عرفت فيروسات الكورونا التي تصيب الإنسان ويرمز لها طبياً (HcoVs) منذ نهاية الستينات الميلادية، الفيروس ينتمي لعائلة الفيروسات التاجية، وهي نفس عائلة فيروس "سارس" الذي ظهر للمرة الأولى في الصين عام 2002 م وأصاب أكثر من ثمانية آلاف شخص في نحو ثلاثين دولة حول العالم، وأدى إلى وفاة ثماني مئة منهم قبل أن تتم السيطرة عليه. سميت تلك المجموعة من الفيروسات بالتاجية ذلك ان شكلها يبدو كشكل التاج تحت المجهر.
يصيب الفيروس الجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي للثدييات والطيور ولكن يوجد أربعة إلى خمسة أنواع من ذلك الفيروس قد تصيب الإنسان. من أشهرها فيروس "سارس"
لم تتعد نسبة إصابة الاطفال بفيروس "سارس" 5 % وهو أحد فيروسات "كورونا" ذلك لأن التعامل مع الحالات كان سريعاً بعزل الحالات ومعالجتها ومنع الاطفال من زيارة المرضى في المستشفيات.
معظم الحالات لاتحتاج الى علاج ويم شفاؤها تلقائيا خلال ايام قليلة دون أي مضاعفات غالباً الا في بعض المصابين والذين لديهم حالات مرضية مزمنة.
معظم حالات الاطفال شفيت دون مضاعفات كما ان الأعراض العصبية وأعراض الجهاز الهضمي والكبد بذلك الفيروس لم تكن موجودة في حالات الإصابة عند الاطفال. وعلى مايبدو أن إصابات فيروس "كورونا" تحذو نفس الطريق.
لوحظ أن معظم الحالات التي حملت معها مضاعفات المرض كانت حالات تعاني من بعض الامراض المزمنة مثل أمراض الكلى ومنها الفشل الكلوي، أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والمرضى ذوي المناعة المتدنية.
كمعظم الفيروسات التي تصيب جهاز التنفس قد ينتقل المرض عن طريق تلوث الأيدي والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزئيات الهواء الصغيرة حيث يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة.
وللوقاية من المرض بشكل عام يجب عزل المصاب، غسل اليدين، استخدام الكمامات في أماكن الزحام، لا يوجد لقاح مضاد للفيروس.
معظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، ومن أبرز أعراضه ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، احتقان بالحلق، ورشح وسعال؛ حيث تستمر هذه الأعراض لمدة أيام ثم تختفي. مدة الحضانة الخاصة بالفيروس غير معروفة؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس كورونا تقارب الأسبوع، وهي - في الغالب- لا تختلف عنها.
فيروس كورونا الذي ظهر مؤخرًا في المملكة هوفيروس جديد لا يُعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله، وتعكف وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حوله.
على الصعيد العالمي تفيد منظمة الصحة العالمية أنه منذ سبتمبر 2012 م حتى تاريخ 10 أبريل تم إبلاغ المنظمة بما مجموعه 211 حالة مؤكدة مختبرياً للإصابة بعدوى فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بما في ذلك 88 وفاة.
من جانبها شجعت المنظمة جميع الدول الأعضاء على مواصلة ترصدها للأمراض التنفسية الحادة وتوخي الدقة في استعراض أي أنماط غير عادية.
تكتسي تدابير الوقاية من حالات العدوى ومكافحتها أهمية حاسمة للوقاية من احتمال انتشار فيروس كورونا في مرافق الرعاية الصحية. وينبغي لمرافق الرعاية الصحية التي تقدم الرعاية إلى المرضى الذين يشتبه في عدواهم بفيروس كورونا أوتؤكد عدواهم به أن تتخذ التدابير الملائمة لتقليل خطر انتقال الفيروس من المرضى المصابين بالعدوى إلى مرضى آخرين وإلى العاملين في مجال الرعاية الصحية والزائرين. وينبغي تثقيف العاملين في مجال الرعاية الصحية وتدريبهم وتجديد معلوماتهم لاكتساب المهارات في مجال الوقاية من حالات العدوى ومكافحتها.
لا يمكن دوماً التعرف على المرضى المصابين بفيروس كورونا في وقت مبكر لأن بعضهم يظهر أعراضاً خفيفة أوغير عادية. ولهذا السبب، من المهم أن يتخذ العاملون في مجال الرعاية الصحية تدابير احتياطية معيارية بصورة متسقة إزاء جميع المرضى بصرف النظر عن التشخيص الصادر بشأنهم في إطار كل ممارسات العمل وباستمرار.
وينبغي اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من الرذاذ بارتداء الكمامات إضافة إلى التدابير الاحتياطية المعيارية عند تقديم الرعاية إلى جميع المرضى الذين يظهرون أعراض الإصابة بمرض تنفسي حاد. وينبغي علاوة على ذلك اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من الاحتكاك وحماية العين عند تقديم الرعاية إلى أشخاص تحتمل عدواهم بفيروس كورونا أوتؤكد عدواهم به وتدابير احتياطية للوقاية من العدوى المنقولة بالهواء.
