائحة الطعام وتفحصه بحرص ودقة مفرطين عند اقتراب تاريخ انتهائه.
- الاهتمام المفرط بمدة طهي الطعام لدرجة قد تسبب بحرق أو جفاف المرق عنه وخاصة لمن يتجنبون اللحوم .
- اتباع سلوكات معينة خاصة باعداد الطعام وغالباً ما تتركز على المطاعم اذ يتم اعداد الطعام بشكل بعيد عن عين المُصاب ومن السلوكيات المرافقة للرهاب تجنب تناول الطعام في مطاعم معينة , رفض تناول المأكوﻻت البحرية بعيدا عن الساحل أو التخلص من الطعام بعد مرور 24 ساعة على تحضيره.
يُرافق الاصابة برهاب الطعام عدد من المُضاعفات التي تؤثر على طبيعة حياة المُصاب حيث أن عدم خضوعه للعلاج قد يتسبب باضطرابات سلوكية وسواسية وتزداد مع مرور الوقت قائمة الأطعمه التي يتجنبها المصاب بشكل قد يؤثر على صحته اذ يُفضل حرمان نفسه من الطعام بشكل يؤثر على صحته ويرافقه اصابته بالضعف , الدوار وسرعة الانفعال .
ومع تفاقم هذا الاضطراب، يصبح من الصعب على المصاب تناول الأطعمة في المطاعم فتواجد الأطعمة المحظورة حوله قد تجعله يبكي أو يرتجف أو يصاب بأعراض جسدية أخرى.
أما عن علاج رهاب الطعام فتتعدد الخيارات العلاجية للمصاب، أهمها العلاج المعرفي السلوكي الذي يهدف الى تعديل معتقدات المصاب وسلوكاته المتعلقة بالطعام . فضلا عن ذلك، فهناك أساليب أخرى متعددة تهدف إلى تحسين علاقة المصاب بالطعام، منها العلاج الدوائي والعلاج بالنوم الإيحائي .
يعد التثقيف بشأن أهمية تناول الطعام والأسباب الحقيقية لانتقال بعض الأمراض عبر الطعام أمرا مهما على المدى البعيد، غير أن الخطوة العلاجية الأولى لهذا الاضطراب يجب أن تكون بالسيطرة على عنصر الخوف من الطعام.
منقول