التشنجات الليلية لعضلات الساق.. حالة مؤلمة غير خطيرة
قد تنتج عن خلل في الأعصاب أو نقص المعادن أو اضطراب الدورة الدموية
الرياض: د. عبير مبارك
تشنجات العضلات «Muscle cramps» هي حالات مفاجئة تحصل فيها تقلصات لا إرادية، أو تشنجات في واحدة أو أكثر من عضلات منطقة من مناطق الجسم. وغالبا ما تحدث بعد ممارسة عمل ما أو في أثناء النوم بالليل، وقد تدوم من بضع ثوان إلى عدة دقائق. ووفق الملاحظات الطبية، فإن تشنجات العضلات هي مشكلة شائعة. ويمكن أن يكون سبب تشنجات العضلات هو خلل أداء أحد الأعصاب التي لا تعمل كما ينبغي نتيجة لوجود مشكلة صحية، مثل إصابات الحبل الشوكي، أو أن يكون العصب مقروصا «pinched nerve» كما فيما بين تراكيب الرقبة أو الظهر. وهناك ربما أسباب أخرى مثل الإفراط في استعمال العضلات، أو جفاف الجسم، أو نقص المعادن في النظام الغذائي الخاص بالإنسان أو استنزاف المعادن في داخل جسمه، أو يكون ثمة اضطراب في شبكات الدورة الدموية ينتج عنه عدم حصول العضلة على ما يكفيها من الدم.
* الأسباب
تشنجات العضلات يمكن أن تكون مؤلمة جدا، وقد يكون من المفيد لتخفيف الألم أن يجري شد العضلة برفق أو تدليكها بلطف. وتشنجات الساق الليلي هي إحدى تلك الحالات المزعجة أو المؤلمة من أنواع تشنجات العضلات.
وفق ما تشير إليه نشرات كليفلاند كلينك الطبية، فإن سبب حصول ومعاناة البعض من تشنجات في الساقين ليلا، أو حالة تشنجات الساق الليلية «nocturnal leg cramps»، هو أمر غير معروف. وعلى الرغم فيما يبدو أنها تزداد في وتيرة الحصول مع التقدم في السن، فإنها لا ترتبط بشكل واضح مع وجود مشكلات في الدورة الدموية أو التهاب المفاصل لدى الشخص. ولذا وخلال التقييم الطبي للأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة، يجري قياس نسبة السكر في الدم، ونسبة الشوارد (الأيونات) والمعادن (مثل البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والكالسيوم)، ولدى الكثير منهم لا يلاحظ وجود أي اضطرابات أو حالات غير طبيعية لتلك الفحوصات التقيمية.
ومع هذا تشير بعض البحوث الطبية إلى أن تشنجات الساق الليلية قد تكون ذات علاقة بمرض السكري، أو وجود حالة الأقدام المسطحة «flat feet»، أو الجلوس لفترات طويلة، أو الجفاف مع نضوب كمية الملح في الجسم، كما قد تحدث بعد ممارسة الرياضة أو الوجود في مناطق ذات أجواء حارة، أو تناول أنواع من الأدوية التي تغير نسبة الشوارد والمعادن في الجسم، مثل الأدوية المدرة للبول «diuretic medicines» التي قد تتسبب برفع الصوديوم أو فقدان البوتاسيوم.
* سلوكيات صحية
ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، لا توجد وسيلة علاجية واحدة تصلح لتخفيف وتيرة أو شدة ألم تشنجات الساق الليلية، بل هناك مجموعة من السلوكيات الصحية التي قد يستفيد منها أولئك الذين يعانون من حالات التشنجات العضلية تلك، مثل:
* ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخصوصا تمارين شد العضلات، أو ما يسميه البعض تمديد العضلات أو «فرد العضلات». وهي تمارين تكسب العضلات مرونة خلال تكرار عمليات الانقباض والانبساط.
* الحرص على شرب مزيد من السوائل قبل وبعد أداء التمارين الرياضية أو المشي أو الهرولة لفترات غير معتادة.
* وفي فترة ما قبل النوم، وضع كمادات دافئة على العضلات التي ربما أصابها في السابق تشنجات.
* الحرص على ارتداء أحذية أفضل، مثل الأحذية التي تحتوي دعم قوس القدم.
وتضيف المصادر الطبية أنه لا يوجد علاج دوائي ثبتت فائدته، إلا أن بعض المرضى أفادوا باستفادتهم من تناول أدوية ارتخاء العضلات (Muscle relaxants)، وفيتامين «إي E»، وعقار فيراباميل (Verapamil) من حاصرات الكالسيوم وعقار غابابنتن (Gabapentin) وبعض أنواع عقار مضادات الهيستامين.
إن تشنجات الساق الليلية حالة غير خطيرة على الصحة، إلا أنها مؤلمة ومزعجة لمن يعانون منها.
* استشارية في الباطنية