يجب الاسراع بالتقصي والتشخيص في حالات المرضى باعتبارهم مصابين محتملين بالعدوى عندما تشير الدلائل السريرية والوبائية إشارة واضحة إلى جود العدوى بفيروس كورونا.
تنصح منظمة الصحة مقدمي خدمات الرعاية الصحية بتوخي الحذر. وإخضاع المسافرين العائدين حديثاً من الشرق الأوسط الذين تظهر عليهم آثار الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة لفحص فيروس كورونا عملاً بتوصيات الترصد الحالية.
كما ذكّرت المنظمة جميع الدول الأعضاء بتقييم أي حالة جديدة للعدوى بفيروس كورونا وإخطارها على وجه السرعة إضافة إلى توفير المعلومات عن حالات التعرض المحتملة المؤدية إلى العدوى ووصف المسار السريري. كما وبدء تقصي مصدر التعرض بسرعة لتحديد نمط التعرض للإصابة قصد الوقاية من مواصلة انتقال الفيروس.
ينبغي تفادي الاحتكاك عن كثب بالحيوانات عند زيارة المزارع أوالحظائر التي تفيد المعلومات باحتمال سريان الفيروس فيها والتقيد بتدابير النظافة العامة كالحرص على غسل اليدين بانتظام واتباع ممارسات النظافة الغذائية.
لم توص المنظمة بإجراء تحريات خاصة في نقاط الدخول فيما يتصل بهذا الحدث كما لم توص في الوقت الحالي بفرض أي قيود على السفر.
على النطاق المحلي تسخر وزارة الصحة كافة إمكاناتها وخبراتها في تقصي هذا المرض، ومعرفة طرق انتقاله والحماية منه، وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمصابين. كما تقوم الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من المراكز العالمية الطبية المتخصصة في معرفة المزيد حول المرض.
وحول وجود عدد من الوفيات في الحالات الجديدة المكتشفة فانه من الواضح أن معظم الحالات المتوفاة من كبار السن أوممن يعانون أمراضًا مزمنة أخرى تؤثر سلبًا في جهاز المناعة؛ ما يزيد فرص ظهور المضاعفات الشديدة للمرض؛ ما قد يؤدي إلى الوفاة، وهذا ما يحدث -أيضًا- في حالات الأنفلونزا الموسمية.
قد يكون هناك العديد من الحالات المصابة بالفيروس؛ ولكنها إصابات طفيفة لا تتعدى أعراضها أعراض نزلات البرد، وتشفى تمامًا دون مضاعفات تستدعي الإحالة إلى المستشفيات أوالمنشآت الصحية؛ ما يؤدي إلى عدم اكتشافها.
بطبيعية الحال، لا يمكن أن يعرف المريض أنه مصاب بهذا المرض تحديدًا إلا بعد تشخيصه في المنشآت الصحية. كما لا يوجد علاج نوعي لهذا المرض حتى الآن، إلا أنه بشكل عام يتم التعامل مع المرض مثل أي مرض تنفسي معدٍ آخر كالأنفلونزا؛ حيث يجب على المريض اتباع الإرشادات التالية:
1.تناول الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات.
2.الإكثار من السوائل وأخذ قسط كافٍ من الراحة والحفاظ على تناول الغذاء الصحي.
3.اتباع الإرشادات المتعلقة بالحد من انتقال العدوى التي من أهمها:
- استعمال المناديل عند العطس والسعال والتخلص من البلغم والتخلص منها بطريقة آمنة وفي سلة المهملات.
- غسل الأيدي بصفة دورية، وعدم مشاركة الآخرين في الأدوات الشخصية كالمناشف أوالأكواب والملاعق وغيرها.
- الحد من الخروج خارج المنزل إلا للضرورة.
4.في حال الضرورة أواشتداد أعراض المرض، يجب زيارة المنشأة الصحية مباشرة.
5.ينصح كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة أو الأمراض التي تؤثر في جهاز المناعة بمراجعة المنشأة الصحية عند الشعور بأعراض المرض.
إن اكتشاف المرض في المملكة لا يعني عدم وجوده في دول أخرى، فقد سُجل عدد من الحالات في الأردن وقطر والإمارات وبريطانيا حتى الآن، ولعل ذلك يرجع إلى كون وزارة الصحة تطبق برنامج ترصد متقدم لهذا المرض، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من المراكز العلمية المتخصصة والخبراء الدوليين في هذا المجال.
استمرارًا للنجاحات التي حققتها وزارة الصحة في التعامل مع متلازمة (سارس) و(أنفلونزا الخنازير) فقد سخرت الوزارة كافة إمكاناتها وخبراتها المتراكمة وخططها الوقائية والعلاجية الدائمة والطارئة وفقًا للمعايير العالمية والوطنية في التعامل مع مرض فيروس كورونا الجديد (MERS-Cov)؛ حيث قامت وزارة الصحة منذ اكتشاف الفيروس بالتواصل مع الخبراء داخل الوطن وخارجه ومع منظمة الصحة العالمية؛ بهدف التعرف على هذا الفيروس واتخذت العديد من الإجراءات منها:
دعوة اللجان العلمية الوطنية الدائمة للأمراض المعدية ولجنة عدوى المنشآت الصحية إلى الانعقاد، والمشكلة من كافة القطاعات والجهات الصحية الوطنية وهي: وزارة الدفاع، التربية والتعليم، الداخلية، التعليم العالي، الصحة، الحرس الوطني، والمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وشركة (أرامكو) السعودية.
قامت الوزارة بالتنسيق مع كافة القطاعات الصحية وتزويدها بكافة معلومات نظام الترصد الوبائي للفيروس متضمنًا تعريف الحالة، والأعراض، وآليات التشخيص والعلاج، ويتم تحديث ذلك حسبما يستجد من معلومات عن المرض وآليات الإبلاغ عن الحالات المشتبهة.
دعوة فريق من الخبراء الاستشاريين والمسؤولين في منظمة الصحة العالمية للاطلاع على جهود المملكة ممثلة في وزارة الصحة لمكافحة المرض.
دعوة خبراء من جامعة كولومبيا إلى المشاركة في إجراء مسح ميداني وبيئي؛ للوصول إلى نتائج علمية تسهم في الوقاية من هذا المرض.
الالتقاء مع الوفد المشترك من منظمة الصحة العالمية والمشكل من خبراء مختصين في الأمراض المعدية من دول عدة للمشاركة في كافة المؤتمرات والندوات التي عقدتها منظمة الصحة العالمية في جنيف والقاهرة.
تجهيز مختبر إقليمي بمحافظة جدة لفحص العينات، وتطبيق توصيات الهيئات والمنظمات الدولية المختصة كمنظمة الصحة العالمية في إجراء الفحوصات على المخالطين.
إجراء استقصاء صحي دقيق في منطقة الأحساء مع المرضى وأسرهم.
القيام بدراسة تكتل حالات عدوى المنشآت الصحية المكتسبة لمتلازمة الجهاز التنفسي التاجية الشرق أوسطية كورونا (MERS-COV) ووضع تسلسل الترتيب الجيني للفيروس بشكل متكامل، وذلك بالتعاون مع علماء من جامعة "كوليدج" في لندن ومعهد"ويلكوم ترست سانجر".
أسهمت في عضوية لجنة الطوارئ الدولية المعنية باللوائح الصحية الدولية حول فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي شكلتها المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية.
قامت بتحديث لائحة الاشتراطات الصحية للقادمين لأداء العمرة والحج لعام 1434ه.
أطلقت الوزارة خطة توعوية شاملة عن المرض من عدة مراحل، شملت في مرحلتها الأولى:
1. التواصل المستمر مع المجتمع المحلي والدولي عن طريق المؤتمرات واللقاءات العلمية والأخبار المستمرة.
2. إطلاق صفحة إلكترونية في موقعها الرسمي www.moh.gov.sa للتعريف بمرض فيروس كورونا الجديد وتضمينها كافة المستجدات الخاصة به، وتهدف الوزارة من هذه الخطوات إلى التعريف بالمرض، وتزويد المجتمع والمعنيين بالمستجدات المتعلقة به وطرق الوقاية المحتملة. واشتملت على عداد رقمي وخارطة توضح إجمالي عدد الإصابات في المملكة ومواقع الإصابة. كما تشمل نبذة عن فيروس كورونا الجديد، والأسئلة الشائعة عن المرض والبيانات الإعلامية، والأخبار الصحفية، وروابط الفيديو، ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المهمة ذات العلاقة.
3. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة (تويتر) و(فيسبوك) وتتبع موقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية www.moh.gov.sa
4. قيام نخبة من الأطباء الاستشاريين والمختصين من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بالرد على الاستفسارات والتساؤلات الخاصة بالمرض على الرقم المجاني (8002494444).
كما أطلقت وزارة الصحة المرحلة الثانية من حملتها للتوعية الصحية بمرض فيروس (كورونا الجديد) (MERS-COV)، والتي شملت إضافة إلى ما سبق:
1. استخدام الأفلام التوعوية والتقارير الإخبارية المصورة
2. الإعلان في الصحف والتلفزيون.
3. استخدام الرسائل النصية.
4. تجهيز وطباعة مطويات تعريفية بالمرض وطرق الوقاية منه، وأيضًا تجهيز وطباعة لوحات إرشادية للاستفادة منها في المنشآت الصحية ومواقع التجمعات والمطارات، خاصة مع بدء موسم الإجازة الصيفية والسفر.
خطورته مع مصابي الأمراض المزمنة
برامج رصد متقدمة
من أسباب الوقاية